في صحتك.. الخادم الجيد والسيد البشع.. عن الفارق بين العادة والإدمان (حان وقت التغيير)
باب تحرره – رحاب إبراهيم
وقت التغيير
تعرف العادة بأنها فعل يتم بقدر قليل من التركيز , وبشكل تلقائي , وكثيرا ما يرتبط بمؤثر خارجي..
حياة الفرد ما هي إلا مجموع عاداته ,الجيدة والسيئة , فهي التي تؤثر بشكل قوي على سلوكه العام ويمكن أن تكون الداعم الأكبر في نمو الشخصية وتطويرها كما يمكن أن تكون سبب تعطيلها كذلك.
فالعادات هي الخادم جيد ,وأيضا السيد البشع.
فكرة أن الكثير من عاداتنا اليومية تتم بشكل روتيني تلقائي ليست سيئة في المطلق , فمن غير المعقول أن نفكر في كل مرة نصنع فيها كوبا من القهوة ,أو نغسل أسناننا, أو نقود السيارة في الطريق للعمل . بهذا سوف نهدر قدرا كبيرا من التركيز بلا داع.
وبما إن التغيير يحتاج إلى قدر كبير من التحكم في النفس والوعي , فكلنا تقريبا نجد الأمر صعبا , ونصف ذلك بضعف الإرادة .
والحقيقة إن التغيير لا يحتاج لكل هذا الجهد والسيطرة, وإنما يحتاج لخلق مجموعة من العادات السليمة التي تتم تلقائيا وبلا جهد فتكون محصلتها النهائية حدوث هذا التغيير الملموس ..
ما الذي تريد فعله؟
أولا يجب أن تحدد ..هل تريد خلق عادة جيدة ,أو التوقف عن عادة ضارة.
على أي حال الفرق بينهما ليس كبيرا , فالحرص مثلا على تناول طعام صحي يساوي التوقف عن أكل الوجبات السريعة , وممارسة الرياضة تعني التوقف عن الحياة الخاملة وهكذا.
هذه الخطوة تستلزم صدق تقييم الذات ..ما الذي يعيقك عن التغيير؟ وأين يمكن أن تكون نقطة البدء؟
كن ذكيا
وذكيا هنا تعني
SMART
حسب الاختصار الذي ابتكره الاقتصادي بيتر دراكارلتحقيق الأهداف
Specific ,Measurable , Achievable , Relevant ,and Time bound
بمعنى أن يكون السلوك المطلوب : محددا , قابلا للقياس , منطقيا وقابلا للتحقق , ذو صلة بهدفك , ومحدد بوقت .
هنا قررت البدء , اخترت عادة أريد ممارستها , وأخرى أريد الإقلاع عنها
الأولى كانت قضاء وقت أكبر مع أطفالي
والثانية هي التوقف عن تناول الطعام غير الصحي أثناء العمل.
لذا فمن أجل التوقف عن الوجبات غير الصحية في العمل بدأت اتناول الزبادي بدلا من الدونات , الفواكه بدلا من الشكولاتة ..أي الحرص على وجود بديل صحي دائما معي
من أجل قضاء وقت أفضل مع أبنائي كان علي التوقف عن السلوك العكسي ..الابتعاد عن الموبايل او تفقد إيميلات العمل وبذلك أستطيع التركيز في كلامهم وتصرفاتهم.
العادة والإدمان
من المهم التفرقة بين العادة والإدمان . فالإدمان يحتاج علاجا متخصصا .
أهم ما يميز الإدمان عدم الوعي بالوقت أو الجهد الذي يتطلبه هذا السلوك, أيضا الزيادة المستمرة في الجرعات للوصول لنفس التأثير .
وعلى عكس العادات فإن الإدمان يؤثرسلبا على العلاقات والعمل,حيث يميل المرء للانزواء عن الآخرين والهروب من الحياة العادية .
هل إرادتنا فعلا حرة؟
نحن نحب الاعتقاد بأن إرادتنا حرة ,ولكن في الحقيقة فالكثير من أفعالنا تتأثر بالعوامل الخارجية,
ولو كانت هذه المؤثرات الخارجية متكررة بشكل يومي أو أسبوعي ,فإن استجابتنا لها تصبح عادات متأصلة.
قد تكون هذه المؤثرات مادية : تشم رائحة القهوة فتشعل سيجارة
أو معنوية :مثل القلق أوالملل.
الوعي بالمؤثرات هو الخطوة الأولى لتبديل العادات لتعمل في صالحك
عندما تشعر بالتوتر هل تذهب للمشي أم تشعل سيجارة؟
يعني أن تحدد مسبقا ماذا سيكون رد فعلك عند حدوث المؤثر.
لذا يجب أن تعد خطة مسبقة
مثلا ساتجنب الاكل غير الصحي في اثناء الدوام لكن ماذا لو اضطررت للتأخر وجاء وقت الغداء؟
إذن يجب الاستعداد ببعض الوجبات الصحية الخفيفة.
الرقم السحري 66
بعض الدراسات السلوكية تؤكد أن ممارسة فعل ما لمدة 66 يوما يحوله الى عادة
على أي حال يمكن أن تختلف المدة باختلاف الفعل المطلوب وأيضا تبعا للشخص نفسه
فمثلا طبقا للدراسة احتاج الأمر ل20 يوما فقط من أجل التعود على شرب الماء بكثرة خلال اليوم
و60 يوما من أجل تناول الفاكهة بعد الغداء وأكثر من 84 يوما من أجل ممارسة تمرينات رياضية خفيفة بالمنزل يوميا
في المتوسط يبدو رقم 66 مناسبا لمعظم الأنشطة
امنح نفسك مكافآت تحفيزية , هذه أيضا طريقة جيدة
بافتراض أن المكافأة لن تقوم بتدمير الهدف الأساسي من التغيير
فمثلا لن تكافيء نفسك على التوقف عن أكل الدونات بشراء كوب كبير من الأيس كريم
وأخيرا…
بعد ال 66 يوم أصبح مجرد رؤية وجه ابنتي هو المؤثر الذي استجيب له تلقائيا بغلق الهاتف وعدم تفقد إيميلات العمل
كما اصبحت استجابتي لنفس المؤثر وهو ” للجوع اثناء العمل” استجابة أفضل بتناول وجبات اكثر صحية واقل سعرات حرارية .
صحيح أنني ضعفت أحيانا وتناولت بعض الوجبات السريعة ,ولكن بشكل عام كان نظامي الغذائي افضل .
يجب أن نتقبل حدوث هفوات أو عثرات أثناء لعبة تغيير العادات وهي بالقطع ليست سببا للتوقف عن المحاولة
Based on CNN article :
start a new good habit ,kill an old bad one
by : David G. Allan