ماهينور المصري تكتب عن حبسها والناس اللي لسه محبوسين: خرجت ولسه كل دول مخرجوش.. اللي فاكر نفسه كسبان بالظلم خسران
هذه تفاصيل الأيام الأولى في “عنبر الإيراد” بسجن القناطر وحكايات الـ5 سجينات على سرير واحد
المحامية الحقوقية تطالب بوقف “التوسع الهستيري” في القبض على المعارضين: أية الفايدة من حبس كل الناس دي؟
ماهينور: أتمنى الكل ينول حريته زي ما أنا نلت حريت
كتب- درب
روت المحامية الحقوقية ماهينور المصري، قصة القبض عليها في مثل هذا اليوم 23 سبتمبر 2019، وذلك بعد أسابيع قليلة من إطلاق سراحها، مطالبة بوقف التوسع في القبض على المعارضين والمواطنين.
وقالت ماهينور: “زي النهاردة من سنتين كنت نازلة من نيابة أمن الدولة بعد حضور التجديد مع الزميل عمرو نوهان، وكنت بتكلم في التليفون علشان أبلغهم أني احتمال أبات في النيابة علشان كان في عدد كبير جدا من المواطنين مقبوض عليهم، والحقيقة كل المحامين اللي كانوا موجودين قرروا أنهم يكملوا في النيابة، واتخطفت أو اتقبض عليا”.
وأضافت: ”يمكن مش مهم موضوع القبض عليا يعني معنديش إحساس بالحسرة أو الحزن، قد ما مهم أني أتكلم على أني كنت مذهولة من التوسع في القبض، أنا فاكرة أني في أول تجديد ليا أو التاني مش فاكرة بالضبط، كنت في الحبسخانة في التجمع، وكان المتهمون ما بتنادوش بالاسم علشان كانت الإعداد بالمئات، بس مثلا كان في قفص بحاله فيه جدعان من السويس، فكان يجي أمين الشرطة يقول فين بتوع السويس، ولما دخلت الإيراد في سجن القناطر كان أول مرة الإيراد يبقى مليان مسجونات سياسي من مختلف الأطياف والأغلب ستات مالهمش دعوة بحاجة، لدرجة أني قعدت 8 أيام بس في الإيراد من كتر ما كل يوم بتيجي الفجر ستات من نيابة أمن الدولة، آخر يوم كنا 5 على السرير في الإيراد وبدل ما كنا 3″.
وتابعت: “لأول مرة في سجن القناطر يبقى تقريبا كل عنبر من العنابر الـ12 والإيراد – علشان خاطر سناء فيه ربنا يخرجها على خير – فيه سياسي، هو عامة السجن كله سياسي وجنائي كان متكدس، ولأول مرة أشوف استهانة بالشكل ده حتى بالشكل القانوني، يعني طول الوقت فيه اتهامات مش حقيقية للناس مبنية على تحريات بس، لكن كانوا بيزودوا عليها شوية إحراز حتى لو مش حقيقية، الحقيقة أنا قعدت سنة وعشر شهور في السجن ماتواجهتش بأي شيء ولا حقيقي ولا ملفق، اللي هو كدة كدة قاعدة معانا ومش مهم أي شيء، وطبعا ده مش أمر يخصني أنا بس ده يخص غيري كتير”.
وأوضحت: “يمكن أنا من الناس اللي كانت محظوظة في السجن بمعاملة أقدر أقول أنها الأقرب لتطبيق لائحة السجن، يعني كان عندي كتب وجوابات الحمد الله، بس للأسف ده ماكانش متاح لكل السجينات السياسيات، في ناس محرومين من الجوابات أو من الكتب أو من حتى الزيارات”.
وعن أوضاع السجون في فتر بداية جائحة كورونا، قالت: “دي كانت الفترة الأصعب بين يوم وليلة بقينا محرومين من أننا نطمن على أهالينا، لا وصدمتي أن في وقت زي الجائحة دي بدل ما الناس تخرج من السجن، لقيت أن في ناس أكتر بيتم القبض عليها، في وقت كورونا إحنا فعلا كنا كأننا في كوكب تاني، كل الإجراءات الوقائية بتقول تباعد إلا جوة السجن كنا لازقين في بعض 24 ساعة، وفي شهر أبريل مثلا العنبر اللي كنت فيه كان بدأ يظهر فيه حالات فاقدة الشم والتذوق، وأنا كنت منهم بس ماكانش مسموح بعمل مسحات حتى على حسابنا، وأنا بس بعد محاولات كتير عملوا لي تحليل دم مشوفتش نتيجته المطبوعة لدلوقتي، في أبريل 2020 عملت إضراب عن الطعام – كنت عارفة أن ماحدش حيعرف بيه – اعتراضا على استمرار حبسنا في وقت جائحة، ودون عرضنا على النيابة في التجديدات وهو الأمر اللي بقى عادي دلوقتي”.
وجددت دعوتها بالإفراج عن سجناء الرأي ، قائلة: “أنا خرجت بس لسة قضيتي فيها ناس مخرجتش، منهم رضوى محمد ومحمد المصري وعمرو إمام، أنا خرجت وآخر شخص كنت بحضر معاه التجديد بتاعه هو عمرو نوهان بقاله سنتين ونص في السجن، ويوم التحقيق معايا كان المفروض أحضر مع هيثم محمدين، لكن هو لسة جوة وبقاله أكتر من سنتين ونص، بعديا بكام يوم اتقبض على علاء عبدالفتاح ومحمد الباقر”.
وواصلت ماهينور: “ناس من سنة 2018 بيتجدد لهم زي محمد رمضان وأيمن موندي، وفي ناس اتمسكت في وقت كورونا زي سعيد عزالدين وحسن مصطفى وحسين السباك ومروة عرفة، وفي ناس اتمسكت وقت كورونا وأخدت إخلاء سبيل واتدورت على قضايا تانية زي خلود سعيد ونرمين حسين ونور الشربيني، في ناس في قضايا من أربع سنين زي سمية ماهر، في ناس اتحالت بعد مرور مدة السنتين زي زياد العليمي وحسام مؤنس وهشام فؤاد وأستاذة هدى عبدالمنعم وعائشة الشاطر، وناس بعد سنة ونص زي باتريك جورج”.
واستطردت: “أكاديميون يتحكم عليهم بأحكام مالهاش استئناف زي أحمد سمير، وناس لسة ماتحالتش بعد مرور سنتين زي رامي شعث وعمر الشنيطي، في ناس أخدت إخلاء سبيل وروحت بيتها كام ساعة واتقبض عليها تاني زي حسيبة محسوب، وفي ناس بعد أكتر من 3 سنين لسة بيتجدد لهم زي سمية ماهر اللي بقالها 4 سنين وزي ناس من قضية اللهم ثورة، وفي ناس من وقت التعديلات الدستورية زي دكتور محمد محي الدين، وزي بشمهندس يحيى حسين عبدالهادي، في ناس في زنازين انفرادي زي صفوان ثابت، ده غير اللي بقالهم سنين زي محمد عادل ودومة”.
وأردفت المحامية الحقوقية: “أنا لحد دلوقتي مش عارفة الدولة مستفيدة إيه من التوسع الهيستيري في القبض على الناس، لا التنكيل بالناس في وقت صعب زي ده، بس كل اللي أعرفه أن الدولة الضعيفة هي اللي بتبقى خايفة وبيبقى عندها هيستريا، اللي عنده حق وقوي مابيتوسعش في حبس المعارضة السلمية، لا وكمان المواطنين اللي حظهم العثر بيحطهم في وش ضباط أمن الدولة”.
واستكملت: “أتمنى زي ما أنا نلت حريتي الكل ينول حريته، لأن الظلم ظلمات علينا كلنا واللي فاكر نفسه كسبان بالظلم مع الوقت هيعرف قد إيه هو خسران، والتعامل بالقطارة في خروج مظاليم من السجن بيدي مساحة أكبر للي بيدعو للإرهاب والعنف أنهم يكسبوا أرضية وكلنا نضيع”.
وكانت ماهينور المصري قد ألقت قوات الأمن القبض عليها في 22 سبتمبر من أمام مقر نيابة أمن الدولة العليا، وظهرت في اليوم التالي أمام النيابة ولكن متهمة على ذمة القضية رقم 488 لسنة 2019 حصر أمن دولة عليا.
وواجهت ماهينور على مدار قرابة عامين من الحبس الاحتياطي، اتهامات ببث ونشر وإذاعة أخبار وبيانات كاذبة، إساءة استخدام وسيلة من وسائل التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، ومشاركة جماعة إرهابية مع العلم والترويج لأغراضها.