عام ونصف على حبس الأمل.. د. هالة فودة تكتب: عندما يصبح الأمل تهمة
مر عام ونصف علي حبس زياد العليمي وحسام مؤنس وهشام فؤاد وآخرين علي ذمة القضية المعروفة إعلامياً بقضية الأمل. هل أصبح الأمل تهمة يعاقَب المتهم بحيازته بالحبس والحرمان من حقه في الحرية؟ هل أصبح الحلم بمستقبل أفضل والرغبة في المشاركة في العمل السياسي والحزبي المشروع قانوناً تهماً تستوجب الحبس والعقاب؟ أم أن التهم الحقيقية التي يعاقب عليها المتهمون في القضية وغيرهم من خيرة شباب البلد هو رؤيتهم للحياة الكريمة التي يستحقها كل المواطنين علي قدم المساواة؟
أستطيع أن أتحدث عن حسام الذي زاملته في مواقف وإجتماعات عديدة وعن زياد الذي أعرف زميلاً وصديقاً عزيزاً ورأيت فيهما صورة مشرفة للسياسي الواعد ذو الرؤية الواضحة والأسلوب السلس الواثق الهادئ في اجتذاب الجماهير لخطابه. وأعتقد أن هذا هو ما يعاقبان عليه فعلياً من سلطة ترفض ترك أي منفذ لنسيم التغيير والحرية.
أذكر أول تدريب حضرته منذ سنوات لزياد العليمي وكان عن كيفية التغيير السلمي وتجربة غاندي الملهمة، وكيف كان يمتلك قدرة مبهرة علي التأثير علي الشباب بخطابه اللبق والبسيط و السلس في آن واحد. وكنت أري دائماً أن إمتلاكه لتلك الأدوات الضرورية في التواصل بالإضافة لذكائه ووضوح رؤيته يؤهله لتجميع الشباب المتعطش لمن يأخذ بيده ويوجه طاقته ليلتف حول مشروعه السياسي.
إن السعي لتكوين تحالف إنتخابي برلماني، من أجل المشاركة في رسم سياسات الوطن وتحقيق رؤي يمتلكها أصحابها وتنفيذ برامج سياسية تقوم علي الديمقراطية والعدالة الاجتماعية و كفالة حقوق المواطنين وإتاحة الحريات، ليس بجريمة! ولكن الجريمة الحقيقية هي إستمرار حبسهم بدلاً من الاستعانة بطاقاتهم وحماسهم وسواعدهم لبناء مستقبل لن تتضح ملامحه بدون إقرار تلك الحقوق وبدون أمل.