علاجات كورونا| تسعير منتجين مصريين.. وروسيا تعلن جاهزية أول لقاح.. ونتائج غير مسبوقة لـ”أكسفورد” البريطاني
محمود هاشم
ما يزال التسابق نحو إيجاد علاجات من فيروس كورونا المستجد محموما بين شركات الدواء المحلية والعالمية، وسط آمال بقرب الإعلان عن أحدها قبل نهاية العام الحالي، فيما ما يزال الفيروس يواصل انتشاره في العالم، حيث قاربت عدد الإصابات به حتى صباح يوم الثلاثاء 14.9 مليون إصابة على مستوى العالم، فيما تجاوزت الوفيات 610 آلاف حالة.
وأعلنت شركة العاشر من رمضان للصناعات الدوائية والمستحضرات التشخيصية “راميدا”، حصولها على إخطار هيئة الدواء المصرية بشأن تسعير منتجها الجديد “أنفيزايرام”، المعتمد ضمن بروتوكول علاج فيروس كورونا المستجد، في روسيا والصين والهند.
وأوضح بيان للشركة أن الدواء يحتوى على المادة الفعالة “فافيبرافير”، وتقرر طرحه بسعر 1260 جنيه للعبوة، التي تحتوى على 40 قرصا.
كما حصلت الشركة على إخطار هيئة الدواء المصرية، بشأن تسعير منتجها الجديد “ريمديسيفير- أمبولات” للحقن الوريدي، لاستخدامها في علاج المرضى المصابين بالفيروس، تحت العلامة التجارية (ريمديسيفير-راميدا) في صورة بوردة مجففة مخصصة للحقن الوريدي بسعر 680 جنيه للأمبول.
وقال النائب الأول لوزير الدفاع الروسي روسلان تساليكوف، إن أول لقاح روسي ضد كوفيد-19، الذي شارك في تصميمه وإنتاجه مختصون عسكريون وعلماء من مركز “غيمالي” للبحوث، بات جاهزا.
وأضاف تساليكوف، في حديث صحفي: “قام المختصون العسكريون والعلماء، بإجراء التقييمات النهائية لنتائج اختبار اللقاح الجديد.
وبات جميع المتطوعين الذين شاركوا في اختبار اللقاح بصحة جيدة، وقد حصلوا على المناعة ضد الفيروس. وبهذا يمكن القول إن أول لقاح محلي ضد الإصابة بعدوى كوفيد-19، بات جاهزا.
قبل ذلك، ذكر المكتب الصحفي لوزارة الدفاع، أنه تم تقديم وثائق تسجيل اللقاح المذكور، إلى وزارة الصحة الروسية في 30 يونيو الماضي. وبعد الحصول على الترخيص، بدأت الاختبارات السريرية للقاح السائل والجاف، الذي صممه مركز “غيمالي” بالتعاون مع “معهد البحوث العلمي المركزي رقم 48” التابع لوزارة الدفاع، ويوم أمس أعلنت الوزارة، عن اكتمال مرحلة التجارب السريرية على اللقاح بنجاح.
وقال مدير عام الصندوق الروسي للاستثمارات المباشرة كيريل دميترييف، إن روسيا قد تبدأ في إنتاج لقاح ضد فيروس كورونا المستجد، بشكل تجاري في شهر أغسطس المقبل.
وأضاف في مقابلة صحفية نشرت اليوم الثلاثاء: “لقد تم الانتهاء من المرحلة الأولى من الاختبارات بنجاح، وستنجز المرحلة الثانية بحلول 3 أغسطس. وبعد ذلك، ستبدأ المرحلة الثالثة من الاختبارات في روسيا وفي عدة دول في وقت واحد. ونتوقع الحصول على موافقة الجهات التنظيمية الصحية الروسية في أغسطس، وبعد ذلك مباشرة نخطط لبدء الإنتاج الضخم”.
وتابع دميترييف القول: “نتوقع الحصول على موافقة الدول الأخرى في سبتمبر، وسيتم إنتاج 30 مليون جرعة من اللقاح في روسيا، في حيت تصل الحاجة إلى 40-50 مليون جرعة، وإجماليا مع الدول الشريكة – 200 مليون جرعة”.
وأضاف رئيس الصندوق الروسي، أن المرحلة الثالثة من التجارب السريرية للقاح ستجرى في الشرق الأوسط، بما في ذلك على 100 شخص في الإمارات وتركيا وإفريقيا وبلدان أخرى.
وقال دميترييف، “إن الإنتاج الضخم لهذا اللقاح، سيكون قادرا على وقف الموجة الثانية المحتملة لهذا الوباء. أولا وقبل كل شيء، سوف نغطي الطلب على اللقاح في روسيا”.
ووفقا لحسابات الصندوق، سيتم إنتاج أكثر من 3 مليارات جرعة من هذه اللقاحات في عام 2021، “مما سيسمح للعالم بمحاربة الفيروس التاجي بشكل فعال”.
قال السفير الصيني لدى جمهورية الكونغو، إنه تم اعتماد لقاح صيني لمكافحة فيروس كورونا إلا أن استخدامه يقتصر في الوقت الحالي على العسكريين فقط.
وأضاف السفير الصيني -في مؤتمر صحفي عقده في برازافيل ونقلته إذاعة الكونغو اليوم الثلاثاء؛ لتسليط الضوء على جهود بلاده في مكافحة فيروس كورونا- أنه تم اختيار 19 لقاحا لاختبارها من بين 100 لقاح على مستوى العالم لمكافحة الفيروس، من بينها 8 لقاحات صينية المنشأ، موضحا أن 4 منها في المراحل النهائية لاعتمادها.
وأوضح أن جهود مكافحة الوباء يجب أن تكون عالمية، لأنه لا يمكن لأي بلد أن يحقق نصرا وحده، لافتا إلى أن الصين بوجه عام في طريقها للفوز على فيروس (كوفيدـ19)، ولكن يجب دائما اليقظة وتوخي الحذر لاحتواء الوباء.
وعن التعاون الصيني الإفريقي، أكد الدبلوماسي الصيني إرادة والتزام بلاده بالوقوف دائما إلى جانب شركائها، ومن بينها الكونغو التي لم تتوقف عن دعمها في وباء كورونا، مشيرا إلى أن الحكومة الصينية رغم إغلاق الحدود مازالت تعمل على مواصلة بعض المشروعات ذات الأولوية والتي بدأتها في الكونغو قبل تفشي هذا الوباء.
وأكد أن الصين تبذل قصارى جهدها لنقل المعدات الطبية والمواد التي تطلبها الحكومة الكونغولية من شركتين صينيتين كبيرتين إلى برزافيل، لافتا إلى أن السفارة الصينية تدعم وسائل الإعلام الكونغولية بأقنعة واقية وأجهزة كمبيوتر وطابعات وماسحات ضوئية ومعدات تبريد للمكاتب.
وأظهرت تجارب جامعة أكسفورد البريطانية الخاصة بتطوير لقاح لمكافحة فيروس كورونا أن اللقاح آمن وأنه تمكن من تنشيط جهاز المناعة.
وأظهرت التجارب، التي أجريت على 1077 شخصا أن اللقاح أدى إلى توليد أجسام مضادة، وخلايا من نوع (تي) تستطيع مكافحة الفيروس.
وتبدو النتائج واعدة بدرجة كبيرة، ولكن لا يزال الوقت مبكرا لمعرفة إن كان هذا كافيا لحماية الجسم، كما أنه لا تزال تجرَى تجارب على نطاق أوسع، وطلبت بريطانيا 100 مليون جرعة بالفعل.
ويطور اللقاح، الذي يعرف بـ”ChAdOx1 nCoV-19″ بسرعة غير مسبوقة، وهو يتكون من فيروس مولد جينيا، يتسبب في إصابة الشمبانزي بنوبات البرد المعتادة، وعدّل هذا الفيروس كثيرا حتى لا يؤدي إلى إصابة الأشخاص بالعدوى، وحتى “يبدو” أشبه بفيروس كورونا.
وتمكن العلماء من التوصل إلى ذلك بواسطة نقل التعليمات الجينية الخاصة ببروتين فيروس كورونا، وهو الأداة المهمة التي يستخدمها الفيروس لاقتحام خلايانا، إلى اللقاح الذي يطورونه، ويعني هذا أن اللقاح يماثل فيروس كورونا، وأن جهاز المناعة في الجسم يستطيع تعلم مهاجمته.
واستجابت أجهزة مناعة 90% ممن أجريت عليهم التجارب بتوليد أجسام مضادة بعد جرعة واحدة من اللقاح. وتلقى 10 أشخاص فقط جرعتين حتى تستجيب أجسامهم للقاح.
ولم يؤد اللقاح إلى حدوث أعراض جانبية خطيرة، لكن حوالي 70 % ممن شاركوا في التجارب عانوا من ارتفاع في درجة الحرارة، ومن الصداع، ويقول الباحثون إن هذه الأعراض يمكن علاجها بتناول أقراص الباراسيتامول.
ووسع نطاق التجارب أيضا ليشمل بلدانا أخرى، لأن مستويات فيروس كورونا في بريطانيا منخفضة، ومن الصعب معها معرفة مدى فعالية اللقاح.
وستجرى تجارب أكبر يشارك فيها 30 ألف شخص في الولايات المتحدة، و2000 شخص في جنوب إفريقيا، و5000 شخص في البرازيل.
وهناك دعوات أيضا إلى إجراء “تجارب تحدٍ” يُعرّض فيها المشاركون الذين أعطوا اللقاح، إلى العدوى عمدا بفيروس كورونا. ولكن هناك مخاوف أخلاقية من تنفيذ تلك الخطوة بسبب عدم وجود علاج.