عمره 95 عاما.. أمريكا تسلم حارسًا سابقًا بمعسكرات النازي لألمانيا.. والبرعي: لن يكون العالم مكانا آمنا لمن يعذبون مواطنيهم

نجاد البرعي: ستظل جرائمهم تطاردهم حتى بعد أن يختبئوا عشرات السنوات ولو بلغوا ٩٥ سنة.. فاعتبروا يا أولي الألباب

كتب – أحمد سلامة

أعلن القضاء الألماني، أن الولايات المتحدة سلمت ألمانيًا حارسًا سابقًا في معسكر اعتقال نازي يبلغ من العمر 95 عاما لاتهامه “بالتواطؤ في القتل” بسبب طبيعة عمله في فترة النازية.

ووصل الألماني فريدريش كارل ب. الذي غادر ولاية تينيسي الأمريكية على متن طائرة طبية، مطار فرانكفورت في ألمانيا، حيث يتعين الآن استجوابه من قبل المحققين وخاصة لمعرفة ما إذا كان يريد “التحدث حول هذه الحقائق”، وفق ما ذكر متحدث باسم مكتب المدعي العام في مدينة تسيله لوكالة فرانس برس.

وكانت المحكمة الأمريكية المتخصصة في قضايا الهجرة قد قررت في مارس ترحيله إلى ألمانيا “لأنه خدم طواعية كحارس مسلح في معسكر اعتقال شهد عمليات اضطهاد”.

وعلّق المحامي الحقوقي، نجاد البرعي، على الخبر قائلا “هذا الخبر مهم للغاية، مجرد حارس في أحد معسكرات التعذيب النازية، فر بعد سقوط ألمانيا إلى الولايات المتحدة الأمريكية.. وبعد ٦٢ عاما.. وبعد أن أصبح سنه ٩٥ سنة، قامت أمريكا بتسليمه إلى ألمانيا ليخضع للمحاكمة.. لن يكون العالم أبدًا مكانا أمنا لمن يعذبون مواطنيهم.. سواء بدوافع انتقامية أو بحجة الدفاع عن الأمن القومي”.

وأضاف “ستظل جرائمهم تطاردهم حتى بعد أن يختبئوا عشرات السنوات وحتى بعد أن يبلغوا ٩٥ سنة.. الظلم مهما طال عهده فمآله إلى زوال.. فاعتبروا يا أولي الألباب”.

وذكرت مجلة “دير شبيجل” أن فريدريش كارل ب. أقر خلال جلسات التحقيق في الولايات المتحدة أنه كان لبعض الوقت في عام 1945 حارسا في معسكر نوينجامي بالقرب من هامبورج (شمالي ألمانيا). إلا أنه قال إنه لم يكن على علم بتعرض السجناء لمعاملة سيئة أو بحدوث وفيات بين المعتقلين، مؤكدًا أنه كان ينفذ الأوامر فقط.

ووفقا لـ”دويتش فيلا” فقد انتقل فريدريش كارل ب. للإقامة في تينيسي الأمريكية في 1959 وعاش هناك لسنوات عديدة من دون أن يعرف أحد شيئاً عن ماضيه. وبدأ المحققون في البحث عنه بعد العثور على وثائق تعود إلى الحقبة النازية في سفينة غارقة في بحر البلطيق.

ويشتبه القضاء الأمريكي في تورطه في قتل سجناء عندما كان حارسا في مجمع معسكرات الاعتقال في نوينجامي وفي أحد معسكراته الخارجية بالقرب من ميبين في ألمانيا، لا سيما خلال عملية إخلاء في مارس 1945.

واعتبرت القاضية الأمريكية ريبيكا هولت في مارس، أن هذه المعسكرات لم تكن أماكن إبادة إلا أن المعتقلين عاشوا فيها في ظروف “مروعة” وأجبروا على العمل “حتى ماتوا من التعب”.

ووضعت الحكومة الأمريكية في عام 1979 برنامجًا مخصصًا للبحث عن النازيين السابقين المقيمين في الولايات المتحدة وطردهم. في هذا السياق تم منذ ذلك الحين طرد 68 شخصا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *