عبد المجيد المهيلمي يكتب: مقبرة الشهداء
يقيم الكيان الصهيوني الغاصب الدنيا ولا يقعدها من أجل أي جثة لجنوده، ونحن لدينا 80 جسد نبيل من رفات شهدائنا الذين قتلهم الصهاينة بدم بارد ضمن آلاف الأسرى الذين قتلوهم من مصر وسورية ومن أبناء الشعب الفلسطيني في فعل إجرامي دنئ أو جريمة حرب مكتملة الأركان.
استعادة رفات وتراب أبنائنا وتحديد هويتهم وتكريمهم ودفنهم في حنايا الوطن الذي استشهدوا من أجله ومقاضاة الكيان الصهيوني على جريمته واجب وطني وإنساني، وحتى لا ننسى فإن الكيان الصهيوني الغاصب اشترط ضمن التسوية السياسية مع نظام السادات ألا يتم المساس بالنصب التذكارية وضمنها نصب تذكاري لقتلاه من الطيارين في سيناء والمسمى بـ صخرة ديان المهينة بوجودها وبما رُسم عليها في الشيخ زويد، بما جعل القتلة والمعتدين لهم نصب تذكاري يزوره ذوييهم على أرضنا بموافقة السادات في حكاية رديئة جوهرها الانسحاق والتسليم بما أراده ذلك الكيان وإدارات الشر الأمريكية التي ترعاه، وذلك النصب دنس لابد من إزالته فليس للغاصب من تكريم على مشاركته في العدوان والاغتصاب.
ترى هل يبصر رؤساء وملوك وأمراء الدول العربية دم أشقائهم في أكف الصهاينة أم يمضون في المسار التطبيعي الردئ الذي تقودهم إليه إدارة الشر الأمريكية بمساعدة دولة خليجية صغيرة هي الأكثر غراما بالكيان الصهيوني والتي تدعم تشكيل حلف الشر والعار مع ذلك الكيان.
وقال النجار: “بالمناسبة البعض يتصور أن الإمارات تفعل ذلك ضد إيران، لكن هذا غير صحيح إطلاقا فهي أهم شريك تجاري لإيران في المنطقة العربية، ونحو 34% من صادرات الإمارات لكل منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وباكستان وأفغانستان تذهب إلى إيران وحدها وتشكل منفذا رئيسيا لاختراق العقوبات الأمريكية والغربية المفروضة عليها، بينما تشكل واردات إيران من الإمارات نحو 97% من إجمالي وارداتها من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا التي تضم كل الدول العربية إضافة إلى باكستان وأفغانستان، إنها في الواقع العملي أهم شريك تجاري لها ولا توجد مشاكل حقيقية بينهما إذ يبدو أن مسألة الجزر الإماراتية (أبو موسى وطنب الصغرى وطنب الكبرى) تنحصر في إمارة الشارقة الأكثر وطنية والتي تعود الجزر إليها”.
الأمر إذن ينحصر في الرغبة الأمريكية في تعميم التطبيع بذرائع إيرانية بمساعدة الإمارات التي تستغل التنافس والتوتر بين السعودية وإيران لحلحلة موقف السعودية من التطبيع الرسمي والعلني مع الكيان الصهيوني بدعوى الحاجة للتحالف معه بمشاركة ورعاية الولايات المتحدة لتكوين حلف يواجه إيران، وصحيح أن إيران لم تقصر في تخريب العراق وتكوين وتمويل المجموعات الإرهابية المذهبية مثل الحشد الشعبي وحزب الله العراقي وعصائب أهل الحق وغيرهم ممن يتبعونها ويمزقون اللحمة الوطنية للعراق، إلا أن مواجهتها في هذا الشأن غير مطروحة من حلف العار الذي تحاول الولايات المتحدة تشكيله والذي يتركز هدفه الأساسي في إدماج الكيان الصهيوني عسكريا واقتصاديا مع الدول التي تقبل بأن تكون تابعة ذليلة لها وللكيان الصهيوني الذي تأسس بالاغتصاب ويستمر بالعدوان.
من باب الكفاءة في إدارة العلاقات الخارجة لا ينبغي لدول المنطقة أن تتجاهل أن الولايات المتحدة قوة اقتصادية متراجعة حيث ينتقل مركز الثقل الاقتصادي العالمي إلى آسيا وبخاصة إلى العملاق الصيني وقريبا سيشاركه العملاق الهندي، واعتبارات الكفاءة تقتضي عدم الانضواء تحت لواء قوة متراجعة، بل تتطلب التوازن في العلاقات مع القوى الكبرى.
لمن سيدخل في هذا التحالف: هذا حلفكم العار وسيحاسبكم التاريخ والأجيال عليه، وسيبقى الحق الضائع ناصعا ومتقدا في الضمائر، وستبقى دماء وتراب من استشهدوا من أجله شعلة سرمدية مقدسة في قلوب كل من يقدس حقوق وتراب الوطن.
ليس هناك أبلغ من قصيدة (لا تصالح) للشاعر العظيم الراحل أمل دنقل لتذكركم ربما تنفع الذكرى وهذه بعض أبياتها.
لا تصالح!
ولو منحوك الذهب
أترى حين أفقأ عينيك،
ثم أثبت جوهرتين مكانهما..
هل ترى..؟
هي أشياء لا تشترى
لا تصالح على الدم.. حتى بدم!
لا تصالح ولو قيل رأس برأس
أكل الرؤوس سواء؟!
أقلب الغريب كقلب أخيك؟!
أعيناه عينا أخيك؟
وهل تتساوى يد.. سيفها كان لك
بيد سيفها أثكلك؟