عالم مصري يطالب الحكومة المصرية باستخدام إحدى أوراقه البحثية في مخاطبة الأمم المتحدة حول مخاطر سد النهضة بيئيًا
كتب – أحمد سلامة ووكالات
طالب العالم المصري عمرو خلف شحات، المتخصص في دراسة تاريخ النباتات بجامعة كاليفورنيا بـ لوس أنجلوس، الحكومة المصرية بالاعتماد على أحد أبحاثه العلمية في مخاطبة الأمم المتحدة حول مخاطر سد النهضة وأضراره البيئية.
وحصد بحث تقدم به عمرو خلف شحات على المركز الثالث عالميًا بمؤتمر مركز البحوث الأمريكي، حيث تقوم فكرة البحث على دراسة خصوبة التربة وجودة المياه في عصر الفراعنة مقارنة بالعصر الحالي، حيث أثبت اختلاف جودة التربة والمياه التي نشربها من النيل في عصر الفراعنة وافتقاد المياه في الوقت الحالي للكثير من العناصر المفيدة، نتيجة تغير المناخ والتلوث البيئي وكثرة بناء السدود حول مياه النيل.
وقال الدكتور عمرو خلف شحات، إنه بدأ بحثه منذ 5 أعوام بالتعاون بين جامعة كاليفورنيا لوس أنجلوس وكاليفورنيا بيركلي، مضيفًا “بداية البحث هو عثوري على رغيف خبز قديم من معمل حتشبسوت ،وعندما قمت بالبحث عليه كان الرغيف غنيا بالألياف، وفيه قيمة غذائية تفوق بكثير القيمة الغذائية الموجودة في خبز هذه الأيام، فضلا عن أن حجم حبة القمح كان أكبر بكثير، وهو ما حفزني للبحث عن طبيعة النباتات الموجودة في زمن الفراعنة، فاكتشفت وجود فصائل كثيرة من القمح وكذلك نباتات كثيرة لم تعد موجودة الآن وذلك بسبب عاملين الأول المناخ وزيادة درجة حرارة الكون، والعامل الثاني مدى خصوبة التربة”.
وتابع “كنت أبحث عن نباتات من زمن الفراعنة لبحث الجينات الزراعية للنباتات المصرية، وعليه قابلت أكبر علماء في هذا المجال في كاليفورنيا بالولايات المتحدة، وكذلك في هولندا وتدربت على أيديهم بشكل مكثف، وبدأت استخدام أجهزة حديثة في أبحاثي، تعمل على تعويم التربة فكنت أقوم بوضع التراب الذي أحصل عليه من آثار الهدم من البيوت وأضعه في الجهاز الذي تقوم فكرته على نزول التراب للأسفل بسبب كثافته العالية، لكن النباتات تطفوا على الماء فأخذ هذه النباتات وأضعها على جهاز الميكروسكوب لفحص طبيعة أكل المصريين القدماء، وفصائل النباتات التي كانت في أكلهم وكذلك النباتات التي كانت موجودة في أكل الحيوانات التي كانوا يربونها”.
وأردف شحات أن الجانب الثاني في دراسته كان يقوم على التفريق بين النباتات القديمة والحالية من حيث النظائر الكيميائية للكربون وهو ما يكشف عن المناخ الذي زرع فيه النبات، إن كان في فترة جفاف أم فترة وفرة مياه، لأن ذلك يظهر على النبات عبر مؤشر للجفاف، ومنه اكتشفنا النباتات المصرية والنباتات المستوردة التي تأتي من بلاد الشام، مثل نبات العرعر الذي كان يظهر عليه الجفاف بسبب طبيعة الاعتماد على مياه الأمطار في الزراعة في بلاد الشام، أما النباتات المصرية فكان يظهر عليها وفرة المياه نتيجة وجود مياه النيل.
وأشار إلى أن دراسته كانت تبحث أيضا النيتروجين المسؤول عن تكوين البروتين في النبات، فكلما زادت خصوبة التربة كانت نسبة النيتروجين فيها أعلى، وبالتالي القيمة الغذائية للنبات وللحوم الحيوانات التي تتغذى على النباتات أعلى من الوقت الحالي، وذلك بسبب اختلاف المناخ وزيادة درجة حرارة الأرض وكذلك بناء السدود على نهر النيل، حسبما ذكرت “سكاي نيوز”.
وكشف شحات أن هذا البحث أوضح أن بناء سد النهضة يهدد مياه النيل بأكمله، وكذلك النباتات المعتمدة عليه، مشددا على أنها ليست أزمة مياه فقط، لأن النيل نفسه يصنع الحياة والسد يهدد الحياة المعتمدة على النيل بشكل كامل، لأن السدود تؤدي لضعف ضخ المياه وانتشار الطحالب السامة فيها لدرجة أن ولاية كاليفورنيا في الولايات المتحدة على سبيل المثال بدأت في صرف المليارات لإلغاء السدود بشكل مدروس ومخطط بعد إثبات الدراسات أن بناء السدود يؤدي لتدمير البيئة المعتمدة على الأنهار، والدراسات الحديثة والعلم الحديث يقومان حاليا على دراسة إدارة السدود بشكل أفضل، أو إلغائها بشكل كامل، لأن السدود تسبب خللا في دورة الكربون والنيتروجين والفسفور في المياه وعند حدوث خلل في توازنهم يتسبب ذلك في هلاك الأسماك والكائنات خاصة في حال زيادة نسبة الحموضة في الأنهار، مشددًا على أنه على الوزارات والمسؤولين في مصر الاعتماد على هذا البحث في مخاطبة الأمم المتحدة حول مخاطر السد.