عيدهم في الحبس.. رامي كامل وباتريك جورج وخليل رزق 3 أقباط متهمون بالانضمام لجماعة ارهابية لدفاعهم عن حقوق الإنسان
كتب- فارس فكري
في الوقت الذي يحتفل اليوم الأقباط بعيد الميلاد المجيد يقضي رامي كامل وباتريك جوروج وخليل رزق عيدهم في السجن محبوسين احتياطيا على ذمة قضايا بتهم نشر أخبار كاذبة.
ثلاثة أقباط في السجن محبوسين ولم تتم إدانتهم ، ثلاثة أقباط كل تهمتهم الرأي والدفاع عن حقوق الإنسان والعمال.
رامي كامل
رامي كامل ناشط قبطي ألقت قوات الأمن المصرية القبض عليه في 23 نوفمبر 2019، ومنذ ذلك الحين رهن للحبس الاحتياطي، أمضاه كاملًا في الحبس الانفرادي، حسب منظمات حقوقية، ويعتبر هذا انتهاك للقوانين المصرية يصل حد التعذيب أو سوء المعاملة على أقل تقدير.
وجهت نيابة أمن الدولة لرامي كامل اتهامات، مكررة، على ذمة القضية رقم 1475 لسنة 2019، بـ “تكدير السلم العام من خلال إساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي ونشر أخبار كاذبة، والانضمام لجماعة إرهابية وتمويلها”. ولا يزال رامي في انتظار إحالته للمحاكمة منذ ذلك الحين.
في 21 ديسمبر الماضي طالبت 15 منظمة محلية ودولية الحكومة المصرية بإطلاق سراح المدافع الحقوقي المصري رامي كامل، بمناسبة مرور عام على حبسه انفراديا، يوم 23 نوفمبر الماضي
كما طالبت المنظمات الموقعة القادة الأمريكيين والأوروبيين بالضغط من أجل الإفراج الفوري عن رامي، وإسقاط كافة الاتهامات الموجهة ضده، وإجراء تحقيقات فعّالة بشأن مزاعم تعرضه للتعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة، يضمن محاكمة ومعاقبة أولئك المسئولين عن الانتهاكات العديدة المرتكبة بحقه.
وارسلت المنظمات البيان إلى 12 من المقررين الخواص والفرق العاملة على حقوق الانسان بالأمم المتحدة.
وقالت المنظمات الموقعة على البيان إن اعتقال رامي كامل يعد جزءًا من حملة واسعة النطاق، تشنها الحكومة المصرية؛ لتقييد حرية التعبير وقمع وحبس المدافعين عن حقوق الإنسان وحقوق الأقليات.
وأشارت المنظمات إلى أن رامي كامل، مدافع عن حقوق الإنسان، يُكرّس عمله لحماية حقوق الأفراد المنتمين للأقلية القبطية، من خلال توثيق التمييز الذي يتعرضون له، والانتهاكات المرتكبة ضدهم. وفي أبريل 2019، قبل سبعة أشهر من اعتقاله، كتب رامي تقريرًا حول ممارسات التمييز بحق الأقباط، منذ تولي الرئيس السيسي للسلطة. وفي نهاية نوفمبر2019، كان من المقرر أن يشارك في منتدى قضايا الأقليات الذي تنظمه الأمم المتحدة في جنيف، لكنه لم يتمكن من المشاركة بسبب اعتقاله.
من جانبها أقرت مجموعات حقوقية والمقررون الخواص والفرق العاملة بالأمم المتحدة ضمن الإجراءات الخاصة لمجلس حقوق الإنسان، أن اعتقال كامل جاء ، بهدف معاقبته وإسكاته، بسبب توثيقه ونشره انتهاكات حقوق الإنسان ضد المسيحيين الأقباط، مطالبين بإطلاق سراحه فورًا.
باتريك جورج
في 7 فبراير الماضي أوقفت السلطات المصرية باتريك جورج الباحث بالمبادرة المصرية للحقوق الشخصية في مطار القاهرة أثناء عودته من إيطاليا حيث يدرس في جامعة بولونيا لنيل درجة الماجستير وتم نقله لإحدى مقرات قطاع الأمن الوطني في القاهرة ثم المنصورة معصوب العينين وهناك تم سؤاله عن طبيعة عمله ونشاطه، ومنذ ذلك التاريخ وهو محبوس احتياطيا ويتم التجديد له.
وبحسب المبادرة المصرية، تعرض باتريك للتهديد والتعذيب بالضرب والصعق بالكهرباء قبل أن يظهر في اليوم التالي أمام نيابة المنصورة.
ويواجه باتريك جورج اتهامات ببث ونشر وإذاعة أخبار وبيانات كاذبة، إساءة استخدام وسيلة من وسائل التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، ومشاركة جماعة إرهابية مع العلم والترويج لأغراضها.
وأمرت محكمة جنايات جنوب القاهرة المنعقدة بغرفة مشورة في 5 ديسمبر الماضي بتجديد حبس باتريك جورج ٤٥ يومًا إضافيًا على ذمة التحقيقات في القضية 7245 لسنة 2019.
كانت أسرة الباحث باتريك جورج، قد أصدرت بيانا في 21 ديسمبر الماضي كشفت فيه عن حالة الباحث المحبوس النفسية والجسدية عقب زيارته الأخيرة في محبسه، والتي بدى فيها حزينا ومكتئبا ولا يعرف أسباب وجوده في السجن طوال هذه الفترة.
وقالت الأسرة في بيانها: “خلال الزيارة لم يكن باتريك كما نعرفه على الإطلاق، لم يكن مثل أي زيارة أخرى وقد حُطمت قلوبنا حرفيا! كانت كلماته بالضبط (أنا مرهق جسديًا وعقليًا، ولا يمكنني الاستمرار هنا لفترة أطول من ذلك، وأشعر بالاكتئاب في كل مرة يحدث فيها حدث هام في العام الدراسي أثناء وجودي هنا بدلاً من أن أكون مع أصدقائي في بولونيا)”.
وأضافت الأسرة في بيانها: “كلمات تركتنا في دموع عاجزين عن مساعدة ابننا في هذا الموقف المفجع، علاوة على ذلك، شعرنا بالصدمة عندما علمنا أنه أصيب بالاكتئاب لدرجة أنه قال (نادرًا ما أخرج من زنزانتي خلال النهار في الوقت المسموح، لأنني لا أستطيع أن أفهم سبب وجودي هنا ولا أريد أن أواجه حقيقة أنني أخرج لأمشي ذهابًا واياباً في غضون بضعة أمتار، فقط لأُحبس مرة أخرى في زنزانة عدد أمتارها أصغر)”.
وطالبت الأسرة بالإفراج الفوري عن ابنها الذي اقترب من إكمال عام في الحبس الاحتياطي، حيث قالت “ابننا شخص بريء وباحث متألق يجب الاحتفاء به وليس حبسه في زنزانة، قبل 10 أشهر، كان باتريك يعمل على درجة الماجستير ويخطط للحصول عليها ومن ثم الحصول على الدكتوراه، في الوقت الحالي، مستقبله مبهم تمامًا”.
وقالت الأسرة “لا نعرف متى سيكون قادرًا على مواصلة دراسته أو العمل أو حتى العودة إلى حياته الاجتماعية التي كانت مفعمة بالحياة. ندعو كل شخص مسؤول وصانع قرار إلى إطلاق سراح باتريك على الفور. نريد رجوع ابننا لنا وعودة الحياة لنا”.
من جانبه أرسل مجلس عمداء الجامعات الإيطالية (CRUI) رسالة إلى السلطات المصرية والرئيس عبد الفتاح السيسي، للمطالبة بالإفراج عن باتريك جورج زكي، الطالب بجامعة بولونيا.
وقالت الرسالة : أكتب نيابة عن مجلس عمداء الجامعات الإيطالية (CRUI) للتعبير عن بالغ القلق بشأن باتريك جورج زكي، طالب الدراسات العليا في جامعة بولونيا، والذي تم اعتقاله في 7 فبراير 2020، ومزاعم تعرضه للتعذيب، في انتقام واضح على نشاطه كباحث.
السيد زكي طالب مصري يبلغ من العمر ثمانية وعشرين عامًا، جاء إلى إيطاليا في أغسطس 2019، لمتابعة درجة الماجستير في دراسات النوع الاجتماعي في جامعة بولونيا. علاوة على ذلك، فهو باحث في المبادرة المصرية للحقوق الشخصية (EIPR) ، وهي منظمة مقرها القاهرة ملتزمة بالدفاع عن حقوق الإنسان.
يشعر مجلس عمداء الجامعات الإيطالية ببالغ القلق إزاء القرار الذي اتخذته المحكمة المصرية في 7 ديسمبر 2020 بتمديد الحبس الاحتياطي لمدة 45 يومًا أخرى، ويشعر بعمق مسؤوليته تجاه الطلاب الذين يتابعون مشاريعهم البحثية بحماس والتزام. نحن نفهم من منظمة “العلماء المعرضون للخطر” ومنظمة العفو الدولية أن الوضع الصحي للسيد زكي يتعرض لخطر شديد بسبب الظروف القاسية التي يحتجز فيها حاليًا أثناء انتظار المحاكمة.
السيد زكي يعاني من الربو، وهو معرض لخطر خاص إذا تعرض لـ COVID-19 في سجن طرة.
في 12 ديسمبر الجاري 2020، بعث السيد زكي برسالة إلى عائلته، أعرب فيها عن إصابته بـ ألم شديد في الظهر وأن صحته النفسية تتدهور. لذلك نود أن نناشدكم الرأفة بشأن هذه المسألة الخطيرة، وعلى نطاق أوسع إلى القلق الإنساني الذي نشاركه جميعًا في حالة الطوارئ الصحية هذه.
مجلس عمداء الجامعات الإيطالية، يحثك بكل احترام على إطلاق سراح باتريك زكي والإذن بانتظار محاكمته في المنزل مع عائلته، حيث يمكنه أيضًا التعافي من المعاناة الجسدية بعد عدة أشهر من الاحتجاز. نحن نقدر اهتمامك بهذا الأمر المهم ونثق في تفهمك وتعاطفك مع الدوافع النزيهة التي توجهنا جميعًا.
المخلص،
البروفيسور فيروتشيو ريستا
خليل رزق
مر 14 شهرا تقريبا على حبس العامل النقابي الاشتراكي خليل رزق خليل، منذ القبض عليه وحبسه احتياطيا على ذمة القضية رقم 1475 لسنة 2019 حصر أمن دولة.
ففي 17 نوفمبر 2019 كان خليل يجلس على المقهى في حي المرج، بينما داهمته قوة من الأمن واقتادته لجهة غير معلومة آنذاك، تبين بعدها إنها إحدى مقرات الأمن الوطني، التي ظل بداخلها حتى اليوم التالي وظهوره في نيابة أمن الدولة العليا للتحقيق فيه في اتهامات تتعلق بالإرهاب.
وبنفس الاتهامات المتكررة في أغلب القضايا السياسية، وجهت النيابة لخليل تهم “مشاركة جماعة إرهابية مع العلم والترويج لأغراضها، إساءة استخدام وسيلة من وسائل التواصل الاجتماعي (فيسبوك)، ونشر وبث وإذاعة أخبار وبيانات كاذبة”.
ومنذ ذلك الحين، ويتم التجديد لخليل بقرارات من النيابة سابقا ثم من غرفة المشورة بمحكمة جنايات القاهرة كل 45 يوما بحسب ما ينصه القانون.
في التحقيقات الأولى مع خليل، أكد خليل على “كيدية” البلاغ المقدم ضده، حيث نقل محامي المفوضية المصرية للحقوق والحريات الذي كان حاضرا التحقيقات، عن خليل قوله إن “أحد قيادات اتحاد عمال مصر اتهمه بالإرهاب والوشاية به بسبب خلافات بينهما”.
كلما لمحت بين كتبي وفي غرفة نومي (الكنيسة والاشتراكية) لروزا لكسمبورج تلمست أوراقه، وكأني اصافحك قبل أن نجد طريقنا الى مقهى لنحتسي الشاي، وبيننا كلام لا ينقطع، أطالع الكتاب مجددا فتتشكل سطوره وحروفه بوجهك في الغياب”.
بهذه الجملة أرسل الكاتب الصحفي كارم يحيى رسالته إلى خليل رزق في ذكرى مرور 365 يوما على حبسه احتياطيا، مطالبا بالإفراج عن “رفيق المقهى”.
وأضاف كارم يحيى: “يا للسخرية يا خليل.. تدعى كل سلطة قائمة على المراقبة والضبط والعقاب بل والبطش أنها تعلم عنا كل شيء منذ ميلادنا إلى أن يهبطوا بنا إلى اللحد، لكن هل لها هنا أن تعلم أكثر وأدق مما نعلم نحن عن أنفسنا. وهل من المعقول أن نصدق ما تدعى. تختطفك وتعتقلك، فتتهمك بما ليس أنت، وكما تفعل مع عشرات الألوف. وكلنا نحن مشاريع مختطف متهم معتقل في الحبس الاحتياطي على هذا النحو”.
من جانبه، أرسل رامي، شقيق خليل رزق، رسالة إليه عبر “درب”، في يوم اكتمال عام على حبسه احتياطيا، مناشدا النائب العام بإصدار قراراته بإخلاء سبيل شقيقه.
وقال رامي: “انا نفسي اعرف بالظبط ايه اللي عمله خليل علشان يكمل سنه كامله حبس، سنه بعيد عن امي اللي بيراعاها وعن بيته وأسرته واصحابه، سنه كامله مش عارفين امتي هيخرج”.
وأضاف: “خليل الشخص النباتي اللي كان بيهزر معانا ويقول جميع الكائنات الحيه اخواتي مش أنتم بس ومش ممكن أكل اخويا ومش ممكن أكل لحمة أو فراخ، خليل الشخص المعروف عنه الوقوف مع أي حد مهما كان وهو لا يملك غير مرتبه وقلبه الطيب فقط لاغير”.
وقال “اتمني السنة الجديدة يخرج علشان حقيقي معرفش عمل ايه يستحق عليه كل دا، وبناشد النائب العام يخرجه لينا سنه كفاية قوي”.