“عايزين جواب”.. منى سيف: نقف أنا ووالدتي ليلى سويف أمام سجن طره انتظارا لخطاب من علاء للاطمئنان عليه
كتب- حسين حسنين
قالت منى سيف، شقيقة الناشط السياسي المحبوس علاء عبد الفتاح، إنها ووالدتها الدكتورة ليلى سويف، متواجدتان أمام سجن طره للحصول على خطاب من شقيقها علاء للاطمئنان عليه وعلى أوضاعه.
وأضافت منى، صباح اليوم الثلاثاء، أنهما سلما خطابين للسجن، الأول موجه إلى مأمور سجن شديد الحراسة 2، والثاني موجه لعلاء عبد الفتاح، وفي انتظار استلام خطاب من علاء.
كان المحامي الحقوقي خالد علي، كشف كواليس حديثه مع الناشط السياسي علاء عبد الفتاح أثناء نظر تجديد حبسه والمحامي محمد الباقر في القضية 1356 أمن دولة بعد عامين من الحبس الاحتياطي.
وقال خالد علي إن علاء تحدث معه عن وضعه فى السجن وحرمانه من كل حقوقه، مضيفا أه قال: “(أنا فى وضع زفت، ومش هقدر أكمل كدا مشونى من السجن دا، أنا هنتحر، وبلغوا ليلى سويف تاخذ عزايا)، وكرر الجملة أكثر من مرة بكل حزن وغضب فرفع القاضى الجلسة”.
وقالت الأسرة في بيانها : “نحن، أسرة علاء، سلكنا كل المسارات القانونية المتاحة، ناشدنا كل الجهات والمسؤولين، واستخدمنا كل سبل الاحتجاج السلمي لعرض موقفنا وقضيتنا والمطالبة بوقف استهداف العائلة والتنكيل بأفرادها وبالأخص علاء”.
وتابعت: “الآن نجد أنفسنا هنا: علاء في خطر وشيك، صحته النفسية تتهاوى بعد سنتين من التخطيط المحكم والتنفيذ الدقيق من الداخلية والأمن الوطني، يبعث رسالة لوالدته أن تستقبل عزاه! حياته في خطر، في سجن يعمل تماماً خارج مساحة القانون وفي تجاهل تام من كل المسؤولين وعلى رأسهم النائب العام ووزير الداخلية ووزير العدل، ورئيس الجمهورية بالطبع”
وطالب البيان بوقف ما اسماه الجرائم ضد السجناء في سجن شديد الحراسة 2 بطرة قائلا: أنقذوا حياة علاء، انقذوا حياة من تبقوا من أسرتنا “.
وكانت قوات الأمن قد ألقت القبض على علاء عبد الفتاح منذ 28 سبتمبر 2019، بعد قضائه المراقبة في قضية أحداث مجلس الشورى، وقررت حبسه على ذمة القضية رقم 1356 لسنة 2019 حصر أمن دولة عليا، والمحبوس على ذمتها منذ ذلك الحين وحتى الآن.
ويواجه علاء في القضية، اتهامات ببث ونشر وإذاعة أخبار وبيانات كاذبة، إساءة استخدام وسيلة من وسائل التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، ومشاركة جماعة إرهابية مع العلم بأغراضها.
وكان علاء قد قضى فترة السجن 5 سنوات في الفترة من 2013 وحتى نهاية 2018، على خلفية حكم حبسه في القضية المعروفة إعلاميا باسم “أحداث مجلس الشورى”، وتم إخلاء سبيله مع قضائه حكم بالمراقبة لمدة 5 سنوات ليظل في حبس قسم الشرطة 12 ساعة يوميا من 6 مساءا إلى 6 صباحا. وقبل أسبوعين من الآن، فوجئ المحامون بوصول الباقر وعلاء ومعهم المدون محمد إبراهيم رضوان “أكسجين”، لاستكمال التحقيقات معهم في القضية.
وروى خالد علي تفاصيل ما جرى في جلسة الأمس لنظر تجديد حبس علاء والباقر وأقوال علاء خلال الجلسة قائلا “النهاردة كان يوم مربك جداً، وانتهى نهاية مؤلمة وحزينة”.
وقال خالد علي: النهاردة “يقصد أمس الأثنين” كانت جلسة النظر أمر تجديد حبس علاء عبد الفتاح وكل من معه بالقضية، حضرنا الجلسة، وكلنا كمحامين طلبنا حضور الأربعة متهمين، لأن الجلسة بتعقد فى غرفة المداولة وثلاث متهمين فى القفص وعلاء فى زنزانة المحكمة بالأسفل وغير موجود بالقفص، ويتم نقله بحراسة خاصة بمفرده لا يخاطب أحد ولا يرى أحد.
وتابع: رئيس المحكمة قال لنا، أنا مقدرش أدخلهم الغرفة وإلا هضطر أدخل كل المتهمين في باقى القضايا، ودا صعب عشان كورونا، وطلب إثبات دفاعنا ومرافعتنا، وأنه هيخرجهم لنا من القفص ونتكلم معاهم براحتنا، فوافقنا على هذا الأمر وترافعنا، ثم خرجنا من المداولة بعد انتهاء كافة المرافعات.
وأضاف المحامي الحقوقي: بعد عشر دقائق ندهوا عليا للدخول للمستشار رئيس المحكمة وبالفعل دخلت فأخطرنى المستشار محمد عبد الستار إن علاء رجع السجن لكنه طلب عودته للمحكمة عشان أشوفه وأتكلم معاه زى ما وعدنا، وبعد نصف ساعة تم السماح بخروج الثلاث متهمين (باقر وحامد صديق وناجى زعطوط) من القفص واللقاء معنا كمحامين لكن علاء مكنش لسه وصل من السجن، وبعد حوالى ساعة ندهوا عليا مرة أخرى للدخول للمستشار والذى أخطرنى (لا تقلق أنا عارف إنهم اتأخروا وأنا مش همشى غير بعد ما تشوفوا علاء وتتكلم معاه)، فشكرته وكل الهيئة القضائية.
وقال خالد علي: “بعد ساعة جاءوا بعلاء فى حراسة مشددة، وكان المفروض التقى به فى القاعة وليس غرفة المداولة، لكنهم أدخلوه للغرفة، وبدأ علاء بالحديث عن وضعه فى السجن وحرمانه من كل حقوقه، وقال (أنا فى وضع زفت، ومش هقدر أكمل كدا مشونى من السجن دا، أنا هنتحر، وبلغوا ليلى سويف تاخذ عزايا)، وكرر الجملة أكثر من مرة بكل حزن وغضب فرفع القاضى الجلسة”.
وتابع: “فى ظل وضع مرتبك وصاخب ومحاولة إدخال علاء القفص وإصرارى على استكمال الحديث معه خرجت معه من القاعة وسمح الأمن بوقوفى معه فى طرقة تفصل بين قاعة المحكمة وغرفة المداولة وقفص الاتهام كرر علاء لى نفس كلامه وقال أنا عارف القضية الجديدة هيحلوها للمحاكمة وكدا انا من ٢٠١١ مخرجتش من السجن سنة على بعضها، لو مطلوب انى أموت يبقى انتحر وخلاص”.
وأكد علي أنه لأول مرة يجد علاء فى هذه الحالة النفسية التى تدفعه لإخطارنا بإقدامه على الانتحار، مضيفا: علاء أعرفه عن قرب لا يكذب ولا يراوغ ولا يقول إلا ما سيفعله.
وناشد خالد علي النيابة العامة وكل المعنيين بأوضاع السجون والمسؤولين عن تفعيل الاستراتيجية الوطنية لحقوق الانسان، بسرعة نقل علاء من سجن شديد الحراسة ٢ وخاصة أن هناك خصومة بين علاء وإدارة السجن لسبق تقديم بلاغ ضدهم بتعذيبه عند دخول السجن فى بداية القبضة.
وتابع: “أناشدهم بتمكينه من حقوقه فى التريض وإدخال الكتب والراديو ومكتبة السجن وممارسة كل صور الحياة العامة داخل السجن وفقا للائحة السجون، وأناشدهم السماح بدخول استشارى من أطباء مركز النديم للقاء مع علاء، وأطلب التحقيق فى وقائع ما ذكره”.
كما ناشد خالد علي في ختام حديثه، كافة المعنيين ببدء خطوات عاجلة لمعالجة ملف الحبس الاحتياطى طويل المدة وتشجيع استخدام بدائل توزان بين حقوق المتهم وحقوق المجتمع”.