كارم يحيى يكتب: إبراء ذمة
لأنني كإنسان ومواطن وصحفي وكيساري مستقل مصري ممن عارضوا ومازالوا اغتصاب الصهيونية لفلسطين وعدوانها بدعم من امبرياليات أوروبية وأمريكية على مختلف الدول العربية ، بما في ذلك لبنان مرارا ووطني مصر بالطبع ..
لأنني كإنسان ومواطن وصحفي وكيساري مصري ممن عارضوا ومازالوا الغزو والعدوان والاحتلال الأمريكي البريطاني للعراق ودون أن اتورط يوما في تأييد الدكتاتور صدام حسين وما فعله بشعبه وبلاده وارتكبه وأشباهه من الدكتاتوريين في الوطن العربي والعالم ضد شعوبهم. نعم عارضت هذا الغزو إلى حد سحلي وضربي بأحذية أمن الطاغية مبارك في الشارع أمام نقابتي الصحفيين والمحامين 21 مارس 2003.
ولأنني كتبت طوال عمري المهني ضد الصهيونية و الاستعمار والإمبريالية والعنصرية الأمريكية والغربية كتبا ومقالات وأشكالا صحفية أخرى ولأكثر من أربعة عقود ..
ولأنني سأظل أطالب بحل الأحلاف العسكرية كافة بما في ذلك حلف ” الناتو” . ولأنني ايضا أحمل النخبة الحاكمة المستبدة الفاسدة في موسكو من رجال أعمال ومخابرات مسئولية التغاضي عن استمرار حلف “الناتو” وتوسعه شرقا منذ انهيار الاتحاد السوفيتي مطلع التسعينيات، وذلك من أجل مصالحهم وصفقاتهم الملوثة بأموال الشعوب الحرام و من أجل تأبيدهم كمستبدين وفاسدين في السلطة بالكرملين والتساهل مع قمعهم للمواطنين الروس وغيرهم من القوميات وفي الجمهوريات المجاورة .
ولأنني مع حق كافة الشعوب في تقرير مصيرها وفي السلام ـوفي مقدمتها الشعب الفلسطيني ـ فعلا ولا قولا فقط ، وكما كتب وفعل قائد الثورة الروسية ومؤسس الاتحاد السوفيتي ” لينين”.
ولأنني أرفض السكوت على سفك “بوتين” وعصابته الدماء وقمع الشعبين الروسي والأوكراني ـ كما رفضت وارفض تورط ” الكرملين” في دعم الدكتاتور السفاح بشار الأسد وحكمه العائلي الفاسد الطائفي العسكري البوليسي المخابراتي القمعي الوحشي ورأسمالية محاسيبه في سورية ـ بدعوى ” اشمعنى .. أنظروا لما حدث ويحدث في فلسطين وغيرها من حروب وعدوانات للإمبريالية الغربية”..
ولأنني لا أرغب في أن يتحول الصمت على جريمة غزو بوتين أوكرانيا إلى مبرر وحجة فيما بعد لاستمرار اغتصاب فلسطين والمزيد من العدوانات والغزوات على شعوبنا العربية من كل معتد مستعمر .
ولأنني سأظل ضد دعم الطغم الحاكمة في الكرملين والبيت الأبيض والإليزيه وداوننج ستريت وغيرهم للطغاة وعدوانهم على حريات وحقوق مواطنيهم الاجتماعية والسياسية والثقافية والفردية وعلى كرامة الإنسان في بلدي مصر ومختلف انحاء الوطن العربي والعالم.
ولأنني أيضا أرفض واستنكر التشفي الديني الإسلامي أو القومي العروبي الفاشي كليهما في مأساة الشعب الأوكراني بدعوى ومبرر ( ليذق البيض المسيحيين الأوروبيين ما عاناه أهل البوسنة وافغانستان والشيشان المسلمين و العراق وليبيا و سورية واليمن العرب و..).
وأيضا لأنني سأشعر بنفسي منافقا غير متسق مع النفس إذا سكت اليوم على ما يجرى للشعبين الأوكراني والروسي، بينما استمر في المطالبة بإطلاق سراح صديقي الأعز الكاتب الصحفي والنقابي اليساري “هشام فؤاد” وأحبابي وأبناء أحبابي كـ ” علاء عبد الفتاح ” و “زياد العليمي” و”حسام مؤنس” وكافة الزملاء الصحفيين ومعتقلي وسجناء الرأي في الحبس الظالم بمصر.
ولكل ما سبق ولغيره فإنني كإنسان ومواطن وصحفي ويساري مصري لا يمكنني القبول عقليا وضميريا بأي مبرر كان أو السكوت على غزو وعدوان ووحشية وهمجية بوتين ضد شعب أوكرانيا وزيادة بطشه بالشعب الروسي.
ولكل ماسبق أيضا اطالب وسأظل اطالب بمحاكمة بوتين كمجرم حرب وطاغية فاسد . وهذا وكما طالبت من قبل وسأظل بمحاكمة مجرمي الحرب بوش و بلير.
وسأظل اطالب مهما طال الزمن وتأخرت العدالة.
نعم من أجل الحرية والأرض والخبز والسلام.
مع الشعبين الأوكراني والروسي وكل الشعوب ضد الغزو والعدوان والحرب والدمار والقمع والاستغلال.
القاهرة في 5 مارس 2022
…..