في ذكرى ميلاد سيف المظلومين.. ما تيسر من سيرة أحمد سيف محامي العمال والطلاب والثوار والفقراء (بروفايل)
منى مينا: عيد ميلادك مناسبة للاحتفاء بالمبادئ الإنسانية البسيطة الواضحة.. والبلشي: الغائب الحاضر.. الحرية لسناء وعلاء
عبد الرحمن بدر
“مهما كانت الأوقات صعبة فعيد ميلادك مناسبة للاحتفاء بالمبادئ الإنسانية البسيطة الواضحة.. المبادئ التي تجعل الإنسان إنسانًا.. كل سنة وكل الناس الطيبين طيبين”، بهذه الكلمات علقت الدكتورة منى مينا، وكيلة نقابة الأطباء السابقة، على ذكرى ميلاد المحامي الحقوق الراحل أحمد سيف والتي تحل اليوم.
وقال خالد البلشي، وكيل نقابة الصحفيين السابق، ورئيس تحرير (درب): “النهاردة عيد ميلاد الغائب الحاضر أحمد سيف، في محبة سيف وقيمه التي تركها لنا، وفي محبة عائلة اختارت أن تكون على قدر هذه القيم، كل سنة وأنتم طيبين”.
وأضاف: “الحرية لعلاء الحرية لسناء، وربنا يجمعكم ببعض في أقرب وقت”.
ورغم أن سيف فارقنا منذ حوالي 6 سنوات، إلا أن أثره مازال باقيًا من خلال مواقفه النبيلة وأسرته التي تواصل طريقه بعزم وثبات وهي تدفع ثمن مواقفها.
عاش أحمد سيف مدافعًا عن العمال والفقراء والثوار والطلاب، ودفع ثمنها من صحته وعمره في السجن، وصار أولاده من بعده على دربه يهتدون بمسيرته وهو يحلمون بوطن يتسع للجميع بالحرية والكرامة والعدل.
“خدوا بالكوا تبرير إهدار كرامة الإنسان شديدة الاتساع، لن نسمح في أى وقت من الأوقات أن نبرر حتى لأنفسنا إهدار كرامة الإنسان، ممكن نبقى أضعف من اننا نوجه موجة القمع، لكن لن نسمح أن يستخدم أسمنا فى تبرير موجة القمع ولنطلق على ذلك أضعف الإيمان إذا لم استطع أن أواجه القمع المباشر لن أسمح لأحد أن يستخدم اسمى فى تبرير هذا القمع، اوعوا تسمحوا لحد يجرفكوا من إنسانيتكم”، كانت تلك أحد أهم وصايا سيف قبل رحيله بفترة قصيرة.
ولد أحمد سيف في مركز حوش عيسى بالبحيرة، وتخرج من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، ثم حصل على ليسانس الحقوق من نفس الجامعة عام 1989 أثناء قضاؤه لفترة اعتقال لمدة 5 سنوات.
وقد شارك أحمد سيف في تأسيس مركز هشام مبارك لحقوق الانسان وتولي إدارته منذ تأسيسه، واعتقل أربع مرات في عهد أنور السادات وحسني مبارك، وكانت أطولها عام 1983 حيث قضي في السجن مدة خمس سنوات.
شارك سيف الإسلام في قيادة الحركة الطلابية في السبعينات، وجرى اعتقاله عدة مرات تعرض خلالها للتعذيب وخاصة في قضية ما سمي بتنظيم الحركة الشعبية، وأثناء وجوده بالمعتقل حصل على ليسانس الحقوق وشارك بعد خروجه متطوعًا للدفاع عن المتهمين من مختلف التيارات في قضايا الرأي.
وأحمد سيف هو زوج الدكتورة ليلي سويف، ووالد الناشط الحقوقي علاء عبد الفتاح وسناء سيف والاثنين قيد الاعتقال حاليا، وابنته الثالثة هي الناشطة الحقوقية مني سيف.
“أنا آسف إني ورثتك الزنازين اللي أنا دخلتها..لم أنجح في توريثك مجتمع يحافظ على كرامة الإنسان، وأتمنى أن تورث خالد حفيدي مجتمع أفضل من ما ورثتك إياه”، كانت تلك جزء من رسالته لولده علاء عبد الفتاح، في يناير 2014، بعد سجنه في “أحداث الشورى” بتهمة التظاهر دون تصريح.
كان سيف عضوًا في فريق المحامين الذي دافع سنة 2008 عن 49 شخصاً حوكموا أمام محكمة أمن الدولة العليا (طوارئ) في طنطا بتهمة الاشتراك في الاحتجاجات الشعبية التي خرجت في 6 أبريل 2008 تضامناً مع انتفاضة العمال في المحلة لتبشر بالثورة.
وبينما حلمه بالثورة يتحقق كانت آخر مرة تعرض فيها أحمد سيف للاعتقال يوم موقعة الجمل في 3 فبراير 2011، حيث اقتحمت قوات الأمن مركز هشام مبارك واعتقلت أحمد سيف ومن كانوا معه من الحقوقيين والمراسلين والصحفيين وأفرج عنه بعد يومين.
وبعدها لم يتوقف عن دفع ثمن حلمه حتى النهاية .. رحل سيف وابنه الناشط علاء عبد الفتاح في السجن بتهمة التظاهر دون تصريح، وابنته سناء سيف بالسجن بنفس التهمة حين خرجت لتطالب بالإفراج عن شقيقها قرب قصر الاتحادية، وشاركا في مراسم الدفن وتلقي العزاء بعد موافقة وزارة الداخلية، واليوم مازال علاء وسناء في الحبس على ذمة قضايا جديدة.
ستنقضي هذه الفترة العصيبة وسيعيش أحمد سيف وأسرته طويلا بما قدموه للوطن من تضحيات، وما دفعوه في سبيل ذلك أملا في غد أفضل بوطن نستحق أن نعيش فيه بكرامة وعدالة وحرية.. كل عام وذكرى ميلاد سيف المظلومين حية في قلوب المدافعين عن الحرية والكرامة والبسطاء.