عمرو الشوبكي: يجب إشراك قطاعات أوسع من النخب المصرية في التصدي لمخاطر سد النهضة.. والعودة إلى المفاوضات تستلزم هذه الشروط
كتب – أحمد سلامة
قال الدكتور عمرو الشوبكي، الكاتب والمفكر السياسي، إن التحركات القادمة من أجل التصدي لسد النهضة الإثيوبي لابد أن يتم خلالها إشراك قطاعات أوسع من النخب المصرية الموجودة في الغرب توضح للعالم المخاطر الجمة على 150 مليون مصري وسوداني من جراء الملء الثاني وتهديدهم بعطش مائي وبوار لأرض زراعية، مشددًا على أن العودة إلى المفاوضات تحت مظلة الاتحاد الإفريقي تستلزم عدة شروط أساسية.
وقال عمرو الشوبكي، عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، تحت عنوان “ما بعد جسلة مجلس الأمن” إنه “يقينا ستدخل مصر مرحلة جديدة في التعامل مع قضية سد النهضة بعد ان استنفذت كل أدوات السياسة الناعمة لسنوات وطويلة وانتقلت بعدها لمرحلة السياسات الخشنة والضغوط الدبلوماسية وعرضت قضيتها بوضوح وقوة في جلسة مجلس الأمن”.
وأضاف “وسواء أصدر مجلس الأمن قرارا يلزم أثيوبيا بعدم الإقدام على الملء الثاني بشكل أحادي (لا نتوقعة) أم لا، فإنها ستكون أمام تحديات وخيارات صعبة خاصة على ضوء كثير من المشاهد التي جرت في الجلسة أو خرجت مؤشراتها في أعقابها”.
وتابع “إذا قرر مجلس الأمن كما هو واضح العودة للمظلة الإفريقية، فمطلوب وضع ثلاثة شروط أساسية لهذه العودة: أولهما ان توقف إثيوبيا الملء الثاني سواء بشكل معلن أو ضمني وتحت أي حجة المهم أن يتوقف أو يؤجل لحين الوصول لاتفاق، والثاني وضع جدول زمني للمفاوضات كما أعلن وزير الخارجية، والثالث أن يدخل مراقبين دوليين من بين الدول أعضاء مجلس الأمن”.
واستكمل “أما ما يتعلق بالموقف الروسي والصيني في جلسة الأمن، والذي بدا أكثر بعدا عن الموقف المصري، وبدا الأمر غريبا أن البعض يروج للتحالف مع هذه الدول ربما لسبب واحد إنها لا تطرح قضية الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان، في حين أن الواقع يقول أن مصر اختارت بمحض إرادتها منذ عقود أن تدخل في تحالف مع الولايات المتحدة والدول الأوربية وهي التي اتخذت مواقف أكثر دعما (نسبيا) للموقف المصري. والمطلوب ليس حب أمريكا واوروبا وكراهية روسيا والصين إنما فتح قنوات اتصال مع الجميع وأن يكون خطابنا السياسي والإعلامي متسق مع تحالفاتنا الواقعية وليس ضدها”.
وأردف “التحركات القادمة لابد ان تشرك قطاعات أوسع من النخب المصرية الموجودة في الغرب توضح للعالم المخاطر الجمة على 150 مليون مصري وسوداني من جراء الملء الثاني وتهديدهم بعطش مائي وبوار لأرض زراعية”.
واختتم الشوبكي قائلا “تحرك مصر بعد جلسة مجلس الأمن على المستوي المحلي الشعبي، والإقليمي والدولي هو الذي سيجعل الأطراف الدولية الكبرى تدعم بشكل عملي موقف مصر العادل أو تقبل أو تغمض عينها عن أي فعل خشن تضطر أن تقوم به دفاعا عن مصالحها الوجودية”.