لا تخافوا.. مع حوادث منع دفن ضحايا كورونا.. هذه إجراءات غُسل وتكفين الجثامين بشكل آمن: لا نقل للعدوى.. أوقفوا الوصم
كتب- حسين حسنين
خلال الأيام الماضية، تكررت وقائع مقاومة أهالي قرى ومناطق سكنية، دفن جثامين ضحايا فيروس كورونا المستجد، خوفا من تفشي الوباء بين السكان، في الوقت الذي تحاول فيه مؤسسات طمأنة الأهالي.
وكانت أخر وقائع منع دفن ضحايا فيروس كورونا، صباح اليوم السبت، من نصيب طبيبة توفت أثناء مشاركتها في علاج مرضى فيروس كورونا بالإسماعيلية.
وتجمهر العشرات من أهالي قرية شبرا البهو فريك التابعة لمركز أجا، أمام مقابر القرية لمنع دفن طبيبة، ورفض الأهالي دخول سيارة الإسعاف للمقابر بالجثمان خوفًا من انتشار كورونا.
ورغم التأكيدات المستمرة للأهالي من عدم وجود خطورة من دفن الجثامين وأن الطريقة التي يتم بها الغسل والدفن لا تنقل العدوى، لم يستجيب الأهالي إلا بعد تدخل الأمن وفضه التجمع بالقوة.
الدكتور أيمن فودة، كبير الأطباء الشرعيين، يوضح الطريقة التي يتم بها غسل الضحايا ودفنهم، والتي – بحسب تصريحاته – لا تتسبب في نقل العدوى إطلاقا.
ويقول فودة، إنه بعد الوفاة يتم تغسيل الجثمان بشكل طبيعي ولكن بمادة الفورمالين، ويتم وضعه في كيس بلاستيك معقم ومعه قطع من الفحم”.
وأضاف فودة، أن هناك طريقة أخرى للدفن ولكنها أكثر تكلفة، وهي أن يتم عمل صناديق من الزنك ويتم وضع فيها الجثمان مع الفحم والفورمالين أيضا، ولكنها تؤدي إلى نفس النتيجة”.
وأشار فودة إلى ضرورة عدم فتح المقبرة التي يتم فيها دفن أي ضحية لمدة 60 يوما، وأنه طالما حدث التعقيم والدفن بشكل محكم، لن تكون هناك أي طريقة لنقل العدوى.
وطالب فودة بتفعيل قانون “الجبانات” ومنع إنشاء أي مقابر إلا على بعض ألف متر من التجمعات والأماكن السكنية، لما في ذلك من خطورة على حياة المواطنين.
واقعة رفض دفن الطبيبة في الدقهلية حتى تدخل الأمن وإطلاق قنابل الغاز لتفريق المحتجين، لم تكن الأولى من نوعها، ولكن سبقتها واقعة أخرى منذ 4 أيام ولكن في مدينة كفر الدوار.
وفي 7 ابريل، تجمهر أهالي إحدى قوى كفر الدوار بالقرب من مقابر القرية لمنع أسرة مسن توفى بالفيروس من الدفن داخل مقابر عائلته، وبعد كثير من التفاوض والتدخل من قبل الأمن والمسئولين التنفيذيين بالقرية، تم الدفن.
من جانبه قال الدكتور علاء عوض، أستاذ أمراض الكبد، إن “الوصم الاجتماعي للمرضى حالة معروفة، ومن أشهر أمثلتها وصم مرضى الإيدز والأمراض النفسية، ومرضى فيروس سي (خصوصا في مصر)، هذه الحالة نتائجها وآثارها خطيرة للغاية، وحدوثها مرتبط بشكل كبير بغياب المعلومات الدقيقة عن طبيعة المرض، وكيفية نقل العدوى، وأساليب الحماية”.
وأضاف: “من الظواهر المقلقة جدا في مصر بداية ظهور هذه الحالة تجاه مرضى فيروس كورونا المستجد، والذي وصل إلى درجة محاولات متكررة لمنع دفن جثث الضحايا”.
وتابع عوض: “لابد من مواجهة هذه الظاهرة بكل طاقة ممكنة، ولابد أن تكون الرسائل الصحية التي تخاطب المجتمع، حول هذا المرض، ومن كل الأطراف، واضحة وشفافة ومتماسكة بالقدر الذي تستطيع من خلاله أن تصل إلى جمهورها بفاعلية.. المرض ليس جريمة”.