قولت اشتري كمامة عشان الناس تشتري لاقيتها غالية.. قصة “أم محمد” بائعة الجبنة مع كورونا وأيام الأزمة
واحدة ست من اللي بيشتروا مني قالتلي اشتري كمامة وجوانتي ألبسهم عشان الناس ماتخفش
كل ما الموضوع يكبر تقصد (انتشار كورونا) أخاف أكتر وأقول يا عالم هنعمل إيه إذا كنا لسة في أولها
كتب- حسين حسنين
بملامحها البسيطة وحمولتها على رأسها، تتجول الست “أم محمد” في شوارع الدقي، تحمل بين يدها كل ما تستطيع بيعه من مواد غذائية اشتهر الريف المصري بإنتاجها، لمساعدة زوجها وأسرتها.
أم محمد حالها حال جميع العمالة غير المنظمة في أوقات الأزمة تعيش بين نارين نار أكل العيش ونار الخوف من المجهول سواء كا الفيروس القاتل أو الفقر الدكر، خصوصا عندما يكون الحل هو البقاء في المنزل، لا تعرف ماذا تفعل غدا لاكمال يومها.
تقيم أم محمد في منطقة إمبابة، وتنتقل يوميا إلى حي الدقي، بالقرب من محطة مترو البحوث أو شوارع قريبة منه، تبيع الجبن والزبدة والسمنة وغيرها من المنتجات الريفية التي تنقلها من مسقط رأسها.
تحكي أم محمد: “مفيش ولا بيع ولا شرا بقالنا كام يوم من وقت ما طلبوا من الناس تقعد في البيت بسبب فيروس كورونا، ميدان البحوث اللي كان مزدحم بالناس، فاضي دلوقت ومفيش حركة عليه زي قبل أسبوع”.
وتضيف: “بعد ما كنت ببيع كل اللي معايا أحيانا، بقيت أرجع بأكتر من نص البضاعة، وحتى الناس اللي متعودين يشتروا مني، بقوا يخافوا وبطلوا يشتروا زي الأول”.
وعن أسباب خوف الناس كما قالت أم محمد، تقول: “واحدة ست من اللي بيشتروا مني قالتلي اشتري كمامة وجوانتي ألبسهم عشان الناس ماتخفش أحسن الأكل يكون فيه عدوى، فقررت أروح اشتري وأجرب يمكن أعرف أبيع لما الناس تشوفي لابساهم”.
وتكمل: “دخلت صيدلية كبيرة قريبة من مترو البحوث وسألت، قالي الكمامة غالية وسعرها 120 جنيه ومفيش كمامات من الرخيصة، قولتله هو أنا ببيع بكام 120 جنيه عشان اشتري واحدة، وأخدت بعضي ومشيت”.
تقول أم محمد، إنها تشعر بالعجز لعدم قدرتها بيع المنتجات “كل ما الموضوع (انتشار فيروس كورونا) يكبر كل ما أخاف أكتر، وأقول يا عالم هنعمل أية إذا كنا لسة في أولها ومش عارفين نبيع ولا نشتري”.
وتضيف: “أخر ما زهقت، قولت هنزل إمبابة أبيع الحاجات لجيراني وحبايبي حتى ولو بنص التمن، أهو أحسن من ركنتهم ويوم عن يوم قيمتهم بتقل، لحد ما ربنا يسهل ونعرف نرجع تاني”.
أزمة العمالة غير المنظمة تتزايد في ظل مطالب البقاء في المنازل وعدم مغادرتها، ما دفع الحكومة لنشر موقع للتسجيل عليه من قبل عمال اليومية وغير المنظمين، لدراسة تقديم الدعم لهم.
ورصد “درب” انخفاض ملحوظ في حركة السير بالشوارع وحركة المرور، منذ تعالي دعوات البقاء في المنزل لمواجهة فيروس كورونا ومحاولة عدم انتشاره بشكل أكبر.
وأيضا قلت الكثافة في الشوارع وتحديدا في المساء، منذ قرار الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء بغلق جميع المحال التجارية والمولات والمطاعم من الساعة 7 مساءا.