عبدالرحمن بدر يكتب: ارحموا د. محمد مشالي.. وانتبهوا لأنين المرضى
حظي الدكتور الراحل محمد مشالي باهتمام رسمي وشعبي منذ تسليط الضوء عليه خلال الأعوام الأخيرة، واهتمت وسائل الإعلام على اختلافها بسيرة الطبيب المسن، وحين رحل عن عالمنا مؤخرًا نعته جهات رسمية وشعبية، وطالب رئيس الوزراء الأطباء الشباب بأن يقتضوا بمشالي.
مؤخرًا عاد الحديث مرة أخرى عن الطبيب المعروف إعلاميًا بطبيب الغلابة مع أنباء عمل مسلسل تليفزيوني عن قصة حياته، مع ترشيحات لاختيار الفنان الأنسب ليقوم بدوره في المسلسل.
كل هذا يجعلنا نحاول معرفة السبب في هذا الاحتفال بالطبيب الذي أدعو له بالرحمة والسلام.
خلال الفترة الأخيرة سمعت شهادات كثيرة عن أطباء يعالجون الناس في عياداتهم دون مقابل وأحيانًا بـ10 جنيهات أو أقل، وهو نفس المبلغ الذي كان يتقاضاه د.مشالي في الكشف، لكن الفارق أن كثير من هؤلاء الأطباء يعالجون مرضاهم في عيادات نظيفة، ويلتزموا بالمعايير العلمية وبالتخصص الدقيق ومواكبة ما يستجد على ساحة العلم والأدوية والأبحاث الحديثة.
لم يكن مطلوبا من د.مشالي أن يعمل في هذه السن، كان الأفضل أن يجلس الرجل يقضي سنوات معاشه بين أسرته وأحفاده، أو يعمل في ظروف أفضل ساعات أقل، لأن السن له أحكامه، والطب يتغير كل ثانية.
الدولة هي المسؤولة عن توفير العلاج والمستشفيات الآمنة للمرضى وليس هذا دور الأطباء، ولا أعرف ماذا كان يقصد رئيس الحكومة حين طالب الأطباء أن يقتدوا بمشالي، هل كان يريد منهم أن يتقاضوا مبلغ 10 جنيهات في الكشف، أم أن يظهروا بصورة الشخص المسكين الزاهد في كل شيئ حتى الاهتمام بمظهره، ليعطي صورة جديدة للطبيب غير تلك التي عرف بها على مدار العقود الماضية.
أتمنى أن تفكر الحكومة في حلول حقيقة لمنظومة الصحة، وأن تلتفت لمطالب الأطباء الحقيقة وأن تستمع لأنين المرضى في كل شبر، وأن تدقق النظر وساعتها سترى آلاف الأطباء يقدمون خدمات محترمة بأسعار عادلة وأحيانًا دون مقابل.
على الحكومة أن تعلم أن علاج المحتاجين مسؤولية الدولة، لأن من يجد العلاج والتشخيص الجيد في مستشفيات الحكومة لن يذهب لعيادة خاصة حتى ولو كان ثمن الكشف 10 جنيهات.