قرارات فلسطينية لمواجهة كورونا: حجر إلزامي ومنع تنقل بين المحافظات وقوات أمن في المداخل والشوارع
محمود هاشم
أعلن رئيس الوزراء ووزير الداخلية الفلسطيني محمد أشتية، مساء اليوم، جملة من الاجراءات والتدابير الاحترازية لمنع تفشي فايروس كورونا، عطفا على مرسوم الرئيس محمود عباس، الصادر بتاريخ 5 مارس الحالي بإعلان حالة الطوارئ.
وحسب وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”، شملت الإجراءات منع التنقل بين المحافظات نهائيا، ومنع وصول الأهالي من القرى والمخيمات إلى مراكز المدن باستثناء الحالات المرضية والطارئة.
كما يُمنع خروج جميع المواطنين من بيوتهم تطبيقا للحجر الإلزامي، اعتبارا من الساعة العاشرة من مساء اليوم، ويستثنى من هذا القرار المرافق الصحية والعاملين فيها، على أن يبرزوا بطاقتاهم الشخصية، والصيدليات، والمخابز، ومحلات البقالة.
ويوضع القادمين من الخارج تحت الحجر الإجباري لمدة 14 يوما في مراكز الحجر الصحي كل في محافظته، كما تعمل البنوك بوتيرة حالة الطوارئ على أن يبرز موظفوها بطاقاتهم الوظيفية، ويمنع وصول العمال إلى المستعمرات منعا قاطعا.
وطالبت السلطة الفلسطينية الاحتلال الإسرائيلي بتوفير ظروف إنسانية للعمال الذين يبيتون في أماكن عملهم، مع تحمل كامل مسؤولياتها تجاه أهلنا في مدينة القدس، كما تتحمل السلطة مسؤولياتها هناك.
كما حمّلت السلطة دولة الاحتلال مسؤولية حماية الأسرى، وطالبت بالإفراج الفوري عن المرضى والأطفال والنساء منهم، كما طالبت فلسطينيي 48 بعدم التنقل بين الأراضي الفلسطينية والداخل.
وحسب القرارات تغلق جميع مديريات الوزارات في المحافظات، ما عدا مديريات الصحة والمالية والاقتصاد والتنمية الاجتماعية والشؤون المدنية، يتم نشر قوات الأمن والشرطة، وبقية الأجهزة الأمنية، في مختلف المدن ومداخلها حفاظا على الأمن العام وتطبيق كامل الإجراءات.
وطمأنت السلطة المواطنين بتوافر المواد التموينية وبكميات كافية، كما تكون مدة هذه الإجراءات 14 يوما من تاريخه، على أن تتم متابعة تطور الأحداث يوما بيوم.
وقال رئيس الوزراء في مؤتمر صحفي، إن البشرية أمام منعطف مهم في تاريخها، هذا الوباء خطير وأصبح منتشرا في كل العالم، ولم يعد شأنا صحيا فقط، بل هو شأن وطني بأبعاده الصحيّة والأمنية والاقتصادية والاجتماعية، وعليه أصبح يحتاج تدخلا مباشرا منا، هذا التدخل كان يُبنى على التوازن ما بين الخصوصية الفردية والسلامة الجماعية، اليوم نغلّب السلامة الجماعية على الخصوصيات.
وأضاف: “ما سنقوم به لأجل سلامتكم. وهذا عقد مبني على المسؤولية بين صانع القرار وبينكم بأن نخدم شعبنا ونهدف إلى سلامته، في كل أماكن تواجده في القدس وغزة والضفة الغربية والشتات، وسنقتسم كل المساعدات الطبية لهم حيثما كانوا”.
وأكد أشتية أن الحجر البيتي هو إجراء كبير يحتاج التعاون، وأن “شعبنا العظيم لديه الشجاعة وروح التحدي والصبر والجلد أن يبقى في البيوت من أجل أن يصبح الواحد فينا من أجل الكل”.
وقال: “إن علينا جميعا مسؤولية مجتمعية، وتحملنا لهذا المسؤولية سيجعلنا ننجح. هذا مفصل تاريخي يغلفه وباء عالمي يجب أن نجتازه بأقل الخسائر وقد اجتزنا المرحلة الأولى منه معا، من مواطنين ورجال أعمال وشبيبة ومجتمع مدني وأهلي وأطر تنظيمية وفصائل ومسؤولين وقيادات”.
وتابع: “في الأوقات الملحة والطارئة نحتاج إلى إجراءات مشددة. بعض الدول تدير أزمتها بالتجربة والخطأ. إن شعبنا لا يحتمل أي خطأ، ولقد أدرنا هذه الأزمة من بدايتها بشكل صحيح ونجاحُنا جاء بحكمة الرئيس وتعاونكم وتفاني كوادرنا الأمنية والطبية والمدنية والوزراء وموظفي الدولة والإعلام الرسمي والخاص”.