علاجات كورونا.. 2 مليار دولار لـ100 مليون جرعة مجانية للأمريكيين.. و”الصحة العالمية”: لا استخدام للقاحات قبل 2021
قالت شركتا فايزر للدواء الأمريكية وبايو.إن.تك الألمانية للتكنولوجيا الحيوية، أمس، إنهما ستحصلان على 1.95 مليار دولار من الحكومة الأمريكية لإنتاج وتسليم 100 مليون جرعة من لقاحهما المقترح لمرض كوفيد-19.
وقالت وزارة الصحة والخدمات الإنسانية ووزارة الدفاع، إن الاتفاق يسمح للحكومة الأمريكية بالحصول على 500 مليون جرعة إضافية.
ووافقت إدارة الرئيس دونالد ترامب على إنفاق مليارات الدولارات لتطوير وشراء لقاح محتمل. وأطلقت الحكومة “عملية الإنجاز السريع”، وهو برنامج مشترك بين الوزارتين لتسريع تصنيع اللقاحات والأدوية ووسائل تشخيص الإصابة بفيروس كورونا.
وقالت فايزر وبيونتيك اللتان تطوران العقار بشكل مشترك، في بيانين إن الشعب الأمريكي سيحصل على اللقاح المستقبلي “مجانا” تماشيا مع التزام إدارة الرئيس دونالد ترامب.
وقالت متحدثة باسم شركة بيونتك لوكالة فرانس برس، إن هناك حاجة لتناول جرعتين من اللقاح، على أن يتلقى الشخص جرعة ثانية معززة بعد سبعة ايام من الحقنة الاولى.
ويفترض أن تبدأ حاليا مرحلة التجربة السريرية واسعة النطاق للقاح التجريبي والتي ستجرى في البرازيل والأرجنتين.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة بيونتيك أوغور شاهين، في بيان “نخوض أيضا مناقشات متقدمة مع العديد من الحكومات الأخرى ونأمل في الإعلان عن اتفاقيات تسليم إضافية قريبا”.
وينتج اللقاح التجريبي الذي يحمل اسم “بي.إن.تي162.بي1” استجابات مضادة على الأقل بنفس المستويات الموجودة في الأمصال المسحوبة من دم المرضى المتعافين من الفيروس، إنما بجرعات أقل، وفق شاهين.
وسجلت البيانات الأولية بعد فترة تجريبية مسماة 1/2 تهدف إلى إثبات أن اللقاح غير سام ويفعل استجابة لجهاز المناعة تجهز الجسم للتصدي للفيروس.
وشارك 45 شخصا تتراوح أعمارهم بين 18 و55 عاما في الاختبارات التجريبية، تلقوا بغالبيتهم جرعتين بفارق 21 يوما.
وجاء في دارسة منشورة حول هذه الاختبارات التجريبية أن عددا كبيرا نسبيا من المشاركين أصيبوا بارتفاع في الحرارة، لكن هذا الأمر لا يعد مفاجئا ولا يشكل حجر عثرة.
ورأى بيل جيتس، مؤسسة شركة مايكروسوفت، أن الحماية الكاملة من عدوى النسخة الجديدة من الفيروس التاجي، ستتأتى بحقن عدة جرعات من اللقاح المحتمل.
وفي مقابلة مع شبكة “سي بي إس”، قال الملياردير الذي يمول مشاريع، وخاصة في المجال الطبي: لا يبدو أن أيا من اللقاحات في الوقت الحالي سيعمل بإدخال جرعة واحدة. لقد كان منذ البداية مجرد أمل”.
وتحدث جيتس، الذي تبرع لمكافحة العدوى بمبلغ 300 مليون دولار، عن ضرورة جهود عالمية لنشر اللقاح في جميع أنحاء العالم، مضيفا قوله: “إذا كنت تطمح إلى منع انتقال العدوى تماما، فأنت بحاجة إلى الوصول إلى 70-80% من السكان على مستوى العالم. هذه أعداد كبيرة بشكل لا يصدق”.
وأقر جيتس، الذي كان حذر من خطر تفشي وباء منذ عام 2015، بأنه “سيكون هناك الكثير من الشكوك” حول فعالية أي لقاح، لكنه شدد على أن اللقاح “سيتحسن بمرور الوقت”.
كما انتقد الملياردير الأمريكي الشهير التصريحات التي أدلى بها الرئيس دونالد ترامب والقائلة إن معدل الوفيات من جراء الفيروس التاجي في الولايات المتحدة أدنى مقارنة بالدول الأخرى، وأكد جيتس أن ” الولايات المتحدة في جميع النواحي تقريبا، من بين الأسوأ”.
وقال مايك رايان، المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ في منظمة الصحة العالمية، أمس الأربعاء، إن الباحثين يحرزون تقدما كبيرا في تطوير لقاحات لمنع الإصابة بكورونا، مع دخول عدد قليل منها تجارب المرحلة الأخيرة، لكنه أضاف أن “من غير الممكن توقع بدء استخدامها قبل أوائل عام 2021”.
وتابع رايان في مناسبة عامة على وسائل التواصل الاجتماعي “بحكم الواقع، سيحل الجزء الأول من العام القادم قبل أن يحصل الناس على اللقاح”.
وتتسابق المختبرات في أنحاء العالم للتوصل إلى لقاح يساعد في وضع حد لأسوأ أزمة صحية خلال أكثر من قرن. ويتم تطوير أكثر من 200 لقاح تجريبي، نحو 24 منها وصلت الى مرحلة التجارب السريرية على البشر.
وقال ريان “نحن نحرز تقدما جيدا”، مشيرا إلى أن العديد من اللقاحات الآن في المرحلة الثالثة من التجارب، ولم يفشل أي منها حتى الآن، من حيث السلامة أو القدرة على توليد استجابة مناعية.
وأوضح أن منظمة الصحة العالمية تعمل على ضمان التوزيع العادل للقاحات “لكن في الوقت نفسه من المهم كبح انتشار الفيروس”، وأضاف “يجب أن نكون منصفين… اللقاحات لهذه الجائحة ليست للأثرياء وليست للفقراء وإنما للجميع”.
كما حذر ريان المدارس من أجل توخي الحذر بشأن إعادة فتح أبوابها، حتى تتم السيطرة على عملية انتقال فيروس كوفيد-19 داخل المجتمع. وتشهد أمريكا تشهد نقاشا حادا حول إعادة فتح أبواب المؤسسات التعليمية، رغم أن الجائحة تعصف بعدد كبير من الولايات.
وهناك ما مجموعه 23 مشروعا على لقاحات لكوفيد-19 بدأت اختبارات اكلينيكية على البشر، وفق جامعة لندن للنظافة الشخصية والطب الاستوائي. وانتقل العديد من تلك اللقاحات التجريبية للمرحلة الثانية أو الثالثة ما يعني أنه تم حقنها في آلاف بل حتى عشرات آلاف المتطوعين.
وبين اللقاحات التي باتت في مراحل تطوير متقدمة لقاح لشركة موديرنا الأمريكية للتكنولوجيا الحيوية، ولقاح لجامعة أكسفورد بالتعاون مع مؤسسة أسترازينيكا البريطانية السويدية، وكذلك العديد من المشاريع الصينية. وبين الأخيرة لقاح تطوره شركة كانسينو للتكنولوجيا الحيوية حصل على الموافقة لبدء استخدامه في صفوف الجيش الصيني.