عام على حبس المدرس القرآني رضا عبد الرحمن.. وزوجته: فرحتنا يوم خروجك.. ولجنة الحريات الدينية: قلقون على القرآنيين
عبد الرحمن تم توقيفه في 22 أغسطس 2020 وجرى التحقيق معه في اتهامه بالانضمام لجماعة إرهابية ونشر أخبار وبيانات كاذبة
كتب- درب
أكمل المدرس القرآني رضا عبد الرحمن، 365 يوما في الحبس الاحتياطي منذ القبض عليه في أغسطس 2020 والتحقيق معه في اتهامات متعلقة بالانضمام لجماعة إرهابية. وخلال العام المنصرم، تصاعدت مطالب الإفراج عنه، فيما لازال رهن الحبس الاحتياطي ويجدد له في المواعيد المحددة.
وبالتزامن مع إكماله عام، دعت اللجنة الأمريكية للحريات الدينية الدولية، إلى إطلاق سراح عبد الرحمن، الذي عرفته بـ”المدافع عن الأقليات الدينية”، واحتجزته السلطات المصرية قبل عام.
وقالت اللجنة، في بيان، إنها “قلقة من استهداف القرآنيين في مصر وحبس عبد الرحمن دون محاكمة لأكثر من عام، دون وجود أي علامات على الإفراج عنه”. وطالب فريدريك أديفي، منسق اللجنة الأمريكية للحريات الدينية الدولية، بـ”الإفراج عن عبد الرحمن والتوقف عن مضايقته قانونيا بسبب تعبيره عن معتقداته الدينية، وإسقاط جميع التهم عنه”.
من جانبه، جددت سهام محمود، زوجة رضا عبد الرحمن، مطالبها بإخلاء سبيله وإنهاء معاناة حبس عام كامل وغيابه عن بيته وأسرته. وقالت سهام: “نتمنى الأيام تعدي وترجع وسطنا، ويفك سجنك وسجن كل مظلوم، وعيدنا وفرحتنا يوم خروجك”.
جاء ذلك على ذمة القضية رقم 3418 لسنة 2020 جنح أمن دولة طوارئ كفر صقر، والمتهم فيها ببث ونشر وإذاعة أخبار وبيانات كاذبة، إساءة استخدام وسيلة من وسائل التواصل الاجتماعي ومشاركة جماعة.
يذكر أن عبد الرحمن تكرر احتجازه بدون توجيه أي تهم إليه عدة مرات بسبب تعبيره عن أفكاره على مدونته، وبعد آخر احتجاز له عام 2016 أمرته أجهزة الأمن بوقف نشاطه تمامًا وقطع اتصالاته مع أحمد صبحي منصور، وأضافت المصادر أنه بالفعل أغلق مدونته وتوقف تمامًا عن أي نشاط وقطع اتصالاته مع منصور منذ ذلك الوقت.
وكانت شقيقة رضا عبد الرحمن، قد كشفت ظروف القبض عليه في مقطع فيديو، قائلة: “في 22 أغسطس، تم القبض على رضا و5 من أعمامي وأقربائي من عائلة الدكتور أحمد صبحي – الأستاذ السابق بجامعة الأزهر، وتم التحقيق معهم من ضابط أمن دولة في مركز شرطة كفر صقر، وسألوهم عن علاقتهم بصبحي، فأوضحوا أنه أحد أقربائهم، لاحقا تم الإفراج عن المقبوض عليهم ما عدا شقيقي، مطالبة بالإفراج عنه”.
وأضافت: “سألنا عن رضا في المركز والنيابة وتوجهنا إلى جميع الأماكن، وكل ما استطعنا معرفته بعد 47 يوما من الواقعة، أنه تم عرضه على النيابة بتاريخ 6 أكتوبر 2020 دون استدعاء محام أو أي من أسرته لحضور التحقيق معه، وفي أول زيارة من زوجته له أخبرها بأنه قضى جزءا من فترة حبسه في كفر صقر وجزء آخر في الزقازيق”.
وتابعت: “رضا يتلقى أوراق تجديد حبسه من المحامي العام في فاقوس، للتوقيع عليها وهو داخل محبسه”، وواصلت: “نحن نطالب الحرية لعبد الرحمن، ووقف الاضطهاد المستمر لعائلة الدكتور أحمد صبحي منصور، لأنهم لم يرتكبون أي جريمة، لا يصح أن يؤخذ مواطن كرهينة للحصول منه على معلومات لا يعلم عنها شيئا”.
واستكملت: “رضا ليست له علاقة بالسياسة، وكل مشكلته أنه أحد أقرباء الدكتور أحمد صبحي منصور، لديه ما يدينه في أي واقعة تدينه بتهمة الإرهاب، فهو محسوب على القرآنيين، وهو معروف للجميع بمدونته الحرية والعدل والسلامة، فهو إنسان متصالح مع نفسه وغير متشدد، الدستور والقانون المصري يكفلان حرية الفكر والعقيدة لجميع المواطنين، والرئيس عبد الفتاح السيسي ذاته طالب بتجديد الخطاب الديني، وتقبل الآخر”.
ووفقا للمبادرة المصرية للحقوق الشخصية، كانت مصادر من عائلة عبد الرحمن قد كشفت أن قوات الأمن ألقت القبض على رضا في 22 أغسطس 2020 هو و7 آخرين من أقاربه، كلهم ينتمون إلى عائلة أحمد صبحي منصور، الأستاذ السابق بجامعة الأزهر والمفكر المعروف بتبنيه مذهب القرآنيين.
وأضافت المصادر أن قوات الأمن وجهت إليهم أسئلة تتعلق بعلاقتهم بأحمد صبحي منصور وحقيقة تبنيهم مذهب القرآنيين، وأفرجت عنهم جميعًا ما عدا رضا عبد الرحمن الذي استمر احتجازه في مقر الأمن الوطني بكفر صقر.
وكانت جامعة الأزهر قد أوقفت د. أحمد صبحي منصور مدرس قسم التاريخ في كلية اللغة العربية جامعة الأزهر، عن العمل في عام 1985 بسبب تبنيه أفكارًا مختلفة عن الفكر السائد داخلها، فواصل العمل والنشاط الفكري والاجتماعي خارج الجامعة، وتم اعتقاله فترة شهرين، وتكررت ملاحقات أجهزة الأمن له ولعائلته، وهاجر إلى الولايات المتحدة الأمريكية في عام 2000 حيث حصل على اللجوء السياسي هناك.