متحور «أوميكرون» يهوي بأسعار النفط لأسوأ انخفاض منذ عام ونصف بنسبة 13٪.. و«سي إن إن»: تراجع حاد في أسواق الأسهم العالمية
كتب: وكالات وصحف
أدى المتحور الجديد لفيروس كورونا، الذي بات يُعرف باسم “أوميكرون”، إلى انخفاض أسعار النفط بنسبة 13٪، حيث يخشى المستثمرون القيود الحكومية الجديدة وتباطؤ النمو الاقتصادي.
وأنهى الخام الأمريكي أمس الجمعة، عند أدنى مستوى في شهرين عند 68.15 دولارًا للبرميل، بانخفاض 13.1٪ عن إغلاق يوم الأربعاء. كان أسوأ يوم للنفط منذ 27 أبريل 2020 عندما كان فيروس كورونا ينتشر بسرعة في الولايات المتحدة.
وحتى وقت قريب، كانت أسعار النفط في ارتفاع مستمر حيث أدى الانتعاش الاقتصادي السريع إلى زيادة الطلب على البنزين ووقود الطائرات والديزل.
لكن هذا الارتفاع انقلب رأسًا على عقب، أولاً بسبب تدخل بقيادة الولايات المتحدة في أسواق الطاقة والآن بسبب مخاوف كوفيد – 19، بعد مغازلة 85 دولارًا للبرميل في 10 نوفمبر، انخفض النفط الخام الآن بنسبة 20٪ تقريبًا.
وهبط خام برنت القياسي العالمي 12% يوم الجمعة إلى 72.72 دولارًا للبرميل.
وتراجع قطاع الطاقة في S&P 500 بنسبة 4٪ يوم الجمعة، مما يجعله القطاع الأسوأ أداءً. وأنهى كل من ExxonMobil و BP وHalliburton على هبوط حاد.
وقالت شبكة (سي إن إن) إنه تسببت المخاوف المتعلقة بمتحور كورونا الجديد والذي بات يعرف باسم “أوميكرون” في تراجع حاد في أسواق الأسهم العالمية، واتخذت عدة دول حول العالم إجراءات وقائية، بينها حظر السفر، لمواجهة خطر انتشار المتحور.
يذكر أنه فرضت العديد من الدول قيود سفر على دول في جنوب أفريقيا، منذ ظهور متحور جديد من فيروس كورونا، في محاولة للحد من انتشاره.
وأطلقت منظمة الصحة العالمية على المتحور الجديد اسم “أوميكرون”، واعتبرته “يبعث على القلق” لأن الأدلة العلمية التي تم التوصل إليها حتى الآن ترجح أنه قد يؤدي إلى تكرار الإصابة بالفيروس.
ولكن المنظمة الدولية حذرت من التعجل في فرض قيود على السفر دون وجود أساس علمي لهذه القرارات.
كما انتقدت دولة جنوب أفريقيا، التي اكتشف فيها المتحور للمرة الأولى، قرارات حظر السفر إليها، ووصفتها بأنها “صارمة”.
وصرح السفير نادر سعد، المتحدث الرسمى باسم مجلس الوزراء، بأن اللجنة العليا لإدارة أزمة فيروس كورونا، قررت إيقاف الطيران المباشر من وإلى جنوب إفريقيا، وذلك على خلفية ما أعلنته منظمة الصحة العالمية عصر اليوم، بشأن المتحور الجديد لفيروس كورونا، والذى أطلق عليه “أوميكرون”، واعتبرت هذا المتحور من الضرورى أخذ الإجراءات الاحتياطية تجاهه.
وثمة تساؤلات عدة بشأن مدى فعالية اللقاحات التي حصل عليها الملايين حول العالم في مواجهة المتحور الجديد.
وقال كبير خبراء الأمراض المعدية في الولايات المتحدة أنتوني فاوتشي: “بينما يدق المتحور الجديد ناقوس الخطر، تستمر اللقاحات في الوقاية من الأمراض الخطيرة”.
وأضاف فاوتشي: “حتى يتم اختباره (المتحور الجديد) بدقة، لا نعلم ما إذا كان سيتغلب على الأجسام المضادة التي تحميكم من الفيروس أم لا”، وذلك في تصريحات أدلى بها لشبكة “سي إن إن” الإخبارية.
وليس غريبا أن يتغير الفيروس أو يتحور بمرور الوقت، وتكون السلالة الجديدة من أي فيروس مثيرة للقلق عندما تؤثر تلك الطفرات على أشياء مثل سرعة الانتشار، ومعدل الخطورة، والقدرة على مقاومة اللقاحات.
وأعلنت العديد من الشركات المنتجة للقاحات مضادة لفيروس كورونا عن خطط لمواجهة المتحور الجديد.
فقد بدأت شركة نوفافاكس للأدوية العمل على تطوير لقاحها كي يناسب متحور “أوميكرون”. وقالت الشركة إنها تأمل في أن يكون اللقاح الجديد جاهزا للاختبار والتصنيع في غضون أسابيع.
كما أعربت شركات أخرى مطورة للقاحات مضادة لفيروس كورونا عن تفاؤلها المشوب بالحذر حيال قدرها على التصدي لأي تحديات محتملة تنتج عن المتحور الجديد.
وقالت شركة بيونتيك إنها تستطيع إنتاج وشحن نسخة محدثة من لقاحها المضادة للوباء خلال مئة يوم، حال اكتشاف أن النسخة الجديدة من الفيروس يمكنها التغلب على المناعة التي يحدثها لقاحها الحالي.
وتجري شركة أسترازينيكا دراسات في بوتسوانا وإسواتيني، حيث ظهر المتحور الجديد هناك أيضا، وذلك لجمع البيانات من أرض الواقع حول مدى فاعلية لقاحها في الحماية منه.
كما أعلنت شركة موديرنا أنها سوف تطور جرعة معززة من لقاحها لمقاومة المتحور الجديد.
في غضون ذلك، حث الرئيس الأمريكي جو بايدن مجددا الجهات المطورة والمنتجة للقاحات كورونا على التنازل عن حقوق الملكية الفكرية في أعقاب الإعلان عن اكتشاف متحور أوميكرون.
ويأمل بايدن أن يساعد ذلك على تصنيع اللقاحات بسرعة أكبر وفي أماكن أكثر حول العالم حيث لن يكون الإنتاج مقيدا بالحصول على حقوق استغلال براءات الاختراع المسجلة باسم شركات الأدوية التي تطورها.
ويرى البعض أن هذا الإجراء لن يكون له الأثر المأمول، بينما يرى آخرون أنه ينتزع الميزات والحوافز المالية التي تمنح للمطورين المتميزين.
وقال بايدن إن هناك حاجة إلى أن تسرع بعض الدول من وتيرة التبرع باللقاحات “لتواكب سرعة سخاء” الولايات المتحدة.
وأضاف: “الأنباء عن المتحور الجديد تجعل الأمور أكثر وضوحا أكثر من أي وقت مضى، فالفيروس لن يختفي من الوجود إلا بعد توفير برنامج تلقيح على مستوى العالم”.