كمال مغيث: مجانية التعليم ارتبطت بنظم الحكم الوطنية.. ونفتقر حاليا لوجود “منظومة تعليمية” والمشروع الحالي لتعليم “النخبة”
كتبت – آية أنور
قال الدكتور كمال مغيث الخبير في تطوير التعليم، إن مجانية التعليم ارتبطت بنظم الحكم الوطنية التي لها مشروع وطني، فالدول القومية التي تسعى إلى ترسيخ المواطنة هي التي سعت إلى مجانية التعليم، مضيفًا أننا نفتقر حاليًا إلى وجود “منظومة تعليمية” ولكن لدينا مشروع لتعليم “نخبة” فحسب، مشددًا على أن ما يحدث في ملف التعليم هو أمر كارثي بكل المقاييس.
ولفت مغيث إلى أنه قبل ذلك كان التعليم المجاني إما شكل من أشكال التلمذة الصناعية أو التعليم ذو التوجهات الدينية، ولكن مع ظهور الدولة القومية ظهرت مجانية التعليم وإلزامه.
وأضاف مغيث، خلال ندوة صالون التحالف بعنوان “هل انتهى عصر التعليم المجاني”، أن محمد علي لم يكن لديه مشروعا شعبيا للتعليم ولكن كان لديه مشروع وطني يوظف التعليم فيه فكان يتميز بالمجانية بداية من التعليم الابتدائي حتى البعثات التي كان يرسلها إلى فرنسا و إيطاليا وما كان يعيب هذا النظام التعليمي أنه لم يكن تعليما شعبيا ولكنه يهدف إلى إعداد عدد محدود من الأطباء والمهندسين كمان كان يعتبر تعليم يتم في إطار المشروع العسكري لمحمد علي وسعيه للاستيلاء على ما يمكن الاستيلاء عليه من إمبراطورية الرجل العثماني المريض بالإضافة إلى مواجهة الأطماع الأوروبية، فكان التعليم يغلب عليه الطابع العسكري وتسود في المدارس الروح العسكرية.
واستكمل مغيث في عهد الخديو عباس والذي كان المعروف بالرجعية وأنه لا يحمل همة وطموح جده محمد علي أغلقت المدارس، ولم يترك عباس إلا مدرسة واحدة، بينما عاد التعليم مرة أخرى في عصر الخديو إسماعيل والذي كان يهدف إلى جعل مصر قطعة من أوروبا وتحققت مصر الكوزموبليتانية وظهرت مدارس الإرساليات المختلفة وفتحت الكنيسة أول مدرسة ثانوية للبنات، كما كان هناك حركة تطوير في الأزهر وإعادة المدارس العليا مرة أخرى والفصل ما بين نظارة الجهادية ونظارة المعارف، كما ظهرت لائحة رجب التي تسعى إلى مشروع قومي للتعليم في مصر والتي طالبت بوجود مدرسة في كل قرية يصل عددها 5000 نسمة على أن يتم توزيع الناس إلى 3 فئات وفقاً لتدرجهم الاجتماعي على أن تدفع كل فئة ما تطلبه الدولة منهم بحيث تدفع الطبقات الأغنى ما يغطي نفقات أبناء الطبقة الفقيرة، ولكن هذا المشروع الذي بدأ في أواخر عصر الخديو إسماعيل فشل بعد الثورة العرابية والاحتلال الإنجليزي الذي لم يسع إلى تنمية التعليم والاكتفاء بالكتاتيب و التعليم الأزهري.
واستكمل أن التعليم كان أحد أهداف الأحزاب التي ظهرت لمواجهة الإنجليز والتي كانت تهدف إلى تعليم الفقراء وإنشاء المدارس الليلية وإنشاء الجامعة الأهلية لمواجهة النفوذ الإنجليزي.
وأضاف أنه بعد ثورة 1919 نص دستور 1923 لأول مرة على أن يكون التعليم مجانيا في المدارس الأولية والمكاتب العمومية ولكن يظل التعليم الابتدائي بنفقاته، حتى عام 1944 وعندما كان طه حسين مراقب عام الثقافة وفي وزارة الوفد تم توحيد التعليم الابتدائي والتعليم الأولي وجعله بالمجان.
وبعد ثورة يوليو ومع قوانين يوليو الاشتراكية أصبح التعليم مجاني من التعليم الأساسي للتعليم ما بعد الجامعي الذي كان يتسم بكونه تعليم كفء و كان راتب المعلم يزن 22 جرام دهب ومع تفتيت السادات مشروع عبدالناصر تدهور نظام التعليم مرة أخرى وبدأت تظهر الطبقات وظهور المدارس الخاصة، وتم إلغاء تكليف طلاب التربية1998 و تم إلغاء تعيين المعلمين 2014.