عاملة بمعهد الأورام لدرب: لو مش خايفين علينا يخافوا على العيانين.. وصفحة للأطباء: إدارة المعهد رفضت طلبا للكشف على طاقم التمريض
صفحة أطباء مصر : قالولهم لما يبقى عندكم أعراض تعالوا.. ودرب ترصد غضب العاملين في جولة حول المعهد
كتب – باسل باشا
“لو مش خايفين علينا وعلى ولادنا يخافوا على نفسهم والعيانين اللي احنا بنتعامل معاهم”.. هكذا قالت إحدى العاملات بمعهد الأورام لدرب حينما توجهت لاستطلاع الأوضاع بمنطقة المعهد، من الساعة الواحدة والنصف وحتى الثانية بعد ورود انباء من أطباء عن احتجاج عدد من العاملين بسبب مخاوفهم من انتشار كورونا بعد إصابة 15 من العاملين بالمعهد.
ونشرت الصفحة الرسمية لصوت أطباء مصر على موقع “فيسبوك”، صورا لتجمع عدد من طاقم التمريض في المعهد القومي للأورام، في أثناء تجمعهم، صباح اليوم، للمطالبة بعمل مسحات طبية للاطمئنان على أنفسهم، بعد اكتشاف إصابة 17 حالة بفيروس كورونا المستجد من الطاقم الطبي في المعهد، خاصة أنهم كانوا مخالطين لهم.
وقالت الصفحة أن عميد المعهد الدكتور حاتم أبو القاسم، ترك طاقم التمريض دون أي رد على طلبهم، كما رفضت إدارة المعهد عمل مسحات طبية لأي منهم، وقالت لهم: “لما يبقي عندكم أعراض ابقوا تعالوا”.
وعلقت الصفحة قائلة: “ده منتظر ومن زمان، أن أصلا اللي بيعطل وبيحبط معظم أفراد القطاع الطبي ناس زمايلهم معاهم، لكن في أماكن إدارية وتنفيذية، يعني شوف إحنا في إيه واللي في مناصب دى نفس الجين موجود مبيتغيرش”.
ووصلت درب لموقع المعهد قبل خروج العاملين حيث كان هناك تجمعا من العاملات عند إحدى بوابات الخروج ، جميعهن كن يرتدين الكمامات الطبية، بينما سادت حالة من الغضب الشديد بينهن فيما هاجمن بشدة إدارة المعهد واتهموها بالتقاعس عن حمايتهم.
والتقت درب عدد من العاملات أثناء خروجهن في مجموعات كبيرة واللاتي اتهمن إدارة المعهد بالتقصير، فيما كانت تتعالى صيحات الغضب، وأكدت العاملات اللاتي رفضن ذكر اسماؤهن أنهم يطالبن باتخاذ إجراءات الحماية اللازمة، مشيرين إن المرضى الذين يتعاملون معهم أكثر عرضة لمخاطر كورونا بسبب العلاجات التي يحصلون عليها والتي تؤدي لنقص مناعتهن.
وحاولت درب الاتصال بالدكتور حاتم أبو القاسم، أكثر من مرة لكنه لم يرد على الاتصالات .
وكان د. أبو القاسم، قد كشف عن تفاصيل ظهور إصابات بفيروس كورونا بين الأطباء وأعضاء هيئة التمريض داخل المعهد، بعد إصابة ممرض يعمل في إحدى المستشفيات الأخرى.
وقال أبو القاسم، في مداخلة مع برنامج “الحكاية” مع عمرو أديب، إن بداية الأزمة كانت منذ أسبوع، بعد ظهور أعراض الإصابة على ممرض بالمعهد، تم وقتها إجراء التحاليل له والتي ثبت إيجابيتها.
وأضاف أنه تم عزل 5 من المخالطين للممرض المصاب وإجراء التحاليل لهم، وتبين إصابة اثنين منهم بالمرض ولكن دون ظهور أي أعراض عليهم، مبيننا أن المعهد يعمل فيه 750 طبيب و600 ممرض تقريبا.
وعن ارتفاع أعداد المصابين في المعهد، قال أبو القاسم إن يوم الأحد الماضي ظهرت أعراض على مشرفة تمريض، وبعد عزلها وإجراء التحاليل تبين إصابتها بالفيروس، وعلى الفور تم التحليل لـ40 من المخالطين لها، بينهم 9 مصابين ولكنهم جميعا لا تظهر عليهم الأعراض.
وحول إجراءات المعهد بعد ظهور الإصابات، قال أبو القاسم إنه خلال الأيام الثلاثة الماضية، تعم تعقيم وتطهير المعهد بالكامل، وتقليل أعداد المرضى بقدر الإمكان ووضع خطة عمل جديدة للفترة المقبلة.
وفي معرض رده على سؤال مذيع البرنامج حول “مدى إمكانية نقل العدوى للمرضى بعد تعاملهم مع المصابين من الأطباء والممرضين”، قال أبو القاسم “الأطباء والتمريض يتعاملون مع المرضى بحذر وإرشادات طبية وكمامات وإجراءات تعقيم، الأزمة في تعامل الطاقم مع بعضه بأريحية”.
وأنهى أبو القاسم حواره مع أديب، قائلا إن “المريض صفر” في المعهد تلقى العدوى من محل عمله الأخر، خاصة وأن هناك الكثير من المستشفيات التي ظهرت فيها الحالات”.
وقررت جامعة القاهرة، فتح تحقيق حول إصابة ١٧ شخصا من الأطباء والتمريض بالمعهد القومي للأورام بفيروس كورونا المستجد، للوقوف على أسباب التقصير إن وجدت، ومعاقبة المتسببين والاطلاع على كافة التفاصيل حول الأزمة.
وقال الدكتور محمود علم الدين المتحدث الرسمي باسم جامعة القاهرة، في بيان السبت، إن الجامعة، قررت تعيين فريقين جديدين لمكافحة العدوي والجودة بالمعهد، لتولي إدارة الملف خلال المرحلة المقبلة في ضوء المتابعة مع اللجنة الفنية التي تم تشكيلها من الدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس الجامعة لمراجعة كافة البروتوكولات الطبية المعمول بها في مجالات مكافحة العدوي وضمان السلامة للأطقم الطبية والعاملين والمترددين من المرضى.
وقالت نقابة الأطباء إنها تلقت ببالغ الأسف صدمة إصابة عدد كبير من الأطباء وأعضاء الفريق الطبى من العاملين بمعهد الأورام بفيروس كورونا ليضافوا لمن تم إصابتهم بالعدوى سابقا.
وأضافت النقابة في بيان لها، اليوم السبت، أنها تؤكد على أن الفريق الطبى الذى يتصدر الصفوف فى مكافحة الفيروس القاتل هو الأولى بالحماية ليستطيع استكمال مهمته في التصدي للمرض بدلا من أن يتحول هو نفسه لمصدر للعدوى وتفشى الوباء.
وطالبت النقابة جميع متخذى القرار بضرورة توفير جميع مستلزمات الوقاية للفرق الطبية بجميع المنشآت الطبية على مستوى الجمهورية، والتشديد على عدم السماح بالعمل دون إستخدامها لحماية الفريق الطبى، مع متابعة تطبيق ذلك بصورة دقيقة حتى لا يقوم بعض المديرين بمنعها عن الأطباء بحجة عدم استهلاكها.
كما دعت إلى تخفيف الزحام بالمستشفيات عن طريق إيقاف العمل بالحالات والتدخلات الطبية غير العاجلة التى يمكن تأجيلها، ووضع بروتوكول عاجل لفحص وإجراء التحاليل لأعضاء الفريق الطبى الذين يتعاملون مع الحالات المشتبه بإصابتها، دون إنتظار ظهور أعراض مرضية عليهم.
ودعت النقابة إلى تخصيص مستشفى بكل محافظة أو قسم بكل مستشفى لعزل وفحص أعضاء الفريق الطبى المشتبه بإصابتهم لحين ظهور نتائج الفحوص والتحاليل فى أسرع وقت ممكن.