مأساة إنسانية على الحدود: تفاصيل حادث إطلاق النار الذي أودى بحياة مهاجرين مصريين في المكسيك
تواصلت تداعيات الحادث المأساوي الذي أسفر عن مقتل 3 مصريين وإصابة 4 آخرين، فضلا عن عدد من القتلى والمصابين من جنسيات أخرى، الثلاثاء الماضي، على خلفية إطلاق الجيش المكسيكي النار على 3 شاحنات تحمل مهاجرين في طريقهم للعبور إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
ووفقا لتقارير، ففي يوم الثلاثاء الماضي أطلق الجيش المكسيكي النار على شاحنة تحمل مهاجرين بالقرب من مدينة تاباتشولا في ولاية تشياباس، على مقربة من الحدود مع جواتيمالا. ووفقًا لوزارة الدفاع المكسيكية، فقد سمع الجنود طلقات نارية عندما مرت قافلة من ثلاث شاحنات، تحمل مهاجرين من جنسيات مختلفة، بما في ذلك المصريين والكوبين والنيبالين والهنديين والباكستانيين.
وحاولت إحدى الشاحنات التهرب من دورية عسكرية، مما أدى إلى تبادل إطلاق النار، وأسفر عن مقتل ستة مهاجرين، بينهم ثلاث مصريين، من بينهم طفلتان، بينما أصيب 12 آخرين، منهم أربعة مصريين.
وأعلنت رئيسة المكسيك، كلوديا شينباوم، عن فتح تحقيق شامل في الحادث، موضحة أن الجنديين اللذين أطلقا النار تم تسليمهما إلى المدعين المدنيين للاستجواب، ولكن لم يتم توجيه اتهامات إليهما بعد. قُتل أربعة مهاجرين في مكان الحادث، فيما توفي اثنان آخران في المستشفى، من بينهم فتاة مصرية تبلغ من العمر 11 عامًا وشقيقتها البالغة من العمر 18 عامًا، وقد أكد مسؤول في مكتب الادعاء العام بالولاية هوية الشقيقتين، بينما نجا والدهم الذي أصيب خلال الحادث.
في السياق، عبر وزير الخارجية المكسيكي عن أسفه الشديد للحادث الأليم، وطلب نقل تعازيه إلى الحكومة المصرية وأسر الضحايا، مؤكدًا على أن التحقيقات متواصلة. من جانبه، طلب محمد عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة المصري، من الحكومة المكسيكية سرعة إنهاء التحقيقات والإجراءات اللازمة لنقل جثامين الضحايا إلى أرض الوطن، بالإضافة إلى توفير الرعاية الطبية اللازمة للمصابين. وقد وجه السفير المصري في المكسيك بالسفر إلى المدينة لمتابعة الموقف والانتهاء من إجراءات نقل الجثامين والوقوف على احتياجات المصابين.
من جهته، قام السفير عمرو عبد الوارث، سفير مصر في المكسيك، بمهمة قنصلية إلى ولاية “تشياباس” للاطمئنان على حالة المصابين وتقديم الخدمات القنصلية اللازمة، وكذلك التنسيق مع السلطات المكسيكية بشأن سير التحقيقات الرسمية وإجراءات شحن الجثامين.
وتضمنت الزيارة الاطمئنان على حالة أحد المواطنين القاصرين المصابين بجروح بالغة، حيث تم نقله إلى أكبر مستشفى للأطفال في المنطقة، حيث التقى السفير بالمسؤولين عن علاجه. كما التقى السفير بالأسرة التي فقدت ابنتيها لتقديم التعازي، مؤكدًا اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لشحن الجثامين إلى مصر فور انتهاء السلطات المكسيكية من إصدار الشهادات والتصاريح اللازمة. وتتابع السفارة التحقيقات التي تقوم بها السلطات المكسيكية مع الناجين من الواقعة وتقديم كافة سبل الدعم لهم.