فرانس 24: الغضب العام في مصر يتصاعد بسبب أزمة الدولار وارتفاع أسعار المواد الغذائية.. ونصيحة “أرجل الدجاج” أثارت “احتقارًا واسعًا”
كتب – أحمد سلامة
قالت صحيفة “فرانس 24” إن الغضب العام في مصر يتصاعد منذ عدة أشهر بسبب أزمة الدولار الحادة وارتفاع الأسعار، في وقت أشادت فيه وسائل إعلام تابعة للنظام بمصدر بروتين بديل ورخيص هو “أرجل الدجاج” فيما تكافح العائلات لشراء المواد الغذائية اللازمة.
وأضافت الصحيفة في تقرير أصدرته أن “نصحية أرجل الدجاج أثارت (احتقارًا واسعًا) على مواقع التواصل الاجتماعي، فيما انتقدها أعضاء بمجلس النواب الدعوة ووصفوها بأنها (منفصلة عن واقع الأزمة)”.
ونبهت الصحيفة إلى أن “الغضب الحالي يعكس المصاعب التي يعاني منها الكثيرون في أكبر دولة في العالم العربي من حيث عدد السكان، والتي اضطرت مؤخرًا إلى طلب برنامج قرض بقيمة 3 مليارات دولار من صندوق النقد الدولي”.
وأردفت “في بلد يعتمد بشدة على واردات الغذاء، ارتفعت أسعار المواد الغذائية الأساسية أيضًا مثل زيت الطهي والبقوليات، مما وضع ضغطًا ماليًا على العديد من سكان مصر البالغ عددهم 104 ملايين نسمة”.
وأشارت إلى أن “لافتات التقنين في محال السوبر ماركت الكبيرة تحذر العملاء الآن من أنه يمكنهم شراء ثلاثة أكياس فقط من الأرز وزجاجتين من الحليب وزجاجة واحدة من الزيت”.
واستكمل التقرير “تضرر الاقتصاد المصري بشدة بعد الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير الماضي مما تسبب في قلق المستثمرين العالميين ودفعهم إلى سحب المليارات، كما تسببت في ارتفاع أسعار القمح، مما أثر بشدة على مصر، أحد أكبر مستوردي الحبوب في العالم، وزاد من الضغط على احتياطياتها من العملات الأجنبية”.
ونبه التقرير إلى أنه “مع ارتفاع التكاليف بشكل أكبر بسبب ارتفاع أسعار الطاقة العالمية، تجاوز التضخم الرسمي 18 في المائة في نوفمبر، وخفض البنك المركزي قيمة الجنيه مرتين العام الماضي حيث أدت أزمة العملة الأجنبية إلى تعليق بضائع مستوردة بقيمة المليارات في الموانئ”.
واسترسلت “فرانس 24” قائلة “وسط الأزمة، كانت حكومة الرئيس عبد الفتاح السيسي تبحث عن العملات الأجنبية حيثما أمكنها ذلك، حيث قال وزير النقل كمال الوزير إن السائحين سيضطرون ابتداء من الشهر الجاري إلى دفع ثمن تذاكر القطار بالدولار”.
وحسب التقرير فقد “صنفت وكالة التصنيف موديز مصر كواحدة من أكثر خمس دول عرضة لخطر التخلف عن سداد ديونها الخارجية، في بلد طالما هيمنت المؤسسات الحكومية والجيش على اقتصاده”.
ونقلت الصحيفة عن ستيفان رول من المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية قوله “الجيش المصري الذي يعتمد الرئيس السيسي على دعمه هو المستفيد الرئيسي من سياسة الديون”.
وأشار التقرير إلى أن “مصر ضاعفت في العقد الماضي ديونها الخارجية ثلاث مرات إلى 157 مليار دولار. ولديها 33.5 مليار دولار من الاحتياطيات الأجنبية، منها 28 مليار دولار ودائع من حلفائها الخليجيين الأثرياء”.
وقال ستيفان رول إن الدين الخارجي ساعد في “تمويل المشاريع الكبرى التي يمكن أن تكسب من خلالها أموالاً طائلة، لا سيما مشاريع التطوير الكبيرة التي عُهد بها إلى المهندسين العسكريين”، مضيفا “عملت سياسة الدين الخارجي لمصر على توطيد النظام الاستبدادي”.