على غرار التجارب النازية.. عالم يقترح إصابة متطوعين عمدا بكورونا لبناء “مناعة القطيع”
محمود هاشم
اقترح عالم في الكيمياء الحيوية وأستاذ في جامعة تورنتو، في ورقة بحثية نشرت على موقع مختبر أبحاث السرطان، إنشاء مستشفيات خاصة، حيث يمكن أن يصاب المتطوعون عمدا بجرعات منخفضة من فيروس كورونا.
ويقول الفثيريوس ديامانديس، إن فكرته قد تبدو “مجنونة” للبعض، إلا أنها من شأنها أن تساعد على بناء مناعة قطيع واقية، أو التوصل إلى لقاح متاح للعلاج من الفيروس بحسب تعبيره.
وقارت أحد الخبرا اقتراح ديامانديس بالتجارب الطبية في المعتقلات النازية، إلا أن الفكرة التي وصفت بالاستفزازية حصلت على دعم بطيء، في الوقت الذي يبحث العالم عن أي وسيلة للهروب من عمليات الإغلاق المدمرة للاقتصاد، مع الحفاظ على سلامة المواطنين من الفيروس.
واستشهد رئيس وزراء كيبيك فرانسوا ليجولت، بمفهوم حصانة القطيع، قائلاً إن العلم يشير إلى أنه سيكون من الخطأ إبقاء المقاطعة في حالة إغلاق لشهور قادمة، وأضاف: “إذا بقي الجميع في المنزل لن يتم تطعيم أحد”.
وجندت مجموعة أمريكية أكثر من 2000 متطوع على استعداد للإصابة بفيروس كورونا كوسيلة لاختبار اللقاحات المحتملة بسرعة أكبر.
وذهب عدد من الأطباء والأكاديميين إلى أبعد من ذلك، بالعمل على إصابة العاملين الصحيين وغيرهم طوعًا لإنشاء جيش طبي مناعي محتمل، أو السيطرة على الوباء بشكل أفضل.
وهذا الاقتراح من شأنه أن يعيد إحياء تكتيك قديم يسمى variolation، حيث يعطى الناس جرعة محدودة من الجدري في محاولة لتجنب عدوى أكثر تدميرا.
وقال ديامانديس: “تبدو الفكرة مجنونة، لكن العزلة تترك المليارات دون حصانة، وفي نهاية المطاف يجب أن نحصل على الحصانة بطريقة أو بأخرى”.
في الوقت ذاته، حذر علماء من أن الاقتراح سينتهك المبادئ الأخلاقية الأساسية للطب والبحوث – سواء تم إعطاء شخص لقاحًا أولاً أم لا، وقال مايكل هوتون، اختصاصي الفيروسات في جامعة ألبرتا، الذي يطور لقاح فيروس كورونا بموجب منحة حكومية اتحادية: “إن إصابة الناس لبناء مناعة القطيع خطأ – فأنت تفعل ذلك بلقاح ، وليس بالفيروس”.