ما الذي يحدث في الهند؟| أرقام قياسية للوفيات والمصابين بكورونا ونقص حاد في الأكسجين.. ومخاوف من “السلالة الجديدة” للفيروس
الحكومة الهندية طلبت من تويتر حجب تغريدات تنتقد طريقة تعامل السلطات مع الأزمة بحجة احتوائها على معلومات خاطئة وتعارضها مع القانون الهندي
كتب – أحمد سلامة ووكالات
تتعرض الهند إلى موجة شديدة العنف من تفشي وباء كورونا، حيث يتم تسجيل مئات الآلاف يوميًا من المصابين إلى جانب أعداد متزايدة من الوفيات قاربت الثلاثة آلاف حالة يوميًا.
وأبلغت الهند عن 349691 حالة إصابة أخرى في غضون 24 ساعة حتى صباح الأحد و 2767 وفاة أخرى، لكن يُعتقد أن الأرقام الحقيقية أعلى من ذلك بكثير، كل ذلك وسط جهود دولية تتواصل لمساعدة البلد الذي يعاني نقصًا حادًا في توفير الأكسجين.
– الوضع الآن
أكدت الهند وقوع ما يقرب من 17 مليون إصابة و 192000 حالة وفاة، فيما فرضت بعض الولايات والأقاليم عمليات إغلاق وقيود أخرى، في حين سجلت ما يقرب من مليون إصابة خلال ثلاثة أيام فقط حتى السبت الماضي.
في دلهي، التي يبلغ عدد سكانها حوالي 20 مليون نسمة، اكتظت المستشفيات واضطرت لإبعاد المرضى الجدد، وشهد مستشفيان على الأقل وفاة المرضى بعد نفاد إمدادات الأكسجين حسبما أكدت “بي بي سي”.
وأصبحت بعض الشوارع خارج المرافق الطبية مزدحمة بالمرضى المصابين بأمراض خطيرة، ويحاول أقاربهم الحصول على نقالات وتوفير إمدادات الأكسجين وهم يتوسلون من سلطات المستشفى للحصول على مكان بالداخل، في حين تعمل محارق الجثث على مدار الساعة.
ويقول جايانت مالهوترا الذي يعمل في إحدى محارق الجثث في دلهي لـ”بي بي سي”: “لم أر مثل هذا الموقف المروع من قبل. لا أصدق أننا في عاصمة الهند. الناس لا يحصلون على الأكسجين ويموتون مثل الحيوانات”.
وقال مسؤولو الصحة إن انتشار العديد من السلالات المعدية أدى إلى زيادة عدد الإصابات، ومن بينها السلالة البريطانية التي اكتشفت في دلهي، والسلالة التي تم اكتشافها لأول مرة في الهند في أكتوبر.
ووجهت انتقادات متزايدة لحكومة رئيس الوزراء مودي بسبب عدم استعداد البلاد للموجة الثانية، وهو ما دعاه إلى الخروج في خطاب إذاعي، الأحد، قال فيه “كنا واثقين من أن معنوياتنا ارتفعت بعد أن نجحنا في التعامل مع الموجة الأولى، لكن هذه العاصفة هزت الأمة”.
وأكدت الحكومة الهندية أنها طلبت من تويتر حجب التغريدات التي تنتقد طريقة تعامل السلطات مع الأزمة، قائلة إن التغريدات تحتوي على معلومات خاطئة وتتعارض مع القانون الهندي.
– مساعدات دولية
وبينما تعاني الهند بشدة جراء الموجة الحالية من فيروس كورونا، أعلنت عدة دول إرسال مساعدات عاجلة في محاولة لتدارك الموقف وإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
وغادرت الشحنة الأولى من المساعدات بريطانيا يوم الأحد ومن المقرر أن تصل إلى الهند يوم الثلاثاء. وسيتم شحن المزيد في وقت لاحق من الأسبوع.
وتشمل المساعدة 495 مكثفًا للأكسجين، التي يمكنها استخراج الأكسجين من الهواء عند نفاد أنظمة الأكسجين بالمستشفى، بالإضافة إلى 120 جهازًا للتهوية غير الغازية و 20 جهازًا يدويًا للتهوية.
وقال رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، في بيان “نقف جنبًا إلى جنب مع الهند كصديق وشريك خلال فترة مقلقة للغاية في الحرب ضد كوفيد -19”.
وأدى الارتفاع الحاد في العدوى إلى إلغاء زيارة كان مخططا لها من قبل جونسون للهند وإلى حظر السفر. كما حظرت دول أخرى بما في ذلك الإمارات وكند الرحلات الجوية من الهند.
من جانبه، قال البيت الأبيض إنه سيوفر على الفور المواد الخام للقاحات لشركات تصنيع اللقاحات الهندية.. ويأتي ذلك بعد دعوات من قبل المسؤولين الهنود ومعهد سيروم الهند للولايات المتحدة لرفع ضوابط التصدير على المواد الخام للقاحات التي تم وضعها في فبراير الماضي.
كما ستوفر الولايات المتحدة المعدات الطبية ومعدات الحماية. فيما أعلنت فرنسا أنها ستوفر الأكسجين، وفي بروكسل، قالت المفوضية الأوروبية إنها تخطط لإرسال الأكسجين والأدوية أيضًا. وقالت رئيسة المفوضية، أورسولا فون دير لاين إنها “تجمع الموارد للاستجابة بسرعة لطلب الهند للمساعدة”.
وعرضت باكستان المجاورة للهند، التي تربطها علاقات متوترة مع دلهي وسط نزاعات إقليمية، معدات وإمدادات طبية وقام رئيس وزرائها عمران خان بنشر تغريدة دعا فيها من أجل “الشفاء العاجل”. كما عرضت مؤسسة إدهي في البلاد إرسال أسطول من 50 سيارة إسعاف إلى الهند.
– السلالة الجديدة
في مارس الماضي، كشف باحثون وجود سلالة جديدة من فيروس كورونا مزدوجة التحور في الهند بعد فحص مجموعة من عينات المصابين.
وقتها أعلن الخبراء الهنود أنهم يعملون على تحديد ما إذا كانت السلالة الجديدة، التي تجمع بين “طفرتين مختلفتين في نفس الفيروس”، سريعة الانتشار ومدى فعالية اللقاح عليها.
وأشارت نتائج فحص 10787 عينة من 18 ولاية هندية، في ذلك الوقت، إلى إصابة 736 حالة منها بالسلالة البريطانية من الفيروس، و34 حالة أخرى بسلالة جنوب أفريقيا بينما ثبتت إصابة حالة واحدة بالسلالة البرازيلية.
وعلى الرغم من الأنباء التي تم تداولها حينذاك حول تزايد عدد حالات الإصابة الجديدة من فيروس كورونا في الهند، لكن الحكومة قالت إنه لا علاقة بارتفاع الإصابات وتلك السلالة.
لكن الحكومة الهندية عادت فقالت إن تحليل العينات التي تم جمعها من ولاية ماهاراشترا غربي الهند أظهر “زيادة في طفرتي E484Q وL452R في قطاع من العينات” مقارنة بمعدل الزيادة الذي رُصد في ديسمبر الماضي.
وأضاف البيان الصادر عن وزارة الصحة الهندية “مثل هذه الطفرات تمنح الفيروس القدرة على الإفلات من النظام المناعي وتزيد من معدل انتشار العدوى”.
وفي غضون ذلك، طالب مدير إدارة الطوارئ بمنظمة الصحة العالمية، مايك رايان، الهند بفرض قيودًا على الحركة والاختلاط لتقليص الارتفاع الحاد في حالات العدوى بفيروس كورونا.
ووصف رايان الحد من انتشار المرض في الهند بأنه “مهمة صعبة للغاية”، مضيفا “علينا أن نقلص الاختلاط بكل ما في وسعنا لخفض العدوى. الحكومة الهندية تدرس القيام بذلك”.