عمرو الشوبكي عن دخول “طالبان” للعاصمة الأفغانية دون قتال: ضعف الجيش كان مُدهشا.. غابت عنه العقيدة القتالية رغم التفوق عددًا وعتادًا
كتب – أحمد سلامة
علّق الكاتب والمفكر السياسي، عمرو الشوبكي، على سقوط السلطة الأفغانية وتولي حركة “طالبان” إدارة الحكم، مشيرًا إلى هروب نحو 3 آلاف جندي من الجيش الأفغاني دون قتال وهو ما يؤكد أن “الجيش كان بلا عقيدة”.
وتحت عنوان “عودة طالبان”، كتب الشوبكي عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، “دخلت طالبان العاصمة الأفغانية كابول دون قتال، وبدت دلالات هذا السقوط السريع للسلطة الأفغانية كثيرة: أولها الفشل المدوي لمشروع تصنيع بناء سياسي ونخب خارج الحدود ومحاولة زرعها في بيئة محلية لا تقبلها مثلما جري في أفغانستان والعراق والنتيجة كانت كارثية. فكثير من قادة الحكومة الأفغانية ليسوا فقط مزدوجي الجنسية إنما أيضا مزدوجي الولاء، وأخذوا من جنسياتهم الأجنبية الشكل والمظهر لا الجوهر فلم يبنوا ديمقراطية حقيقية مثلما هو الحال في بلادهم الثانية ولم يسعوا لتحقيق تنمية اقتصادية بل كرسوا للفساد وسوء الإدارة. ثانيا بدا مدهشا هذا الضعف في أداء الجيش الأفغاني الذي هرب 3 آلاف من جنوده دون قتال، وغابت عنه أي عقيدة قتالية رغم إنه يتفوق علي طالبان في العدد والعتاد”.
وأضاف “عادت طالبان للحكم بعد 20 عاما من سقوطها، وبعد 20 عاما من الوجود الأمريكي في أفغانستان، انسحبت أمريكا وعادت طالبان صحيح أنها أعلنت أنها ستكون أكثر اعتدالا من قبل وفتحت قنوات اتصال مع المجتمع الدولي وأكدت أنها لن تكون دولة مارقة أو راعية للإرهاب وستعطي حقوقا للمرأة وتحترم حقوق الإنسان!!؟”.
وتابع “أكيد أن أفغانستان كان يمكن أن تبني معادلة أخري غير ثنائية الاحتلال الأمريكي وطالبان ولكنها تعثرت، وسيبقي هذا التصالح الدولي مع عودة طالبان مدهشا وصادما خاصة إذا قورن بالشراسة التي وجهت بها الحركة منذ 20 عاما”.
ذكرت وكالة أسوشيتد برس أن مفاوضي حركة طالبان يتجهون إلى القصر الرئاسي تحضيرا “لنقل” السلطة، كما وعد وزير الداخلية الأفغاني يعد بـ”انتقال سلمي للسلطة إلى حكومة انتقالية”.
كما أفادت مصادر في القصر الرئاسي لمراسل “الحرة” أن الرئيس الأفغاني أشرف غني، وافق على نقل السلطة، مشيرا إلى وجود أنباء عن وصول قيادات طالبان إلى العاصمة عن طريق مطار كابول الدولي.
وقال 3 مسؤولين أفغان للوكالة إن طالبان دخلت ضواحي العاصمة كابل، وأشار المسؤولون الذين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم لأنهم غير مخولين بالكشف عن المعلومات، إلى أنه لم يكن هناك أي قتال حتى الآن.
ودخل مقاتلو طالبان في مناطق كالكان وقراباغ وباغمان، وأفاد مراسل الحرة أن قائد الجيش الأفغاني أصدر أوامر لكافة قطاعات الجيش والقوات الأمنية في كابل بإطلاق نار على كل من يحاول نشر الفوضى في كابول .
وقال قائد الجيش: “الوضع في كابل تحت السيطرة”، وأضاف: “هناك محاولات لجر المدينة نحو الفوضي وتم إصدار الأوامر للقوات الافغانية بإطلاق الرصاص فورا على أولئك الذين يحاولون نشر الفوضى”.
ولم يعترف المتمردون على الفور بوجودهم في العاصمة، لكن المكاتب الحكومية بدأت فجأة في إرسال العمال إلى منازلهم في وقت مبكر من يوم الأحد، حيث حلقت طائرات هليكوبتر عسكرية في سماء المنطقة.
وقال ناطق باسم حركة طالبان الأحد، إن المتمردين تلقوا أوامر بالبقاء عند مداخل كابول وعدم دخول المدينة، بعد الانهيار الكامل للقوات الأمنية في البلاد.
وكتب الناطق على تويتر “الإمارة الإسلامية تطلب من جميع قواتها البقاء على مداخل كابل وعدم محاولة دخول المدينة” رغم أن بعض السكان أفادوا بأن متمردين دخلوا من دون قتال بعض ضواحيها. وأشار إلى أنه تم السيطرة على سجن مطار باغرام وإطلاق سرح السجناء.
من جانبه، أكد القصر الرئاسي أن كابل لم تتعرض للهجوم بعد وما حدث إطلاق نار عشوائي في بعض المناطق، وأفادت وكالة رويترز بأن الرئيس الأفغاني أشرف غني أجرى محادثات مع الدبلوماسي الأميركي زلماي خليل زاد وكبار مسؤولي الناتو.
كانت حركة طالبان قد سيطرت اليوم الأحد على آخر المدن الرئيسية خارج العاصمة كابل الخاضعة لسيطرة الحكومة المركزية المعزولة في البلاد، ما أدى إلى فصل العاصمة عن الشرق. وفي سياق متصل، ذكرت وزارة الخارجية الأوزبكية الأحد أن 84 عسكريا أفغانيا عبروا الحدود إلى أوزبكستان طالبين المساعدة.