كارم يحيى يكتب: تضامنا مع الإماراتية “لطيفة” الإنسانة قبل الأميرة .. وأيضا عن صحافتنا المصرية المنكوبة
(رأي في قضية وذكريات “أهرامية”..وترجمة إخبارية)
اعتبارا من مساء أمس 16 فبراير 2021 ( وأكرر العام 2021 وليس 1021)، يتابع العالم المعلومات المعززة بمقاطع فيديو مسجلة التي نشرها تلفزيون ” بي. بي. سي” إنجليزي أولا عن مصير الأميرة “لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم” نائب رئيس دولة الإمارات العربية و حاكم دبي القوي والثري جدا.
ولقد انتشرت أخبار ” فيديوهات الشيخة لطيفة” في وسائل الإعلام بمختلف أنحاء المعمورة، ومعها المزيد من التقارير والمعلومات الضافية والتحليلات والآراء. وتصدرت وسائل الإعلام الكبرى الدولية بلغات بلا حصر. ولكي تكشف مجددا ـ وليس للمرة الأولى ـ قصة أخرى عن القسوة واهدار الآدمية والحقوق التي يواجه بها حكام الخليج من يخرج على طاعة “ولي أمر” ـ ولو كانت إبنة شيخة من دم القبيلة وصلب العائلة ـ مدججين بنصوص دينية وشيوخ إسلام وبصفقات السلاح الغربية والشرقية وبتحالفات عواصم القرار السياسي والاقتصادي، وبمليارات الأموال من عائدات البترول وأيضا بسلطات مطلقة تملك إلى آخر مدى وتحكم بكامل السلطات، وبلا برلمانات و لا مجتمع مدني ولا صحافة حرة ولا رقابة شعبية.
الحكاية كعديد من الحكايات التي سمعنا وقرأنا عنها منذ الخمسينيات أجيالا تلو أجيال، وقد تسربت تفاصيلها هذه المرة مع مقاطع فيديو باستنجاد الضحية. “لطيفة بنت محمد بن راشد” البالغة اليوم نحو 35 سنة، منها ما يقرب من ثلاثة سنوات ” وراء الشمس” في دوامات ” الثقب الأسود ” الكبير الذي يبتلع من يشتبه ” أولياء أمورنا” وأتباعهم وخدمهم في تمرده على “جلالة الملك” أو “سمو الأمير” أو “فخامة الرئيس” أو “القائد الفذ” في منطقتنا المنكوبة بطول بقاء ودوام الاستبداد والفساد والمقدسات سياسية أمنية ودينية وأبوية بطريركية وغيرها.
ولن اتوقف كثيرا عند لماذا نشرت وكشفت “بي بي سي” الآن؟ .. وماذا وراء الكشف والتوقيت ؟.. ومتى ستسكت وتتوقف عن النشر؟.. وهكذا أسئلة انفجرت مثيلاتها مع خلع الطاغية “حسني مبارك ” بثورة شعبية وبدماء وتضحيات الشعب المصري، عندما بدأت الصحف البريطانية والأمريكية اعتبارا من فبراير 2011 تكشف عن ملفات فساد بمليارات الدولارات، و بعضا يعود إلى أكثر من ثلاثين عاما ،ومعها وثائق وأحكام لقضايا جرى تدوالها في الولايات المتحدة وغيرها، كانت تحت غطاء فرض السرية ؟ .. بل والمزيد من تفاصيلها مازالت محمية بأوامر السرية القصوى حفاظا على ” المصالح القومية” هناك و إلى اليوم. فقط أبدي هنا رأيا في قضية “لطيفة” تضامنا معها كإنسانه قبل الأميرة، ثم أعبر من ذكرى عايشتها بجريدة ” الأهرام” إلى ترجمة صحفية عنها. وهذا مع الالتزام بقاعدة فصل الرأي عن الخبر .
جولة على مواقع
صحافتنا المصرية اليوم
ومع أنني خمنت النتائج سلفا، فقد قمت بجولة صباحية اليوم على مواقع صحفنا الأكثر شهرة، بما في ذلك تلك المسماة زورا وبهتانا ” بالمستقلة “، وهي بالأصل صحف خاصة يملكها رجال أعمال محاسيب أو أسرى أرشيفات بصفقات فساد لا تخلو من المشاركة في نهب المال العام. وكما توقعت لا كلمة واحدة أمكن نشرها عن ” فيدوهات “المسكينة الإنسانة والأميرة “لطيفة”. لم تجرؤ صحيفة أو موقع لها في القاهرة على نشر ولو كلمة واحدة، أو نقل كلمة واحدة عن وسائل الإعلام الأجنبية. وهذه هو حصيلة فحص عينة اخترتها، و أظنها ممثلة لحال وبؤس واقعنا الصحفي الراهن. وتشمل هذه العينة بوابتي ” الأهرام” و” أخبار اليوم “، ومواقع صحف ” المصري اليوم” و” الشروق ” و ” الوطن”.
تصفحت واجهاتها الإلكترونية جميعا. ثم أدرت محركات البحث لكل منها، وتيقنت من ” الصمت التام”. ولعل فضل هذه الجولة الإلكترونية إنها لفتت نظرى ونشطت ذاكرتي، عندما بحثت بمفاتيح كلمات ” الإمارت” و ” الشيخ محمد بن راشد ” و” لطيفة بنت محمد بن راشد ” و” حاكم دبي” فاكتشفت ما تحمله من مفارقات مضحكة، وليس لافته فقط. وهكذا على غرار:”الأحلام العظيمة لاحدود له .. محمد بن راشد يوجه رسالة للأطفال في عالمي الصغير”( بوابة الأهرام بتاريخ 10 يناير 2021) .. و”بن راشد يوجه رسالة للإمارتيين بمناسبة اقتراب وصول مسبار (الأمل) إلى المريخ ” و”ولي عهد دبي (حمدان بن محمد بن راشد) يسابق النعام ” ( بوابة أخبار اليوم في 8 فبراير و3 يناير 2021) .. و “الأسد .. قصيدة جديدة للشيخ محمد بن راشد آل مكتوم” (الشروق 2 نوفمبر 2020) ، وآه ثم آه من قصائد الشيخ كما سنعود إليها في هذا المقال .. و”وفيديو .. مشهدان يظهران إنسانية الشيخ محمد بن راشد مع الكبير والصغير” (الوطن بتاريخ 22 فبراير 2020) ..و “محمد بن راشد ينشر أول صورة لكوكب المريخ من مسبار الأمل “(المصري اليوم بتاريخ 14 فبراير 2021).
ذكريات للشيخ الشاعر
في “الأهرام”
ولقد كفتنا إدارة جريدة ” الأهرام ” اليومية الصباحية الأعرق والأقدم مصريا وعربيا مأونة تعب البحث، فألغت أو حجبت أو أخفت موقعها الإلكتروني بماحمل، والذي يعود إلى إبريل 1998. لكن مع هذا الصباح ” اللطيف جدا ” على وقع حكاية الإنسانة والأميرة ” لطيفة” وجدت ذاكرتي تستعيد وقائع زيارة قام بها والدها سمو الأمير إلى المؤسسة الصحفية الأكبر في القاهرة، وحين كنت محررا مترجما في قسم ” الشئون العربية”.
ولقد جرت الزيارة الأميرية بعد ظهر أحد أيام مطلع الألفية الجديدة. حينها وجدت نفسي بالأمر من رئيس القسم ـ وكان وقتها الراحل الأستاذ “محمد أمين” رحمه الله ـ في قافلة متحركة، تضم أغلب أعضاء القسم تتجه إلى لقاء “سموه” بقاعة المكتبة والأرشيف في الدور الخامس من المبنى القديم احتفاء بقدومه السعيد .
وبالطبع لم يكن الأمر متروكا لمصادفة تسمح بتوجيه أسئلة “غير متفق عليها” لغيري أو أنا من العبد لله المعترض مرارا على خلط إعلانات سفارات الدول العربية بالمادة الإخبارية، وكم من مرة تعاركت مع رئيس القسم رحمه الله في صالة التنفيذ بالدور الثالث، عندما لاحظ إنني مصمم على وضع فاصل زجزاجي بين هذه الإعلانات مدفوعة الثمن وبين المادة الاخبارية بالصفحة.
بدا كل شئ مرتبا لإظهار فخامة “الأهرام” ووفرة أعداد محرريه الذين تراصت أجسادهم لتملأ فراغ القاعة، مع إثنين أو ثلاثة كان يتعين تقديمهم بوصفهم “كبار خبراء مركز الدراسات السياسية والإستراتيجة للأهرام”، لكن “سمو الأمير” فاجأ الجميع بالاطاحة بكل مظاهر أو بروتوكولات أو ترتيبات مسبقة ومرتبة بعناية.
قاطع من كان يوصف حينها بأنه من كبار كتاب “الأهرام” للشئون العربية والصحافة المصرية بأسرها. وكان بدوره أستاذا معلما مخضرما في مدرسة “لعبة السفارات والإعلانات” مع دول الخليج كافة، وكذا عراق صدام وليبيا القذافي وسورية الأسد وتونس بن على .. وربما لم يهدر على نفسه ونخبة الجريدة أيضا المرور بكرم اليمن على عبد الله صالح.
فاجأنا الأمير الشيخ “محمد بن راشد” بالمقاطعة وبتعجل بالكلام، فسأل عن الأستاذ “إبراهيم نافع” رئيس مجلس إدارة وتحرير الأهرام، وأظنه أيضا كان وقتها نقيبا للصحفيين ورئيسا لاتحاد الصحفيين العرب و…. و…. وببساطة سأل “سمو الأمير” :” وين إبراهيم ؟” . وهي هكذا مازالت محفورة في ذاكرتي التي تحفظ لحظة ارتباك وإجابات تائهة غير مقنعة لا أتذكرها بدقة. ولقد بدا الشيخ محمد بالنسبة لي حاد الذكاء سريع البديهة وإن افتقد إلى اللياقة، وهو يرتجل على الفور أبياتا معدودة من الشعر الشعبي لبلاده. قال أبياتا تبدأ بمعنى : دعوتني إلى دارك فجئتك، ثم ليتممها بـ “لقيت وراء النسوان طايح “.
وبعد برهة صدمة انفجرت من أركان القاعة ضحكات عالية مجلجة مجاملة من أفواه” كبار الأهرام”، فيما يشبه ” الأوركسترا” . وبعدها على الفور استفاض “الكاتب الكبير المتخصص في الشئون العربية والسفارات في الحديث عن القريحة الشعرية الفذة لسمو الشيخ الأمير، راجيا منه تشنيف آذان الجمع بقصيدة عاطفية من نظمه.
ولم يبخل علينا سموه، فقد كان كريما بحق، لكن ما أدهشني إلى حد الغثيان ليس دوي التصفيق احتفاء بشعر عامي من الخليج، بالطبع لا نفهم معظم كلماته.
لكن أعقب الوليمة العاطفية شعرا مباشرة طلب “كاتب السفارات الكبير” من زميلة شابه حديثة العمل والعهد بقسم المعلومات والأرشيف الوقوف، كي يقوم بتقديمها “لسموه” بوصفها من صحفيات “الأهرام” المهتمات والمتيمات بشعره، ولن أنسى إلي اليوم ملامح وجه زميلتي الشابه الخجول، وهي تتقلص بين الصدمة والاحراج والرجاء واليأس، بينما تتصبب عرقا
ولقد ظللت حتى غادرت “الأهرام” مع سن الستين أحييها بود مضاعف وبخجل وبتعاطف معا، كلما تصادف أن التقيتها في ردهات المؤسسة. وكنت قد تيقنت بعد الزيارة الأميرية أن هذه الزميلة الجديدة الشابة من أسرة محافظة، كما أنها آية في الخلق والاستقامة والهدوء والخجل. وهذا ما كان يدلل عليه طريقة اختيارها للملابس، مع صمودها في مواجهة طوفان “الحجاب فريضة” الذي لم يستثن معظم صحفيات “أهرام” التنوير ومؤسسيه الشوام من “آل تكلا”.
لكن غرائب وعجائب هذا اليوم لم تتوقف عند هذا الحد، وما أتذكره جيدا وكأنه بتفاصيله وكأنه جرى منذ دقيقة ليس إلا، أن رئيس القسم المرحوم ” أمين” كان قد كلف زميلة همامة نشيطة بتغطية الزيارة واللقاء. ولقد أصبحت لاحقا لها مكانة وأي مكانة في الجريدة بدورها. ولم أفاجأ بأن يطلبني الأستاذ “أمين ” ليعهد لي ـ وأظن أمامها ـ بمراجعة الصياغة وتجويد العناوين استعدادا لدفع التغطية للديسك المركزي، وحتى تلحق بالطبعة الأولى. لكنني فوجئت بأن هذه التغطية تتضمن ما جادت به قريحة سمو الأمير من بيتين أو ثلاثة وحرفيا عن غياب “نافع”، وبما في ذلك جملة “النسوان”. ولربما وجدت الزميلة حينها أن الأمانة تقتضى ذكر كل ماتفوه به “سموه” . ولعلها تعلمت في ” الأهرام ” التعامل بقدسية مع نصوص ” السادة الحكام والرؤساء” . وبالطبع تدخلت وحذفت منقذا رئيس مجلس الإدارة والتحرير ، الذي كان يضطهدني بوضوح لآرائي المخالفة له ولمصالحة في المهنة والنقابة، من فضيحة كانت ستتجاوز “مكاناته الرفيعة” على رأس الصحافة العربية إلى سمو الأمير والإمارات، ومعها علاقات الدولتين الشقيقتين .
وعلى أي حال ، فقد اجتهدت في تحليل أمراض معالجة صحافتنا المصرية للشئون العربية والأجنبية في فصل يحمل عنوان “كي لا نجرؤ على الكلام: العطايا السخية لسادة النفط وأمريكا” ضمن كتاب “حرية عل الهامش : في نقد أحوال الصحافة المصرية” والصادر من القاهرة مطلع العام 2005. وبالطبع لم اتناول هذه المفارقات المضحكات المبكيات أو ما يشبهها، لكنني سعيت لالقاء الضوء على هذا اللون من الكتابة المجاملة و بلا مهنية ولا احترام للقارئ والمعلومة الخبر والتحليل الموضوعي عن الحكام والحكومات الحليفة لنظام مبارك، ومن قبله السادات وعبد الناصر. ومع هذه الاضاءة اكتشاف لكيف تعمل آليات كتابة التابع عن المتبوع الأجنبي اقليمي ودولي عبر المرور بالولاء لأجهزة النظام المهيمن على الصحافة والإعلام عندنا ؟. وأيضا كيف تتبدل الولاءات سريعا وتنقلب مع تقلبات التحالفات الرسمية والمخابراتية؟.. ولنا في بغداد أسوة.
ترجمة صحفية لما لن ينشره
الإعلام المصري عن “لطيفة”
يقول المثل ” يموت الزمار وأصبعه يلعب”.وعندما تأسى لحال الصحافة المصرية التي افنيت فيها معظم سنوات العمر مشاكسا ومصارعا من أجل المهنية وتوسعة هامش الحرية واحتراما لحق القارئ في أن يعلم، ستجد نفسك ولو بعد الستين مطالبا أمام النفس بالعودة لممارسة الترجمة الصحفية. وهي حرفة في المهنة ظللت منكبا عليها لمايزد عن العشرين سنة، كي تداهمني آلام الفقرات مع التقدم في العمر . وها أنا أعود مضطرا في مواجهة كل منع وحجب، وبعدما صمتت وسكتت المواقع الإلكترونية لصحف القاهرة. ولقد تخيرت لقارئ العربية تقريرا إخباريا نشرته اليوم الأربعاء 17 فبراير 2021 صحيفة ” الجارديان” البريطانية. وهو متاح على موقعها الإلكتروني تحت عنوان :” الأميرة لطيفة .. فيديوهات سرية تزيد المخاوف عن اجبار إبنة حاكم دبي على العودة” . وبالطبع وكما هو معروف فإن الترجمة الصحفية ليست حرفية جملة بجملة وكلمة بكلمة.
و ذكرت ” الجارديان” أن الأميرة “لطيفة” بنت الشيخ “محمد بن راشد آل مكتوم” تدعو لتدخل دولي لاطلاق سراحها بعد اختطافها واخفائها قسريا منذ العام 2018. وقالت ” لطيفة ” في واحد من مقاطع الفيديو المسربة، والذي يعود تسجيله إلى العام 2019 :” عندما تشاهدون هذا الفيديو ستعلمون بأنني لست ميتة .. لكنني في حالة سيئة جدا جدا جدا”.وتضيف :” أنا في فيلا قاموا بتحويلها إلى سجن .كل النوافذ مغلقة بإحكام وبقضبان .. خمسة رجال شرطة بالخارج وإثنان معي بالداخل. ولا استطيع مجرد الخروج لاستنشاق الهواء. أنا اسجل هذا الفيديو من داخل الحمام لأنه المكان الوحيد الذي استطيع اغلاقه على نفسي .. أنا رهينة ولست حرة.. أنا مستعبدة كأمة في هذه الزنزانة، وحياتي ليست بيدي . وأخشى ألا أرى الشمس مرة أخرى”.
وتقول الصحيفة البريطانية أن الإمارات روجت في السابق لأن ” لطيفة” ( 35 سنة) في مأمن وسعيدة مع عائلتها. وأضافت أن الأميرة الإماراتية حاولت الهرب من بلادها في يناير 2018 لكنها فشلت، على الرغم من استعانتها بأصدقاء أجانب استخدموا يختا يرفع العلم الأمريكي. وأشارت إلى أن قوة خاصة قامت بمداهمة اليخت مع اطلاق قنابل الدخان بعد رسوه على الشاطئ الغربي للهند. وفيما بعد جرى حقنها عنوة بمخدر وشحنوها في طائرة أعادتها إلى دولة الإمارت، وفق ما قالته الأميرة في مقطع فيديو آخر . وأضافت في المقطع ذاته :” أنا مسجونة بلا محاكمة ولا اتهام.. ولاشئ أبدا”.
وفي رسالة فيديو سابقة تسربت إلى قاضي كان ينظر شكواها في بريطانيا، وقام بالقاء فحواها أمام قاعة المحكمة، قالت :”اتعرض للضرب ..وأطلقوا ا لنار علي .. لاتسمحوا لهم بأن يأخذوني ويعيدوني إلى الإمارات”. وتشير ” الجارديان ” إلى أن “لطيفة” سعت للهرب سابقا وكان عمرها 16 سنة، ونقلت عن مقطع فيديو لها :” لحقوا بي عند الحدود ، وحبسوني لثلاث سنوات، وقاموا بضربي و تعذيبي تعذيبا متواصلا”. وأضافت في المقطع ذاته :” كانوا يطلقون أصواتا تزعجني بحلول منتصف الليل، ثم ينتزعوني من السرير، و يأخذوني إلى التعذيب”.
وقالت ” الجارديان” أن “لطيفة ” هي الثانية من بين بنات وأبناء الشيخ محمد بن راشد نائب رئيس دولة الإمارات حاكم دبي البالغ عددهم 25 التي تحاول الهرب من قبضة العائلة ، فيعاد الإمساك بها ثم تختفي. وأضافت أن شقيقتها الأكبر منها سنا ـ وتدعى ” شيماء” ـ جرى اختطافها من شوارع مدينة “كامبريدج” في العام 2000، وقد روت لاحقا أن أبيها الشيخ محمد بن راشد اختطفها واحتجزها بواسطة أربعة رجال عرب اشهروا مسدساتهم وقاموا بتهديدها.
وأشارت الصحيفة البريطانية أن محكمة في بلادها قضت العام الماضي 2020 بإدانة الشيخ محمد بن راشد ( 71 عاما) لقيامه بتدبير اختطاف إمرأتين واحتجازهما. وهذا الحكم يتعلق بدعوى رفعتها الأميرة “هيا” ( 46 سنة ) زوجته السادسة والأصغر التي هربت مع طفليها الصغيرين بدورها إلى لندن في أبريل 2019. وقالت هذه المحكمة أن الشيخ “محمد” اخضع الأميرة “هيا” لحملة ترهيب وتهديد. وتضمن حكم القضاء البريطاني القبول باتهامات “هيا” للشيخ ” محمد بن راشد”، بما في ذلك محاولة اختطافها بطائرة مروحية وادخال مسدسات إلى غرفة نومها، ونشر أبيات شعر تهددها على صفحاتها للتواصل الإجتماعي.
وقالت ” الجارديان” أن ” ماري روبنسون” رئيسة أيرلندا ومفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان سابقا كانت قد طارت إلى دبي لمقابلة الأميرة “لطيفة” بعد اعادتها عام 2018.
وحينها نشرت وزارة خارجية دولة الإمارات صورا للزيارة، زاعمة بأن “لطيفة” تتلقى الرعاية اللازمة والدعم الذي تحتاجه، بدعوى معالجتها من “مرض عقلي”. وقالت ” روبنسون ” لاحقا أن الأميرة الإماراتية “محاطة برعاية حب من عائلتها”. لكنها عادت لتقول لـ ” بي بي سي” أنها تعرضت لـ “خدعة رهيبة” خلال زيارتها للإمارات. وأوضحت أنها لم تسأل “لطيفة” مطلقا عن وضعها. وأضافت “روبنسون” :” الصور التي جرى التقاطها للطيفه خلال الزيارة استهدفت بخاصة إثبات أنها مازالت على قيد الحياة”. وأكدت قائلة :” فوجئت واندهشت لنشر الصور”.
ــــــــــــــــــــ
روابط ورد الاشارة إليها في المقال:
http://gate.ahram.org.eg/News/2557514.aspx
https://www.shorouknews.com/news/view.aspx?cdate=02112020&id=92e927fc-174d-4a45-9d80-2ba15a7071cb