“كورونا” يهوي بغصن شجرة الرحبانية.. رحيل الموسيقار إلياس الرحباني بعد مسيرة فنية حافلة (دفتر عزاء واجب)

محمود هاشم

توفي الموسيقار والفنان الكبير، إلياس الرحباني، عن عمر يناهز 83 سنة، بعد أيام من دخوله المستشفى، بسبب تبعات إصابته بفيروس كورونا، بعد مسيرة فنية حافلة تكللت بعدد من الأعمال الخالدة.

وينتمي الراحل إلى عائلة طبعت تاريخ الموسيقى والمسرح في لبنان، وهو شقيق الراحلين منصور وعاصي الرحباني، وراكم إلياس الرحباني، وهو من مواليد 1938 في محافظة جبل لبنان، مسارا فنيا متنوعا ومتفردا، فمزج بين التلحين والتوزيع وكتابة الأغاني، كما كان قائد أوركسترا.

وشكل إلياس إلى جانب أخويه منصور وعاصي الرحباني والمطربة فيروز، ما يُوصف بالجيل الذهبي للتلفزيون والمسرح والموسيقى في لبنان.

وحاول الفنان الراحل العمل بشكل مستقلّ طيلة سنوات نشاطه الفني. فقدّم آلاف الألحان الشرقية والغربية خلال مسيرته التي امتدت لأكثر من 60 عاماً. ومن بين أشهر ألحانه تلك التي قدمها لفيروز مثل “الأوضة المنسية”، و”معك”، و”يا طير الوروار”، و”حنا السكران”… كما قدّم ألحاناً لوديع الصافي، وملحم بركات، وماجدة الرومي.

كما لحّن الموسيقى التصويرية لعدد من الأفلام والمسلسلات، منها  “دمي ودموعي وابتسامتي” (1973)، و”ألو حياتي” (1974)، و”ديالا” (1977)، و”شارع الكسليك” (1997).

ونعى رئيس الحكومة المكلف في لبنان سعد الحريري الموسيقار اللبناني الراحل، معتبرا أنه “غصن هوى من الشجرة الرحبانية”، مقدما تعازيه لعائلة الرحباني.

وكتب الحريري في تغريدة عبر صفحته الرسمية على “تويتر” إن “الياس الرحباني غصن آخر من الشجرة الرحبانية يهوي بعد مسيرة حافلة في الإنتاج الموسيقي الراقي”.

ونعت نقابة الفنانين المحترفين في لبنان الموسيقار الياس الرحباني، وجاء في النعي: “مع فيض الأسى في القلوب، والحزن في العيون، تنعى نقابة الفنانين المحترفين في لبنان المبدع الكبير، فقيد لبنان، وسيد ساحات الابداع في الوطن العربي والعالم. أمير اللحن والوتر الموسيقار إلياس الرحباني رحمه الله وأسكنه فسيح جناته”.

ونشر العديد من الفنانين والإعلاميين والسياسيين والمشاهير تغريدات عبر “تويتر”، استذكروا فيها الراحل، معتبرين أنّ لبنان خسر أحد رموزه.

وقالت الفنانة اللبنانية نجوى كرم عبر “تويتر”: “تعازينا الحارّة للرحابنة بوفاة الموسيقي الكبير الياس الرحباني وفاتك خسارة كبيرة إلنا وللبنان.. الله يرحمك وإن شاء الله تكون نفسك بالسما”.

وغرّدت الفنانة اللبنانية كاورل سماحة قائلة: “رحل الآن كبير من بلادي وأخذ معه أجمل حقبة موسيقية في تاريخ الأغنية اللبناني. وداعاً الياس الرحباني شكرا لعطائك، ولوفائك لوطننا لبنان أعمالك خالدة في الذاكرة والوجدان. أتقدم بأحر التعازي للعائلة الرحبانية أجمع وبالأخص نينا، جاد وغسان”.

كذلك، نشرت الفنانة اللبنانية ميريام فارس تغريدة عبر “تويتر” قالت فيها: “وداعاً الى أحد عمالقة الفن اللبناني، الموسيقار الكبير العظيم الياس الرحباني إلى جوار الأخوين الرحباني. الله يرحمك وتكون نفسك بالسما”.

وفي تغريدة لها، نعت الفنانة اللبنانية نوال الزغبي الفنان الراحل، قائلة: “إلياس الرحباني رمز من رموز لبنان الحلو.. بغيابك منخسر أحد أبرز المبدعين وخاتمة الرحابنة الكبار.. رح يبقى فنّك بالقلوب وشكرا لانك زينت مسيرتي بعمل بيحمل اسمك”.

ونعى مستخدمو التواصل الاجتماعي، إلياس الرحباني، واصفين رحيله بانطواء صفحة بارزة من الفن العربي الراقي والأصيل، وكتب الناقد الفني، جمال فياض، في حسابه على موقع “تويتر”، “رحل إلياس الرحباني.. رحلت الضحكة العبقرية والموسيقى الخالدة على مرّ الزمن”.

ثم أضاف فياض “رحل الصديق الحبيب الذي ما تنفّس إلا حبّاً وجمالاً وطيبة وأنغام.. رحل جزء جميل من مجد لبنان”!

ودرس إلياس الرحباني الموسيقى في الأكاديمية اللبنانية والمعهد الموسيقي، وهو في مقتبل العمر، كما تلقى دروسا على يد أساتذة فرنسيين لمدة تقارب 10 أعوام.

ومن حصيلة المسار الفني للراحل، أنه لحن أكثر من 2500 أغنية ومعزوفة، 2000 منها عربية، وألف موسيقى تصويرية لـ25 فيلما.

وتم تتويج الراحل بكثير من الجوائز الدولية المرموقة مثل “جائزة روستوك” الألمانية، وجوائز أخرى في كل من البرازيل وبلغاريا وبريطانيا واليونان.