علاء عبدالفتاح يواصل إضرابه عن الطعام لليوم الـ57.. ومنى سيف تطالب بالإفراج عنه بموجب قانون 2014
منى سيف تطالب النيابة كـ«طرف محايد» بتحري أمر إضراب علاء وتؤكد: سلكنا كل المسارات القانونية المتاحة على مدار أكثر من سنتين دون جدوى
علاء عبدالفتاح في خطاب من محبسه: إضرابي مستمر وقررت استلهام صيامات غاندي.. ومتمسك بمطالبي التي تنتصر للعدالة
واصل الناشط السياسي علاء عبد الفتاح، إضرابه عن الطعام لليوم الـ57 منذ بدايته أبريل الماضي داخل محبسه، فيما تتواصل المطالبات بالإفراج عنه.
وقالت منى سيف، شقيقة علاء في تصريحات عبر برنامج “بتوقيت القاهرة” على قناة “التلفزيون العربي”، مساء الجمعة، النيابة العامة أن تتحرى من موضوع إضراب علاء عن الطعام بحكم أنها طرف محايد وممثل للشعب.
وقالت منى إنهم سلكوا كل المسارات القانونية المتاحة في مصر للإفراج عن علاء على مدار أكثر من سنتين دون جدوى.
وشددت منى على أن كون علاء مزدوج الجنسية فهناك مسؤولية على الحكومتين المصرية والبريطانية بحمايته وضمان حقوقه وسلامته.
وأوضحت أنهم يطالبون بتطبيق القانون رقم 140 لسنة 2014 والذى يجيز إطلاق سلاح مزدوجي الجنسية، لافتة إلى ذلك هو “المخرج الوحيد” للإفراج عن علاء هو تنازله عن الجنسية المصرية وهذا يتطلب قبول الدولة المصرية لإنهاء هذا الملف.
وقالت منى سيف، إنهم يطالبون منذ اللحظة الأولى للقبض على شقيقها بالالتزام بتطبيق القانون المصري “قبل ما نتكلم عن القانون الدولي والمعاهدات الدولية” ونحن منتظرين زيارة القنصلية منذ شهر ديسمبر الماضي، لافتة إلى أنه حتى الآن السفير والقنصلية البريطانية قدموا 3 طلبات للزيارة ولم تتحقق”
ونقلت الدكتورة ليلى سويف، خطابا من نجلها الناشط والمدون علاء عبدالفتاح، إلى عائلته، من محبسه في سجن وادي النطرون، في أثناء زيارتها له الخميس، والتي أعلن فيها استمرار إضرابه عن الطعام داخل محبسه.
وقال علاء في خطابه، الذي نشرته الدكتورة ليلى سويف، اليوم الجمعة: “الإضراب مستمر طبعا، وطبعا لم يثبت ولا اتعمل محضر، وأصلا مش عارف أتمسك بموقف رفض استلام التعيين بسبب دورة العمل اللي مافيهاش فتح باب، لذلك اتخذت قرار أريدكم أن تعينوني عليه، أنا قررت أني انتقل من الاستلهام من إضرابات الأسرى الفلسطينيين إلى استلهام صيامات مولانا غاندي”.
وأضاف: “السجون تبنى على الكذب، لذلك التصريح الرسمي بأني بأتناول 3 وجبات يوميا رغم أن التعيين وجبتين فقط هو الحقيقة الميري الوحيدة، وأني أدخل في صدام من أجل إثبات موقفي في دفتر أحوال، أو على يد نيابة أنا أصلا مختصمه، أمر عبثي”.
وتابع علاء: “هم كذابين ولا يتصوروا أن فيه ناس عكسهم يتحروا الصدق كقيمة، ويوجعهم ضميرهم متى حادوا عنها عمدا أو سهوا، ولكن في النهاية أنا تحت الكاميرات 24 ساعة، وهم قادرين على رصد أنا باكل إيه، وأتحدى انهم يطلعوا لقطة واحدة باكل فيها لحمة ولا فراخ ولا بطاطس ولا رز ولا عيش ولا لوبيا …الخ”.
وأوضح: “ما يهمني هو الناس الصادقة اللي مصدقة نضالي، أنا ماعرفش سكري ولا ضغطي ولا أعرف وزني قبل الإضراب ولا دلوقت، لكن أقدر فقط أحسب استهلاكي من السعرات الحرارية، وأقدره بـ 100 كيلو كالوري في اليوم مصدرهم أساسا اللبن خالي الدسم والبيبسي الدايت ومعلقة عسل على كل كوباية شاي، وفي العادي الواحد بيستهلك 2000 كيلو كالوري يوميا”.
وتساءل عبدالفتاح: “ماعرفش الواحد ممكن يعيش قد إيه على %5 من السعرات، والحقيقة أنا مش عايز أقارن بالعادي، حيث أننا في زمن جوع وانفلات أسعار، أحب أعرف الجائعين في مصر والعايشين في الفقر المدقع متوسط استهلاكهم من السعرات قد إيه؟”.
واستكمل: “أما في مسألة صحتي فكل ما أملكه هو الدعاء اللهم أحيني ما علمت الحياة زيادة لي في كل خير، وأمتني ما علمت الموت راحة لي من كل شر، التعيين بيدخل والزملاء بياكلوا نصيبي وأنا مستريح لهذا بل ويسعدني، وإضرابي مستمر ومتمسك بمطالبي التي تنتصر للعدالة مهما تشوهت المعاني والقيم”.
كانت مفوضة شئون حقوق الإنسان الألمانية لويزا امتسبرج، عبرت عن قلقها حيال الحالة الصحية للناشط السياسي علاء عبد الفتاح، المضرب عن الطعام في محبسه منذ عشرات الآن لحين تحقيق طلباته.
وقالت لويزا، في تصريح نشرته السفارة الألمانية في القاهرة: “نحن نشارك القلق حول الحالة الصحية لعلاء عبد الفتاح في اليوم الخامس والخمسين لإضرابه عن الطعام”، وأضافت لويزا: “إن حالته وحالة محاميه المحتجز أيضاً محمد الباقر ليستا حالات فردية”.
وكانت روزي دياز، المتحدثة باسم الحكومة البريطانية للشرق الأوسط، قد قالت في وقت سابق “نسعى بشكل عاجل للوصول القنصلي إلى علاء عبد الفتاح، ونحاول في القضية على أعلى مستوى”.
ونقل عبد الفتاح الأسبوع الماضي إلى مجمع سجون وادي النطرون، بحسب ما أعلنته وزارة الداخلية بناء على طلبات تقدم بها المجلس القومي لحقوق الإنسان ورئيسته السفيرة مشيرة خطاب.
وفي زيارة سابقة له، قالت الدكتورة ليلى سويف، والدة علاء عبد الفتاح، إن الظروف المحبوس فيها حاليا تبدو أفضل من السجن الذي كان فيه سابقا، وتم توقيع الكشف الطبي والفحص أثناء دخوله، ولكنه مازال مستمرا في إضرابه عن الطعام.
وقال علاء في رسالة مؤخرا: “أنا في السجن سعيًا من السلطة لأن تجعل منا عبرة. فلنكن عبرة إذن ولكن بإرادتنا. الحرب ضد المعنى لم تُحسم بعد في باقي العالم. لنكن عبرة لا فزاعة، لنتواصل مع العالم مجددًا، لا للاستغاثة ولا للبكاء على أطلال أو لبن مسكوب وإنما لاستنباط دروس وتلخيص خبرات وتكثيف مشاهدات عساها تفيد المناضلين في زمن ما بعد الحقيقة”.
وتقدمت أسرته ببلاغات في هذا الشأن، حيث قالت والدته الدكتورة ليلى سويف: “تقدمنا ببلاغ جديد للنائب العام قيد برقم ١٨١٣٦ لسنة ٢٠٢٢ عرائض النائب العام نبلغ إن علاء مستمر في الإضراب، للاستماع لأقواله كمبلغ، وتوفير الرعاية الطبية له، وتقديم تقارير دورية للنيابة عن حالته الصحية أثناء الإضراب”.
وكان المحامي الحقوقي خالد علي تقدم ببلاغ للنائب العام بصفته وكيلا عن علاء للنائب العام قيد برقم ١٦٢٧٠ لسنة ٢٠٢٢ عرائض النائب العام، يبلغه أن علاء مضرب عن الطعام منذ أول يوم رمضان، ورفض استلام المأكولات التي كانت بالزيارة. وطلب البلاغ بالاستماع لأقواله كمبلغ، وتوفير الرعاية الطبية له، وتقديم تقارير دورية للنيابة عن حالته الصحية أثناء الإضراب.
وألقت قوات الأمن القبض على علاء عبد الفتاح في سبتمبر 2019 بالتزامن مع أحداث 20 سبتمبر، وجرى حبسه احتياطيا على ذمة القضية رقم 1365 لسنة 2019 حصر أمن دولة عليا.
وفي ديسمبر 2013، ألقت قوات الأمن القبض على علاء عبد الفتاح وأحيل للتحقيق في القضية التي عرفت إعلاميا باسم “أحداث مجلس الشورى”، والتي قضى على أثرها حكما بالسجن 5 سنوات، لكن هذه القضبة لم تكن الأخيرة في حياة الناشط البارز.