ماجدة خير الله تنتقد المنسحبين من عرض ريش: ستعتبرهم الأجيال القادمة مثل الديناصورات المنقرضة.. والفيلم قطعة فنية من الإبداع الخالص
كتب: عبد الرحمن بدر
قالت السيناريست والناقدة الفنية ماجدة خير الله، إن فيلم (ريش) لعمر الزهيري، قطعة فنية من الإبداع الخالص من حيث أسلوب السرد، وتكوينات الصورة، والتعامل مع مجموعة من الممثلين لم يسبق لأي منهم الوقوف أمام الكاميرا.
وتابعت: الفنان الحقيقي في كل المجتمعات المتحضره دائما مايسبق حركة العامة بخطوة أو اثنتين، لينير الطريق ويضع خطوطا تحت مايريد التأكيد عليه، ولكن للأسف حفنة من نجومنا اعتادوا على، البقاء في الخلف ومحاولة إقناع الجميع أنه المكان المناسب، متناسيين أن حركة تيار النهر دائما للأمام، وهؤلاء سوف تعتبرهم الأجيال القادمة مثل الديناصورات المنقرضة.
وأضافت ماجدة خير الله في تدوينة لها: “حريقة الماس الكهربائي اللي حصلت قبل بداية المهرجان كانت حاجة تخض لكن أمكن السيطرة عليها والحمد لله، لكن الحريق الذي أشعله حفنة من الفنانين استضافهم المهرجان ومنحهم فرصة لمشاهدة أهم انتاج سينمائي عالمي، وبدلا من الاستفادة والتعلم والمناقشة (يمكن حد فيهم يطور أسلوبه إو يرتقي بنوع الفن الذي يقدمه)”.
وتابعت: خرجوا ليوزعوا اتهامات على فيلم (ريش) الحاصل على جائزة من أهم مهرجان سينمائي عالمي، معتقدين بذلك أنهم قاموا بعمل وطني مجيد، منتظرين مكافاة ما على رميهم تهم الخيانة على من إخرج الفيلم ومن انتجه وعلى إدارة المهرجان والزملاء الفنانين السينمائين الذين قاموا باختيار الأفلام المعروضة ويمكن كمان على الجمهور اللي شاف الفيلم وكمله للآخر دون أن يخرج متشنجا ويسجل موقفه الوطني في الصحافة والقنوات الفضائية، لقد اشعلوا النيران فمن يطفئها هذه المرة؟.
يذكر أنه قعت أزمة بمهرجان الجونة السينمائي الذي انطلق نهاية الأسبوع الماضي في البحر الأحمر، خلال عرض الفيلم الحائز على الجائزة الكبرى لمسابقة أسبوع النقاد بمهرجان (كان) السينمائي الدولي، لتناول الفيلم معاناة الفقراء في مصر، حيث انسحب عدد من الفنانين من العرض، معتبرين أن الفيلم يقدم صورة غير حقيقة، فيما أكد نقاد أن صورة الوطن لا يمكن اختزالها في مجموعة مشاهد.
ويعد فيلم “ريش” للمخراج عمر الزهيري، وراء تتويج السينما المصرية للمرة الأولى في تاريخها بجائزة من مهرجان “كان” عن عمل فني محدد.
وبعد نحو ساعة من عرض الفيلم، بدأ البعض في المغادرة، والمفارقة أن من غادروا هم من صناع السينما.
وغادر العرض الفنان شريف منير، وظهر غاضبا للغاية، وتبعه الفنان أحمد رزق، ومن خلفه الفنان أشرف عبد الباقي، كما غادر قاعة العرض المخرج عمر عبدالعزيز. وكانت وجهة نظرهم أن الفيلم يحوي مشاهد لا تظهر الصورة الحقيقية لمصر.
وخارج القاعة ظهر المنتج محمد حفظي منتج الفيلم ورئيس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، ودخل في نقاش مع الثلاثي المغادر لعرض فيلم: منير ورزق وعبد الباقي.
ونفى المنتج حفظي أن تكون مشاهد الفقر في الفيلم مسيئة لمصر، مؤكدا أن المجتمع يضم كافة الطبقات، قبل أن يعود إلى قاعة عرض الفيلم مرة أخرى من أجل استكمال المتابعة.
وقال الناقد الفني طارق الشناوي إن الفيلم طرح رؤية مختلفة عما توقعه البعض مسبقا، ولكن هذا لا ينفي أن هناك بعض المشاهد التي كان من الممكن أن يتم اختصارها للحفاظ على إيقاع الفيلم.
وحول ما قيل عن تقديم صورة غير حقيقية عن مصر، قال الشناوي إن صورة الوطن لا يمكن اختزالها في مجموعة مشاهد، موضحا أن حالة الفقر التي ظهرت في الفيلم موجودة، وهناك ما هو أسوأ منها، وأن الفيلم يتناول الطبقة الفقيرة وكل ما يتعلق بها.
ورأى الشناوي أن لغة الفيلم لن تصل إلى الجمهور، واستدل بما حدث أثناء عرضه في مهرجان “الجونة”، حيث لم تستوعب حتى وجوه من النخبة بعض تفاصيل العمل.
واعتبر الشناوي أن الفيلم جيد جدا، وحصوله على جائزة من مهرجان “كان” أثبت تميزه، مشيرا إلى المعادلة الصعبة لأي فيلم سينمائي يحاول الوصول للنقاد والجمهور معا.
يذكر أن “ريش” شارك في بطولته دميانة نصار، سامي بسيون، محمد عبد الهادي، فادي مينا، ابوسفين نبيل، نعيم عبد الملك، محمد صدقي، يوستينا سمير، ناصر جلال، عبدالله، سامية، سيناريو واخراج عمر الزهيري.
والفيلم يقدم قصة أم تعيش في كنف زوجها وأبنائها، حياة لا تتغير وأيام تتكرر بين جدران المنزل الذى لا تغادره ولا تعرف ما يدور خارجه ذات يوم يحدث التغير المفاجئ ويتحول زوجها إلى دجاجة، فأثناء الاحتفال بيوم ميلاد الابن الأصغر، يخطئ الساحر ويفقد السيطرة ويفشل فى إعادة الزوج، الذي كان يدير كل تفاصيل حياة هذه الأسرة، هذا التحول العنيف يجبر هذه الزوجة الخاملة على تحمل المسؤولية بحثا عن حلول للأزمة واستعادة الزوج، وتحاول النجاة بما تبقى من أسرتها الصغيرة.
وقال عمر الزهيري: علمت بانتقادات بعض الفنانين للفيلم، ولكني أقدم السينما التي أقتنع بها، وتقدم أفكاري وأمر طبيعي أن يكون هناك اختلاف في الرأي حول الفيلم وحينما وصلت لمهرجان كان لم أكن أعرف ما سيحدث بعدها.
وعن الصعوبات التي واجهها الفيلم قال: كان علي أن أجد كل يوم مفاجأة في العمل أبني عليها مشهد، وكنت أخشى أن أفقد هذه التفاصيل، وكان مصدر قلقي حتى انتهى العمل،
وتابع: أنا أملك خبرة تقنية كبيرة من خلال عملي في مجال الإعلانات وكمساعد مخرج قبل أن أقدم تجربة ريش.
وأضاف الزهيري: أحب السينما منذ صغري والعمل الجيد يجب أن يراه الجميع، وفيلمي أول عمل يخلق ارتباك بين المشاهدين، وهو أمر حدث للكثير من المخرجين الكبار، وإذا شاهدت النقد الأجنبي عن الفيلم سنجده إيجابي وسنطرحه تجاريًا في شهر ديسمبر المقبل.
وقال مخرج الفيلم إن السينما والفن دورهم طرح الأسئلة وترك الإجابة للجمهور وهو ما يخلق الاختلافات، لذلك النهاية المفتوحة كانت مقصودة، فأنا تخيلت كل مشهد بالعمل قبل أن أبدأ تصويره.