متحدث الرئاسة التركية تعليقا على اعتراف واشنطن بـ”إبادة” الأرمن: سيكون هناك رد فعل بأشكال وأنواع ودرجات مختلفة
وكالات
اعتبر إبراهيم قالن المتحدث الرئاسي التركي يوم الأحد، أن اعتراف الرئيس الأمريكي جو بايدن بتعرض الأرمن للإبادة الجماعية في الإمبراطورية العثمانية، هو “ببساطة أمر مشين”، مؤكدًا أن بلاده سترد بطرق مختلفة.
وقال المتحدث باسم الرئيس التركي في مقابلة مع رويترز: “سيكون هناك رد فعل بأشكال وأنواع ودرجات مختلفة في الأيام والأشهر المقبلة”.
ولم يحدد ما إذا كانت أنقرة ستقيد وصول الولايات المتحدة إلى قاعدة إنجيرليك الجوية في جنوب تركيا والتي استخدمت لدعم التحالف الدولي الذي يقاتل تنظيم “داعش” الإرهابي في سوريا والعراق، أو تتخذ إجراءات أخرى.
وتقر تركيا بحقيقة أن الكثيرين من الأرمن الذين عاشوا في الإمبراطورية العثمانية قتلوا في اشتباكات مع القوات العثمانية في الحرب العالمية الأولى، لكنها تنفي أن عمليات القتل كانت مدبرة بشكل منهجي ومثلت إبادة جماعية.
وفي وقت سابق وفي خطوة متوقعة، اعتبر الرئيس الأمريكي جو بايدن مقتل 1,5 مليون أرمني على يد السلطنة العثمانية عام 1915 بأنه «إبادة»، ليكون لأول رئيس أمريكي يعترف بالإبادة بحق الأرمن.
وقال بايدن في بيان نشره البيت الأبيض على موقعه الإلكتروني “الأمريكيون يكرمون جميع الأرمن الذين لقوا حتفهم في الإبادة (التي وقعت) قبل 106 أعوام من اليوم”، مضيفا “نحن نؤكد التاريخ. لا نفعل ذلك لإلقاء اللوم على أحد وإنما لضمان عدم تكرار ما حدث”.
ورغم سنوات من ضغوط الجالية الأرمنية في الولايات المتحدة، لم يجازف أي رئيس أمريكي بإثارة غضب أنقرة.
واعترف الكونجرس الأمريكي بإبادة الأرمن في ديسمبر من العام 2019 في تصويت رمزي. لكن الرئيس دونالد ترامب الذي كانت تربطه علاقة جيدة إلى حد ما بأردوغان، رفض استخدام هذه العبارة واكتفى بالحديث عن “واحدة من أسوأ الفظائع الجماعية في القرن العشرين”.
ويقدر الأرمن بمليون ونصف مليون عدد الذين قتلوا منهم بشكل منهجي خلال الحرب العالمية الأولى على أيدي قوات الإمبراطورية العثمانية التي كانت حينذاك متحالفة مع ألمانيا وإمبراطورية النمسا-المجر. وهم يحيون ذكرى هذه الحملة في 24 نيسان من كل عام.
واعترفت تركيا التي نشأت عند تفكك الإمبراطورية العثمانية في 1920، بوقوع مجازر لكنها ترفض عبارة الإبادة مشيرة إلى أن منطقة الأناضول كانت تشهد حينذاك حربا أهلية رافقتها مجاعة ما أودى بحياة بين 300 ألف إلى نصف مليون أرمني وعدد كبير من الأتراك.
وفي ذات السياق، انتقد المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا عمر جليك، استخدام الرئيس الأمريكي جو بايدن، مصطلح «الإبادة» وقال إن “الذين يحاولون جعل التاريخ عبئًا سياسيًا لا يزيدون سوى من أعباء أنفسهم”، مشددا على أنه «لو كان التاريخ مجالًا للمحاكمة لأدين الذين يتهموننا مرارًا وتكرارًا، وليس نحن».