عزاء السياسي والمفكر اليساري الكبير عبد الغفار شكر مساء اليوم بالمعادي.. وأحزاب وشخصيات عامة: الفارس ترجل عن صهوة جواده
كتب: عبد الرحمن بدر
أعلنت أسرة المفكر والقيادي اليساري الكبير عبد الغفار شكر، وكيل مؤسسي حزب التحالف الشعبي الاشتراكي وأول رئيس للحزب ومستشاره السياسي، ونائب رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان سابقًا، أنها ستتلقي العزاء في الفقيد الكبير مساء اليوم الاثنين.
وقالت الزميلة الصحفية أمنية طلال شكر: “عزاء عمي عبد الغفار شكر الإثنين بدار مناسبات المحطة بجوار مسجد الرحمن أمام التابعي شارع تسعة بالمعادي بالقرب من محطة مترو المعادي، ولا أراكم الله مكروها في عزيز لديكم”.
وواصلت أحزاب وشخصيات عامة نعي شكر، وأكدوا أن الفارس ترجل عن صهوة جواده.
ونعى حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، شكر، وقال إن رحيل الأستاذ عبد الغفار شكر وهو يعمل معنا على الإعداد للمؤتمر العام الثالث للحزب ومراجعة وثائق المؤتمر لهو خسارة كبيرة ليس لحزب التحالف الشعبي الاشتراكي ولا لليسار المصري فقط، لكنه خسارة فادحة لكل الحركة الوطنية الديمقراطية التي حفلت بمشاركات وإسهامات الأستاذ على مدى عقود متواصلة.
وتابع: نعتبر أننا نتحمل تركة ثقيلة تضع علينا الكثير من الأعباء للحفاظ على الحزب الذي أسسه عبد الغفار شكر وشارك في مسيرته بعد أن تخلي بإرادته عن رئاسة الحزب.
وأضاف البيان: “إننا إذا ننعى القائد المفكر والمُعلم إلى مثواه، نعاهده أن نكمل الطريق الذي بدأناه معاً ونواصل المسيرة نحو مصر الديمقراطية والعدالة الاجتماعية”.
كما نعى حزب العيش والحرية (تحت التأسيس)، عبد الغفار شكر، ووصفه الحزب بـ”الرفيق والمناضل والمعلم، صاحب الإسهام العريض في تاريخ الحركة الاشتراكية المصرية والعربية واليسار بشكل عام”.
وقال الحزب، في نعيه، إن مشاركة شكر في الحياة السياسية “جاءت بعد مسيرة نضالية استمرت لستة عقود بدأت مع ثورة يوليو وانتهت مع ثورة يناير، كان خلال هذه المسيرة الحافلة مُعلمًا بحق لأجيال من المناضلين الاشتراكيين المصريين، ورمزًا محلّ إجماع لمنظمات وتيارات اليسار المصري على اختلافها”.
وقال الحزب الاشتراكي المصري:“فقدت مصر برحيل عبد الغفّار شُكر (1936 ــ 2021)، قامةً فكريةً وسياسيةً وطنيةً كبيرةً، لعبت دوراً رائداً منذ خمسينيات القرن الماضي، في النضال الوطني والقومي، وفي تربية وتثقيف وقيادة أجيال مُتتابعةً من المناضلين الاشتراكيين، الذين رفدوا العمل الوطني والتقدمي المصري، بقيمة كبيرة، وعطاءٍ وافر”.
وتابع الحزب: “لقد قدّم شُكر إسهاماً كبيراً في الحوار المجتمعي حول قضايا التحول الاجتماعي والديمقراطي، ودور المجتمع المدني وآفاق تطوره، والنشاط الحزبي والسياسي، وفي مواجهة ظاهرة العولمة بآثارها المباشرة على شعوبنا وأوطاننا، وغيرها من القضايا المحورية”.
وأضاف الحزب: “خسارة الحركة الاشتراكية المصرية والتحررية العربية والأفريقية، برحيل أحد رموزها الكبيرة، عبد الغفّار شُكر، خسارة فادحة، في وقت كنا في مسيس الحاجة لحكمته ومعرفته، ونضاله وإخلاصه للوطن والشعب ولقضاياهما المصيرية”.
وقال الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي إن شكر كان قيادي عمالي كبير وباحث مدقق وناشط حقوقي، مهتم بالشأن الاجتماعي والسياسي، وترك خلفه الكثير من الإسهامات التي لا تنسى في المجال الفكري والحقوقي والسياسي.
وقال مدحت الزاهد، رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي: “وداعا عبد الغفار شكر، القائد الوطنى الكبير، معلم الأجيال ومؤسس ورئيس حزب التحالف الشعبى الاشتراكي”.
وتابع: “فاضت روحه فى الأرض والسماء بعد رحلة عطاء ممتدة للوطن والشعب على مر الأجيال، لروحه السلام ولذكراه الخلود، ربنا يرحمه ويصبرنا”.
وقال حمدين صباحي، مرشح الرئاسة الأسبق: “في رحمة الله وضمير الوطن، المصري العظيم عبد الغفار شكر، سيد صياغة التوافق الذي لا يفرق ولا يفرط”.
وتابع: “كان لي ولأجيال متعاقبة في الحركة الوطنية المصرية خصوصا الحركة الناصرية واليسار المصري بكل تنوعه نِعمَ المعلم الهادي والأستاذ الجليل والمُوّجِه الدقيق والرائد الصادق والقدوة الملهمة والمفكر النابه والصائغ المبهر والصديق المؤتمن والسند الداعم والناصح المخلص والقائد الحازم والمناضل الصلب والمثقف المثال والراعي الرؤم”.
واختتم صباحي:”تقبله الله بواسع رحمته في واسع جنته وجزاه عني وعن الوطن أكرم الجزاء، وألهمنا واسرته الكريمة وتلاميذه وشركاء حلمه وسعيه ومحبيه وأنصاره ومؤيديه وعارفي فضله جميل الصبر”.
وقال أحمد فوزي، المحامي الحقوقي: “وداعًا الأستاذ والمعلم عبد الغفار شكر، رحيلك خسارة كبيرة، سنوات طويلة كان ملهم ومعلم وقائد لأجيال مختلفة من اليسارين، ونال احترام كافة التيارات السياسية المصرية”.
وأضاف: “كان الاستاذ عبد الغفار مؤمن بوحدة فصائل اليسار المصرى على اختلافها حتى لو مختلف هو مع أفكارها وساهم فى قيادة وتأسيس مشروعات هامة جدًا، وعن نفسى استفدت جدًا بمعرفته وكان يتعامل معى ومع أبناء جيلى باحترام ومودة وتقدير واحتواء نتمنى أن نسير على دربه فى ذلك وداعآ العم عبد الغفار شكر، خالص العزاء لرفاقه وتلاميذه وزملائه فى حزب التحالف الشعبى، وأسرته الكريمة”.
يذكر أنه غيب الموت، أمس الأحد، السياسي والقيادي اليساري الكبير عبد الغفار شكر، وتم تشييع جثمانه بمسقط رأسه في محافظة الدقهلية.
يذكر أن شكر شغل عدة مناصب من بينها نائب رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان المصرى، نائب رئيس مركز البحوث العربية والأفريقية بالقاهرة ورئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي السابق، أمين التثقيف في التنظيم الشبابي الاشتراكي السابق، وعضو المكتب السياسى لحزب التجمع الوطنى التقدمى الوحدوي سابقا.
عبد الغفار شكر ولد في 27 مايو 1936 بقرية تيرة مركز نبروه محافظة الدقهلية، وكان جده عمدة للقرية ثم أصبح والده عمدة للقرية من 1943 إلى 1946، تم فصل والده من العمودية لأسباب تتعلق بمناصرته لحزب الوفد، وتوفى والده في مايو 1947 بالسكتة القلبية وكان عمره حينها 11 عاما. وتخرج في كلية الآداب جامعة القاهرة عام 1958.
بدأ حياته السياسية مبكرا في عامة السابع عشر، حيث التحق بهيئة التحرير في عام 1953 ثم بالاتحاد القومي عام 1958 ثم الاتحاد الاشتراكي عام 1963 وفي العام 1964 أصبح أمينا للتثقيف في تنظيم الشباب الاشتراكي الذي كان يعتبر أحد الأجهزة المعلنة للاتحاد الاشتراكي، وكذلك انتمى للتنظيم الطليعي الذي أسسه جمال عبد الناصر كتنظيم سري موازٍ للتنظيم العالمي للاتحاد الاشتراكي، وتركزت اهتماماته البحثية على قضايا التطور الديمقراطى والمجتمع المدني بالوطن العربي، قضايا وخبرات العمل الحزبى والسياسي، قضايا التعاون والتنمية الاجتماعية، قضايا العولمة والرأسمالية وتأثيرها على الوطن العربي.