قوات تيجراي تستولي على موقع مدرج على قائمة “التراث العالمي” في أمهرة ويرفضون الانسحاب من مناطق متاخمة لإقليمهم
أ ف ب
أفاد سكان موقع لاليبيلا المدرج على قائمة “اليونسكو” للتراث العالمي في منطقة أمهرة الإثيوبية، والمعروف بكنائسه المحفورة في الصخر العائدة إلى القرن الثاني عشر، لوكالة الأنباء الفرنسية بأن قوات إقليم تيجراي الإثيوبي سيطروا على الموقع بعد هجوم.
ويأتي هذا التطور في وقت أفاد مسؤول رفيع في أمهرة بأن عناصر جبهة تحرير شعب تيجراي يتقدمون في “عمق” أراضي أمهرة، ملمحا إلى رد محتمل.
وقال نائب رئيس إقليم أمهرة فانتا مانديفرو “أعتقد الآن أن هذا كاف إذ لم تعد جبهة تحرير شعب تيجراي في إقليم تيجراي. إنها تتحرك إلى عمق أراضي أمهرة”، وتابع “علينا الدفاع عن أهالينا”.
كما رفض متمرّدون من الإقليم المضطرب في شمال إثيوبيا، اليوم الجمعة، دعوات الولايات المتحدة للانسحاب من مناطق مجاورة، بعد يوم من سيطرتهم على موقع لاليبيلا المدرج على قائمة “اليونسكو” للتراث العالمي في منطقة أمهرة.
وقال الناطق باسم جبهة تحرير شعب تيجراي غيتاتشيو رضا “لن تتم أي خطوة من هذا القبيل إلا إذا رُفع الحصار”، في إشارة إلى القيود المفروضة على إيصال المساعدات الإنسانية.
وأثار تجاوز عناصر الجبهة حدود تيجراي في تقدمهم انتقادات من قادة العالم ودفع مئات آلاف المدنيين إلى النزوح، بحسب مسؤولين إثيوبيين.
وتشهد تيجراي معارك منذ نوفمبر الماضي عندما أرسل رئيس الوزراء آبي أحمد قواته لإطاحة جبهة تحرير شعب تيجراي، الحزب الحاكم إقليميا، والذي هيمن على الحياة السياسية قبل تولي آبي السلطة في 2018.
وأشار آبي، إلى أن الخطوة كانت للرد على هجمات نفذها عناصر الحزب على معسكرات للجيش. وبينما تعهد آبي أن النصر سيكون سريعا، اتخذت الحرب منحى مفاجئا في يونيو عندما استعادت قوات داعمة لجبهة تحرير شعب تيجراي عاصمة الإقليم ميكيلي فيما انسحب القسم الأكبر من الجيش الإثيوبي. وتحركت جبهة تحرير شعب تيجراي مذاك شرقا باتجاه عفر وجنوبا باتجاه أمهرة، حيث تقع بلدة لاليبيلا.
وحشد جنود وعناصر ميليشيات صفوفهم في أجزاء من أمهرة لصد تقدم المتمردين، لكن عددا من سكان لاليبيلا قالوا لوكالة الأنباء الفرنسية الخميس إن البلدة سقطت من دون أي قتال. وقال أحد السكان “قدموا بعد الظهر ولم تجر أي معارك. لم يكن هناك وجود لقوات الأمن. باتت قوات جبهة تحرير شعب تيجراي الآن في البلدة”.
وأكد آخر “وصلت جبهة تحرير شعب تيجراي بعد الظهر، كانوا يرقصون ويمرحون في ساحة المدينة”، وقال شخص ثالث يقطن لاليبيلا “يغادر معظم الناس البلدة متجهين إلى مناطق نائية”، مشيرا إلى أنه يختبئ في منزله مع عائلته.
ودعت الولايات المتحدة بدورها المتمردين لـ”حماية” الموقع فيما جدد الناطق باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس دعواته أيضا إلى “جميع أطراف النزاع لوضع حد للعنف”.
وشددت الأمم المتحدة والولايات المتحدة على الدعوات لجميع الأطراف لإنهاء الأعمال القتالية، وقالت بيلين سيوم الناطقة باسم آبي في مؤتمر صحفي الخميس إن أكثر من 300 ألف شخص نزحوا جراء المعارك الأخيرة في أمهرة وعفر.
ولطالما اتهمت حكومة آبي قادة أجانب وخصوصا في الغرب، بالتغاضي عن جرائم تحمّل جبهة تحرير شعب تيجراي مسؤوليتها فيما أشارت بيلين الخميس إلى أن الجبهة “تواصل التلاعب” ببعض المراقبين الأجانب، وقالت “آمل بأن يبدأ المجتمع الدولي عند هذا المنعطف الاستيقاظ ورؤية هذه المنظمة على حقيقتها كمنظمة إرهابية صادرت رفاهية أهالي تيجراي كوسيلة لتحقيق أهدافها الخبيثة”.
ولم يؤكد مسؤولون فورا سقوط لاليبيلا في أيدي جبهة تحرير شعب تيجراي، وقال الناطق باسم إقليم أمهرة غيزاشيو مولونه في وقت سابق هذا الأسبوع “لا حاجة لتحديد أسماء الأماكن التي تم انتزاعها إذ أن القتال متواصل على 3 جبهات”.
وأضاف “لكن ما أرغب بالتأكيد عليه هو أن جبهة تحرير شعب تيجراي اجتاحت أرضي أمهرة أو مناطق على 3 جبهات قتال”. وأشار إلى أن بعض المدنيين قتلوا في المعارك الأخيرة في أمهرة من دون أن يعطي حصيلة.
وأفاد مقاتل ضمن ميليشيا في أمهرة الأسبوع الجاري أن بلدة كوبو الواقعة في الإقليم على بعد نحو 100 كيلومتر شرق لاليبيلا سقطت في قبضة جبهة تحرير شعب تيجراي أيضا بعد أيام من المعارك العنيفة. وقال المقاتل إسكندر مولا الذي تراجع مذاك جنوبا إلى بلدة وولديا “رافق الحرب قصف عنيف بالمدفعية. نحن مسلّحون بكلاشنيكوف لكنهم كانوا يطلقون قذائف هاون ويستخدمون قنّاصة”. وتابع “فتحت جبهة تحرير شعب تيجراي النار على 4 جبهات وقاتلنا على مدى 5 أيام”، وأردف “يرجونا الأشخاص الذين ما زالوا هناك (في كوبو) للعودة وإنقاذهم. يتملكهم اليأس”.
وذكرت جبهة تحرير شعب تيجراي أنها لا تنوي توسيع مكاسبها على الأرض إلى ما هو أبعد من تيجراي بل تحاول فقط “إضعاف” الجنود وعناصر الميليشيات المنتشرين في الشمال. لكنها تعهّدت بـ”تحرير” جنوب وغرب تيجراي، وهي أجزاء من مناطق احتلتها قوات ومسؤولون من أمهرة منذ بداية الحرب.
في الأثناء، يحض قادة العالم الجبهة على الالتزام بوقف لإطلاق النار لتسهيل إيصال المساعدات إلى تيجراي، حيث تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن القتال ترك 400 ألف شخص يعانون من أوضاع أشبه بالمجاعة.