علاجات كورونا| بريطانيا أول بلد يمنح الترخيص لـ”فايزر”.. وحملة تلقيح عامة بفرنسا في ربيع 2021.. وموديرنا: لقاحنا فعال بنسبة 100%
أفاد المتحدّث باسم وزارة الصحة البريطانية الأربعاء بأن المملكة المتحدة أصبحت البلد الأول في العالم الذي يمنح الترخيص للقاح الشركة الأمريكية فايزر والمختبر الألماني بايونتيك المضاد لكوفيد-19، على أن يصبح متوفرا اعتبارا “من الأسبوع المقبل”..
وقال المتحدّث “وافقت الحكومة اليوم (الأربعاء) على توصية الوكالة المستقلة لتنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية، بالتصريح باستخدام لقاح فايزر/بايونتيك المضاد لكوفيد”، مشيراً إلى أن “اللقاح سوف يصبح متوفراَ في كل أنحاء المملكة المتحدة اعتبارا من الأسبوع المقبل”.
ورحّب وزير الصحة مات هانكوك بتغريدة بهذه الخطوة قائلاً “المملكة المتحدة أول بلد في العالم سيمتلك لقاحا معتمدا سريريا”، وفقا لـ”فرانس برس”.
وأوضح المتحدث باسم وزارة الصحة أن الضوء الأخضر منح “بعد أشهر من تجارب سريرية دقيقة وتحليل معمق للبيانات من جانب خبراء وكالة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية، الذين استنتجوا أن اللقاح يلبي معاييرهم الصارمة للسلامة والنوعية والفعالية”.
ورحب رئيس مختبرات فايزر ألبرت بورلا من جهته في بيان بالسماح باستخدام اللقاح في المملكة المتحدة واصفا ذلك بأنه “لحظة تاريخية”. وأظهرت نتائج تجارب واسعة لهذا اللقاح فعالية بنسبة 95%. وقال هانكوك إن “نظام الرعاية الصحية جاهز للبدء بالتلقيح اعتبارا من مطلع الأسبوع المقبل”، وستكون الأولوية في التلقيح لنزلاء دور رعاية المسنين والعاملين في المجال الصحي والمتقدمين في السن وأكثر الأشخاص ضعفا.
من جهتها، أعلنت وكالة الأدوية الأوروبية الاثنين أنها ستعقد اجتماعاً استثنائيا في 29 ديسمبر/كانون الأول “على أبعد تقدير” من أجل اتخاذ قرار بشأن الترخيص للقاح فايزر/بايونتيك.
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الثلاثاء إن بلاده تحضر لحملة تلقيح عامة في البلاد ضد فيروس كورونا “بين نيسان/أبريل وحزيران/يونيو”، بعد حملة أولى تخصص للأشخاص الأكثر ضعفا.
وقال ماكرون في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء البلجيكي ألكسندر دو كرو إن الحملة “لن تكون عبارة عن استراتيجية تلقيح إلزامي بل استراتيجية مبنية على القناعة والشفافية”.
وتابع ماكرون إنه يتوقع حملة أولى في بداية 2021 “لأشخاص محددين، مع أول دفعة من اللقاحات المنتجة”، بحسب الجرعات التي ستحصل عليها فرنسا، تليها “حملة أخرى بين نيسان/أبريل وحزيران/يونيو تكون على نطاق أوسع وعام، وتهدف إلى تلقيح أكبر عدد من الأشخاص”.
وتبدأ المرحلة الأولى من التلقيح “في أسرع وقت”، بعد منح السلطات الصحية الأوروبية الترخيص للقاحات المتوقع أواخر كانون الأول/ديسمبر ومطلع كانون الثاني/يناير.
وتابع ماكرون أن المرحلة الأولى ستتم عبر “لقاحات تتطلب شروط تخزين وشروطاً لوجستية معقدة، عند 80 أو 20 درجة تحت الصفر في هذه المرحلة، وسنقوم بحفظها للسكان الأكثر حساسية”.
وتم حجز الجرعات على مستوى المفوضية الأوروبية كما ذكّر ماكرون، فيما تعتمد “صيغة توزيعها بين الدول على عدد السكان”، من أجل تفادي “سباق يأتي بنتائج عكسية”.
وسيجري تخصيص وإنتاج وشحن الجرعات في إطار استراتيجية أوروبية، ثم ستحدد استراتيجية التلقيح على المستوى الوطني من جانب كل دولة عضو، وفق ماكرون.
ومن جهته، قال دو كرو “لن تكون هناك معركة بين الدول الأوروبية” بفضل هذه الآلية، لكن “تلقيح مئات ملايين الأوروبيين” سيتطلب “أشهراً”.
وأوصت السلطات الصحية الفرنسية الإثنين بإعطاء أولوية التلقيح للمقيمين في دور الرعاية، محددة بذلك نقطة انطلاق حملة حساسة للحكومة التي عليها إقناع العديد من المشككين باللقاحات في فرنسا بأخذ لقاح فيروس كورونا المستجد، وضمان استراتيجية خالية من الثغر.
ويبلغ عدد الوفيات الإجمالي في فرنسا منذ ظهور الوباء في آذار/مارس 52 ألفاً، 16 ألفاً منهم في دور الرعاية التي دفعت ثمن وباء كوفيد-19 غالياً، و أعلنت شركة موديرنا الأمريكية أن لقاحها لمواجهة فايروس كورونا فعال بنسبة 100% في المرحلة الثالثة من التجارب السريرية.
وأظهرت النتائج الجديدة التي شملت أكثر من 30 ألف مشارك، أن اللقاح فعال بنسبة 100% في الوقاية من مخاطر لقاح كورونا الشديدة وبنسبة 94% في الوقاية من المرض على نطاق أوسع.
وتقول الشركة إن النتائج متسقة عبر مختلف الديموغرافيات، بما في ذلك العمر والجنس والعرق، وأضافت الشركة أنه لم يتم تحديد مخاوف جدية تتعلق بالسلامة، إذ اقتصرت الآثار الجانبية على آلام موقع الحقن والصداع والتعب.
وذكرت موديرنا أنها، وبعد جمع بيانات السلامة المطلوبة لمدة شهرين، ستتقدم بطلب للحصول على إذن استخدام طارئ من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، إضافة إلى الحصول على ترخيص تسويق مشروط من وكالة الأدوية الأوروبية، وأبلغت الشركة إدارة الغذاء والدواء أنها ستجتمع للنظر في اللقاح في 17 ديسمبر.
وتتوقع موديرنا تجهيز 20 مليون جرعة لشحنها إلى الولايات المتحدة بحلول نهاية عام 2020، وهو عدد كافٍ لتحصين 10 ملايين شخص لأن اللقاح يتطلب جرعتين. وتقول الشركة إنها في طريقها لتصنيع ما بين 500 مليون إلى مليار جرعة على مستوى العالم في عام 2021.
وفي حديثه عن النتائج، أكد الرئيس التنفيذي ستيفان بانسل معدل نجاح اللقاح المرتفع، خصوصا قدرته على الوقاية من الأمراض الشديدة. وقال: «نعتقد أن لقاحنا سيوفر أداة جديدة وقوية قد تغير مسار هذا الوباء وتساعد في الوقاية من الأمراض الشديدة، ومعدلات الوفاة».
ويعتبر إعلان موديرنا يوم الاثنين مهما لعدد من الأسباب. قبل كل شيء، هو لقاح آخر مثبت يتجه نحو الحصول على إذن سيساعد في معالجة كورونا الذي أصاب وقتل ملايين الأشخاص حول العالم. وبهذه الطريقة، يعد اللقاح واعدًا أكثر من اللقاح المرشح من شركة فايزر وبيونتك، والذي تم تقديمه أيضًا للموافقة التنظيمية بعد نتائج التجارب الواعدة، إذ يتطلب متطلبات تخزين أقل إرهاقا.