كيف غير كورونا طرق نقل المخدرات؟ البحر البديل الجديد ومخاطر جذرية على سوق الأدوية
محمود هاشم
عطلت إجراءات الحظر الجوي الذي فرضه عدد من دول العالم من للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد، من عمليات نقل المخدرات والإتجار بها جوا، بالإضافة إلى التقليص الحاد في الإتجار بها برا في الوقت ذاته، ما دفع المتاجرين وسلاسل التوريد إلى البحث عن طرق بديلة تهريبها، وعلى رأسها عبر الطرق البحرية، بحسب تقرير لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة.
وتوضح الأمم المتحدة أن المخدرات الاصطناعية، مثل الميثامفيتامين، تهرب جوا عبر القارات بشكل أكبر من أنواع المخدرات الأخرى، لذا من المرجح أن تتأثر بشكل كبير بالقيود المفروضة على الطيران، خاصة أنها بضائع غير مشروعة في الأساس، في الناحية الأخرى، يفضل تجار المخدرات تهريب الكوكايين عن طريق البحر، وهو ما كشفت عنه شحنات ضخمة تم ضبطها في الموانئ الأوروبية خلال فترة انتشار الوباء
أما الهيروين فيتم نقله في الغالب عن طريق البر، إلا أن القيود الحالية في الحظر، دفعت المهربين إلى نقله بشكل متزايد عبر الطرق البحرية، حيث تم ضبط شحنات كبيرة من الأفيون في المحيط الهادي، لكن الإتجار بالقنب قد لا يتأثر بالحجم نفسه، نظرا لإنتاجه في كثير من الأحيان بالقرب من الأسواق الاستهلاكية ، ما يعني أن التجار أقل اعتمادًا على الشحنات الطويلة عبر الإقاليم.
وأبلغت دول عدة عن نقص في الأدوية على مستوى البيع بالتجزئة، يمكن أن يؤدي هذا إلى انخفاض إجمالي في الاستهلاك ، ولكن بشكل رئيسي من الأدوية التي يتم استهلاكها في الغالب في الأماكن الترفيهية. ومع ذلك ،
وأشار مكتب الأمم المتحدة إلى أن نقص الهيروين في عدد من دول في أوروبا وجنوب غرب آسيا وأمريكا الشمالية، قد يدفع متعاطيه إلى التحول إلى الفنتانيل ومشتقاته.
وتم الإبلاغ بالفعل عن نقص في الأدوية على مستوى البيع بالتجزئة في دول عدة، ما يعني زيادة الإقبال على شراء كميات كبيرة منها، خاصة التي تدخل في صناعتها مواد مخدرة، مثل البنزوديازيبينات، ما يضاعف سعرها بالفعل في مناطق معينة، كما أدى نقص الأدوية إلى زيادة تعاطي المخدرات بالحقن وتقاسم معدات الحقن، ما يحمل مخاطر كبيرة من انتشار أمراض مثل الإيدز وفيروس سي، وحتى فيروس كورونا نفسه.
ومن المتوقع تأثر حصاد الأفيون في أفغانستان – موسم حصاه من مارس إلى يونيو، بسبب القيود الناتجة عن الإغلاق، ويبدو أن إنتاج الكوكايين قد يعرقل أيضًا في كولومبيا، حيث يعاني المنتجون من نقص في البنزين، فضلا عن انخفاض فرص الإتجار نفسها.
ولفتت الأمم المتحدة إلى أن الأزمة الاقتصادية التي تلوح في الأفق قد تؤدي إلى إقبال المزيد من المزارعين على زراعة شجر الكوكا في جميع البلدان الرئيسية المنتجة للكوكايين، كما يمكن أن يؤدي انخفاض التجارة الدولية إلى نقص في التوريد، وهو أمر حيوي لتصنيع الهيروين وكذلك للعقاقير الاصطناعية.
وتابعت: “الإمداد المحدود في المكسيك عطل تصنيع الميثامفيتامين والفينتانيل، بينما أثر في لبنان وسوريا على إنتاج الكابتاجون، وتتوقع جمهورية التشيك نقصًا في الميتامفيتامين للأسباب نفسها، وعلى المدى الطويل، من المحتمل أن يؤدي الانكماش الاقتصادي الناجم عن وباء كورونا إلى تحول جذري في أسواق الأدوية”.