فى واقعة غير مسبوقة.. “نيويورك تايمز” تنشر صور الأطفال ضحايا العدوان الإسرائيلي: كانوا مجرد أطفال
آباء الشهداء: نحاول تهدئة نفسنا بالقول إنها إرادة الله.. أبناؤنا كانوا يحلمون أن يصبحوا أطباء وفنانين وقادة
الصحيقة: كل شاب في غزة عاش 4 هجمات إسرائيلية كبرى.. كل شخص يعرف آخر استشهد في العدوان
كتب- محمود هاشم:
فى واقعة غير مسبوقة، نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، صور الأطفال الفلسطينيين ضحايا العدوان الإسرائيلي، تحت عنوان “كانوا مجرد أطفال”.
تقول الصحيفة إنه عندما طُلب من العديد من الآباء
وصف شعورهم ، أجاب العديد منهم بعبارة بسيطة “إنها مشيئة الله”، بأصوات محبطة، مضيفين أطفالهم كانوا يحلمون أن يصبحوا أطباء وفنانين وقادة.
قال سعد عسلية، سائق سيارة أجرة من جباليا، وفقد ابنته البالغة من العمر 10 سنوات: “أنا غير مصدق، أحاول تهدئة نفسي بالقول إنها إرادة الله لها أن تذهب إليه”.
خلال 11 يومًا من العدوان الإسرائيلي على غزة، استشهد ما لا يقل عن 67 طفلاً دون سن 18 عامًا فلسطينيين.
بعد دقائق فقط من بدء العدوان، استشهد صبي يبلغ من العمر 5 سنوات، يُدعى براء الغربلي في جباليا بغزة.
كما استشهد مصطفى عبيد، 16 عامًا ، في الضربة نفسها مساء 10 مايو، وفي نفس التوقيت ، استشهد 4 أبناء عمومة في بيت حانون بغزة، وهم يزن المصري عامان، ومروان المصري 6 أعوام، ورهف المصري 10 أعوام، وإبراهيم المصري 11 عامًا.
قال مخلص المصري، ابن عمهم: «كان الأمر مدمراً، الألم الذي تشعر به لعائلتنا لا يوصف”.
تضيف الصحيفة: “غزة مزدحمة وسكانها يتحولون إلى صغار، نصفهم تحت سن الثامنة عشرة، لذلك عندما قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية المنازل والأحياء السكنية، كان عدد الأطفال المعرضين للخطر غير عادي، في بعض الأحيان تختفي أسر بأكملها تقريبًا بانفجار واحد”.
ويستشهد منتقدو الاحتلال الإسرائيلي بعدد الشهداء، كدليل على أن الضربات الإسرائيلية كانت عشوائية وغير متناسبة.
وترى الصحيفة الأمريكية أن الأطفال هم الأكثر ضعفا، ففي غزة، نشأوا وسط انتشار الفقر والبطالة المرتفعة، كما لا يمكنهم السفر بحرية داخل القطاع أو الخروج منه بسبب الحصار الذي تفرضه إسرائيل ومصر، كما أنهم يعيشون تحت التهديد المستمر بالحرب.
وعاش كل شاب في غزة، متوسط عمره 15 عامًا 4 هجمات إسرائيلية كبرى، يعرف كل شخص تقريبا شخصا آخر استشهد في العدوان.
تقول علا أبو حسب الله، أخصائية علم نفس الأطفال في غزة: “عندما أفكر في الأطفال الذين ماتوا، أفكر أيضًا في الأطفال الذين نجوا، والذين انتشلوا من تحت الأنقاض وفقدوا أحد أطرافهم، أو أولئك الذين سيذهبون إلى المدرسة وهم يفتقدون زملاءهم”.
يقول جيش الاحتلال إنه يتخذ احتياطات صارمة لمنع سقوط قتلى بين المدنيين، وإن جزءا كبيرا من القصف استهدف شبكة أنفاق حماس تحت الأرض، مدعيا أنها تمتد تحت أحياء مدنية.
ومع ذلك، يقول العديد من الأشخاص في غزة إن عدد المدنيين الذين استشهدوا يثبت أن أي احتياطات يدعيها الاحتلال تتناقض مع حقيقة الوضع اامأساوي.
يوضح راجي الصوراني، مدير المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان في غزة: “الناس يعتقدون أنه يجب أن يكون هناك سبب منطقي، لكن خلاصة القول هي أنهم يريدون إلحاق الألم والمعاناة”.