فيروس كورونا.. تونس تفرض حظر تجوال والأردن تعلن حالة الطوارئ والجزائر تحظر الاحتجاجات
مع تنامي خطر انتشار فيروس كورونا، فرضت دول عربية إجراءات حازمة مساء الثلاثاء، كان أبرزها فرض حظر تجوال على المواطنين وإغلاق المساجد، وذلك للحد من وتيرة انتشار المرض واحتوائه.
في تونس، قال الرئيس التونسي قيس سعيد، إن بلاده ستفرض حظر التجول من الساعة السادسة مساء إلى السادسة صباحا ابتداء من يوم الأربعاء في تشديد للإجراءات التي تتخذها تونس لمواجهة انتشار فيروس كورونا.
وقررت تونس التي أعلنت اكتشاف 24 حالة إصابة بالفيروس إغلاق المساجد والمقاهي والأسواق كما أغلقت حدودها البرية وعلقت الرحلات الدولية.
ودعا الرئيس قيس سعيد في كلمة بثها التلفزيون التونسيين الى تجنب التنقلات وأن يلزموا بيوتهم قائلا إن هذا الأمر قد يكون لأيام معدودة.
وكانت الحكومة انتقدت عدم التزام كثير من المواطنين بتوصيات بتجنب التجمعات قائلة إنها ستضطر لتطبيق القانون على المخالفين.
وأضاف قائلا: «إن الامر يتعلق بأيام معدودة وهو خير للجميع من أن تكون أياما معدودة في حياة من يصيب به(الفيروس)».
وقال سعيد أيضا إن من حق تونس على المؤسسات الدولية تفهم وضع البلاد الصعبة.
ودعا أيضا إلى الوحدة والتضامن بين التونسيين وحث على تقديم تبرعات للمساعدة على مجابهة الفيروس قائلا إنه سيكون من المتبرعين.
وفي الأردن، قالت وسائل الإعلام الرسمية إن العاهل الأردني الملك عبد الله أقر يوم الثلاثاء قانونا يمنح الحكومة صلاحيات واسعة لفرض حالة الطوارئ لمساعدتها في مكافحة انتشار فيروس كورونا.
ويمنح المرسوم الملكي بإقرار القانون رئيس الوزراء عمر الرزاز صلاحيات استثنائية بموجب قانون للدفاع يتم تفعيله في أوقات الحرب والكوارث لفرض حظر للتجول وإغلاق المؤسسات ووضع قيود على حرية التنقل للأشخاص.
وقال ملك الأردن في رسالة للرزاز إنه وافق على القانون للمساعدة في مكافحة الفيروس دون المساس بالحقوق السياسية والمدنية للمواطنين.
وقال الملك إن صحة الأردنيين تأتي قبل أي شيء آخر.
وفي وقت سابق من يوم الثلاثاء أعلن الأردن إغلاقا يبدأ من الأربعاء وأمر مواطنيه بالبقاء في منازلهم إلا في حالات الطوارئ ومنعهم من السفر بين الأقاليم لمكافحة انتشار فيروس كورونا المستجد. وفي الأردن 34 حالة إصابة دون متوفين.
وقال الجيش إنه نشر قوات على مداخل ومخارج المدن للمساعدة في تنفيذ الإجراءات عندما يبدأ العمل بها الأربعاء.
ويمنح القانون قوات الأمن التي أمرت بالفعل بإغلاق المتاجر وأغلقت حدود البلاد لوقف انتشار الفيروس سلطات واسعة النطاق لفرض قيود على التنقل.
وقال وزير الداخلية الأردني سلامة حماد إن الوزارة لن تتهاون في تطبيق القوانين.
وأغلق الأردن حدوده البرية والبحرية مع سوريا والعراق ومصر وإسرائيل وعلق رحلات الطيران وسيسمح فقط لرحلات الشحن الجوي والبري بالدخول والخروج من البلاد.
وأعلنت الحكومة إغلاق جميع الهيئات الحكومية باستثناء المستشفيات وأمرت شركات القطاع الخاص كذلك بإغلاق مكاتبها وإبقاء الموظفين في منازلهم.
وستغلق جميع المتاجر في المراكز التجارية في الأردن باستثناء تلك التي تبيع المأكولات والأدوية. وحظرت الحكومة التجمعات التي تضم أكثر من عشرة أشخاص.
وقالت إدارة الأمن العام إنها ستستخدم القوة إذا تطلب الأمر مع من يخالف قرارات الحكومة.
أما في الجزائر، فقد أعلن الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون يوم الثلاثاء حظر الاحتجاجات في الشوارع بسبب فيروس كورونا، لينهي عاما من المظاهرات الجماهيرية غير المسبوقة التي أدت لسقوط الرئيس عبد العزيز بوتفليقة وزلزلت الدولة.
وقال تبون في كلمة بثها التلفزيون بعد اجتماع مع الوزراء ومسؤولي الأمن إن التجمعات والمسيرات محظورة.
وأضاف أن حياة المواطنين فوق كل اعتبار حتى إذا كان هذا يتطلب فرض قيود على بعض الحريات.
وأكدت الجزائر 60 حالة إصابة بفيروس كورونا توفي منها خمس حالات معظمها في مدينة البليدة جنوبي العاصمة وفرضت قيودا على معظم السفر الخارجي وأغلقت المساجد.
وكانت حركة الاحتجاج المعروفة باسم الحراك قد تفجرت في الشوارع في فبراير 2019 بعد أن أصبح واضحا أن بوتفليقة سيسعى إلى فترة رئاسية جديدة بعد أن قضى 20 عاما في السلطة.
وسرعان ما تحولت هذه المظاهرات من المطالبة بتنحي بوتفليقة إلى الإصرار على ضرورة تنحي كل النخبة التي تحكم الجزائر منذ الاستقلال عن فرنسا عام 1962.