عصام رجب يكتب: ترامب يغطي على فشله
من الغريب في هذه الآونة ووسط الصراع المتصاعد بين فيروس كورونا من ناحية والبشر من ناحية أخرى على وجه الأرض , نجد المناوشات والصراعات الجانبية التي يقوم بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تتوالى نحو جهات أخرى , بدلا من التركيز والإهتمام بمواجهة فيروس كورونا الذي أخذ يتفشى في بلاده وتحت نظره , ظل يلقي الإتهامات على الصين باخفاء حقائق أخرى, وأيضا على منظمة الصحة العالمية لعدم التنبيه مبكرا لخطورة الجائحة , و بدون أي دلائل أو مبررات صائبة , ليشغل الرأي العام العالمي بصفة عامة والأمريكيين بصفة خاصة , ليداري على فشله , ويغطي على الضعف الأمريكي الذي ظهر عاجزا في مواجهة عدو أصغر من نقطة مكتوبة بالقلم , لدرجة أنه لايمكن رؤيته بالعين المجردة .
وإذا عدنا للخلف وبالتحديد يوم 28 يناير أي ما يقرب من ثلاثة شهور , في وقت تفشي فيروس كورونا في الصين , خرج ترامب متباهيا بنفسه وقال للصين : إذا أردتم المساعدة فنحن جاهزون لمساعدتكم في السيطرة على تفشي فيروس كورونا .
وقد كان في ذلك الوقت توجد إصابات قليلة بفيروس كورونا في الولايات المتحدة الأمريكية , ويبدو أن الأمر في البداية قد أخذه الرئيس الأمريكي ترامب بلامبالاة , وعدم التمعن في خطورة فيروس كورونا على بلاده , وحينها كانت التفارير الصينية تتحدث عن فيروس كورونا الخطير والذي تحور عن خصائصه السابقة . .
ولكن بدا ترامب بلا مبالاة ، وكأن فيروس كورونا لايجرؤ على التفشي في أمريكا نظرا لأنها الدولة الكبرى العظمى , بما تقتنيه من كل أنواع الأسلحة المتقدمة والفتاكة .
وفي نفس الوقت نجد أن رؤساء وحكام الدول العربية كانوا أكثر حكمة وفطنة في التعامل مع أزمة فيروس كورونا الخطير بكل ماقدموه من إجراءات احترازية وكل السبل التي أدت للسيطرة على تفشي فيروس كورونا بقدر كبير للمحافظة على حياة شعوبهم , وهو ماعجز عنه ترامب حتى الآن.
ومن ناحية أخرى فإننا على يقين بألا يجب أن تلقي اتهامات بدون دليل , ولكن مايبدو أن ذلك تولد عند ترامب عندما قامت الصين بعد وقعها تحت براثن فيروس كورونا , وبعد أن تراجع لديها كثيرا بعد اجراءاتها الإحترازية لمدة حوالي شهرين , ليس هذا فقط وإنما ظلت تساعد الآخرين بإرسال أدوات ومعدات طبية لدول أخرى مثل إيطاليا , للوقاية من تفشي الفيروس , بينما أمريكا العظمى وقعت فريسة لفيروس كورونا بشكل متسارع وخطير أودى بحياة الآلاف من الأمريكيين , وجعلت كل الولايات المتحدة تعيش في حالة فزع من فيروس كورونا , بل ولاتستطيع أسلحة أمريكا العادية ولا النووية أن تنقذها من ذلك الصغير أو بالأدق من هذا اللاشىء الذي يدعى فيروس كورونا.
وما يدعو للدهشة أيضا أن فيروس كورونا اتجه للعديد من السياسين والمشاهير في مختلف أنحاء العالم , وكأنه جاء يعلم البشرية شيئا ما , فدق ناقوس الخطر بين ربوع الأرض , وسادت حالة الفزع بين كل البشر .
فهل يستيقظ ضمير الظالم ليصحح أوضاعه بالعدل , والطامع ليكبح جماح طمعه , والمحتل ليعيد النظر في احتلاله ويعيد الأرض المغتصبة لأصحابها , والحق الضائع ليعاد لأصحابه , والمخطىء ليصحح أخطاؤه , والسلام ليسود الأرض , والمحبة بين البشر بدلا من الضغائن والدسائس والأحقاد بكل أشكالها .
قد أكون متفائلا أو حالما أن البشر سيدركون المعنى الغير مباشر لغزو فيروس كورونا على الكرة الأرضية , وقد أكون أدركت شيئا ما , من وجهة نظري , ولكن إذا أمعنتم النظر قد تكون نفس الفكرة والبصيرة واحدة , وقد تكون مختلفة , فهيا نضغط على زر التصحيح لتستيقظ الضمائر ونرى ماسيحدث , فقد تكون محاولة صائبة للنجاة من فيروس كورونا الخطير . .
انها قدرة الله سبحانه وتعالى , أن تضع البشر في هذا الإختبار الصعب , نتمنى أن ينتهي على خير في أقرب وقت .