لو كان “سلطان السكري” حيًا | كيف ردت شخصيات السينما والمسرح على مشروع قانون النائب هشام الجاهل (حوار افتراضي)
كتب – أحمد سلامة
“سُلطاااااهان، سُلطاااااهان”.. يقف “نُصّة” يُنادي على ابن خالته سلطان، الشخصية الرئيسية في فيلم “غبي منه فيه”، يرفع صوته بالاسم أكثر من مرة لكي يسمع “الغبي” الذي يبدو أنه ابتلي أيضًا بالصمم، “سُلطاااااهان”، وأخيرًا تنفرج النافذة عن رأس سلطان الذي تتوسطه فتحة عملاقة تُدعى الفم، يفرك عينيه كمن استيقظ لتوه من الموت وليس من النوم.يطلب منه “نُصّة” النزول على الفور، وينتظر دقائق، قبل أن يرى سلطان يخرج من بوابة العمارة وهو يرتدي “الكلسون”.. يرفع “نُصة” نظره إلى المظهر المريب لكن لا يُعره انتباها، فالأمر جلل ولا يحتمل حوارات فرعية حول ما يرتديه سلطان.
“هيلغوا اسمك” يخبره “نُصة”، لم يفهم سلطان ما يقال، فيُعيد “نُصّة” ما قاله مرة أخرى “بقولك هيلغوا اسمك”، يتساءل سلطان يعني إيه؟!، يجيب “نُصّة”: يعني في مشروع قانون بإلغاء اسم سلطان.. آه والله.يحك سلطان رأسه بيده، ويتمتم في غباء “مين بيقول إيه؟!”.. يرد “نُصّة”: هو أنا اللي بقول، الجرايد هي اللي بتقول.. اسمع يا سيدي: وقال عضو مجلس النواب، هشام الجاهل، إن مشروع القانون الذي تقدم به والذي يُجرم أسماء محددة للمواليد يتوافق مع قانون الأحوال المدنية الحالي.. مضيفًا أن المشروع الذي تقدم به يحظر التسمية بكل اسم خاص بالله سبحانه وتعالى أو بالذات الإلهية مثل “سلطان”.
في سذاجة يسأل سلطان “معلش بس إيه علاقة اسم سلطان بالذات الإلهية؟!”.. لم يُجبه “نُصة” لأنه فعلا لا يعرف الإجابة، لكنه يقترح عليه “لازم دلوقتي حالا نطلع على سلطان السكري علشان نشوف حل في المصيبة دي”.بـ”الكلسون” يسير سلطان إلى جانب ابن خالته، لم يشأ “نُصّة” أن يتحدث معه كثيرًا حول ما يرتديه، خاصة أنه عرف أن “الكلسون” هو اللباس الرسمي لـ سلطان بعد أن باع ملابسه بسبب التضخم.
من خلف الكواليس، يدخل سلطان و”نُصة”، تصفق بعض الجماهير المحتشدة في المسرح، بينما يضحك البعض الآخر على ملابس “غبي منه فيه”، ينحنيان للجمهور بارتباك ثم يتلفتان حولهما في انتظار شخص ما.. يدخل “كمال السُكري” من أعلى خشبة المسرح وينزل على السُلّم الشهير لمسرحية “العيال كبرت” إلى أن يصبح في مواجهتهما.يسألان “فين سلطان السُكري؟”.. يرد كمال “بيحاول يصلح التابلت بتاع وزارة التعليم؛ زمانه على وصول.. كل سنة بيسقط بسبب مشروع التطوير بتاع الوزير اللي مشي، لا إحنا عارفين هو عمل إيه ولا مشي ليه!”.
يدخل سلطان السكري، تتلقاه الجماهير بهتاف حار، يواجه الضيفين، ثم ينظر إلى كمال “مين البهوات؟ مش موجودين في الرواية”، يأتيه الرد: أنا سلطان بتاع فيلم غبي منه فيه، إحنا جايين نكلمك في مصيبة… “عارفها، مش بتتكلم عن حظر اسم سلطان علشان الذات الإلهية” يجيب السكري.
يدخل كمال السكري على خط الحوار، “النائب هشام الجاهل بيتكلم عن حظر الأسماء اللي بتعرض صاحبها للتنمر”.. يجيب سلطان السكري “طب وأنا مالي، سلطان لا هو اسم من أسماء الله الحسنى علشان يبقى حرام، ولا حتى دخل عليه ألف ولام التعريف، وبعدين أنا مبسوط باسمي، ثم.. ثم هي مشاكل البلد خلاص خلصت ومش فاضل غير الأسامي؟! مفيش مشاكل في الصحة في التعليم في السياحة في السياسة، مفيش مشاكل الاقتصاد، مفيش غلاء أسعار.. ده إحنا هنشوف أيام سودا يا جدعان”.”طب والحل” يسأل سلطان غبي منه فيه، يرفع سلطان السكري سبابته إلى وجهه ويقول “لقيتها.. بينا على المعلم سلطان عدو البوليس”.. تنزل الستائر وينتهي المشهد.يدخلون جميعًا إلى المغارة في الجبل، تختفي جميع الألوان ويحل محلهم لونين فقط “أبيض وأسود” بما يليق بعام 1958 سنة إنتاج فيلم “سلطان”، يسألون عن المعلم “عدو البوليس”، ثم يقفون أمامه مشدوهين بقامته الفارعة كالفنان فريد شوقي، يخبرونه بالقصة وما حدث ويطلبون منه الحل، لكنه يفاجئهم بأنه لا حل “كُتر الظلم هو اللي حول سلطان لـ مجرم.. لما اتهموني بإني سرقت النجوم الدهب بتاعت الباشا حولوني لقاطع طريق.. لما يغيب العدل متنتظروش غير الكلام عن الأسامي والتفاهات”.