طبيب بمستشفى المنيرة يتقدم باستقالته من وزارة الصحة بعد وفاة زميله الشاب بكورونا: تيقنت أنه لا عصمة لنا ولا ثمن (صورة)
كتب عبد الرحمن بدر
أعلن محمود عبد العظيم، طبيب النساء والتوليد بمستشفى المنيرة العام استقالته من وزارة الصحة والسكان.
وقال في استقالته التي تداولها الأطباء على نطاق واسع على مواقع التواصل الاجتماعي: “ترسخ لدي يقين بأنه لا عصمة لنا ولا ثمن، وأن الوزارة لا تكتفي بتحميل أطبائها فشلها وسوء إدارتها ولكن تتقاعس حتى عن نجدتهم في حال سقوط أحدهم”.
وجاءت الاستقالة بعد الإعلان عن رحيل الطبيب الشاب وليد يحيى عبد الحليم، طبيب مقيم نساء بمستشفى المنيرة الذي يبلغ من العمر 32 عامًا.
بدورها أصدرت نقابة الأطباء بيانًا للتعليق على تزايد أعداد وفيات وإصابات الأطباء بكورونا.
وحذرت النقابة من تزايد وتيرة الغضب بين صفوف الأطباء لعدم توفير الحماية لهم الأمر الذى سيؤثر سلبا على تقديم الرعاية الصحية.
وقال البيان إن النقابة تحذر من أن المنظومة الصحية قد تنهار تماما وقد تحدث كارثة صحية تصيب الوطن كله حال إستمرار هذا التقاعس والإهمال من جانب وزارة الصحة حيال الطواقم الطبية.
وذكرت النقابة في بيانها أن مواجهة جائحة وباء الكورونا هو واجب مهني ووطني يقوم به الأطباء وجميع أعضاء الطواقم الطبية بكل جدية وإخلاص وهم مستمرون فى أداء واجبهم دفاعا عن سلامة الوطن المواطنين.
وأضافت: “من نافلة القول أن هناك واجب على وزارة الصحة حيال هؤلاء الأطباء وأعضاء الطواقم الطبية الذين يضحون بأنفسهم ويتصدرون الصفوف دفاعا عن سلامة الوطن، ألا وهو ضرورة توفير الحماية لهم وسرعة علاج من يصاب بالمرض منهم”.
وتابعت النقابة: “لكن للأسف الشديد فقد تكررت حالات تقاعس وزارة الصحة عن القيام بواجبها فى حماية الأطباء، بداية من الإمتناع عن التحاليل المبكرة لإكتشاف أى إصابات بين أعضاء الطواقم الطبية، إلى التعنت فى إجراء المسحات للمخالطين منهم لحالات إيجابية، لنصل حتى إلى التقاعس فى سرعة توفير أماكن العلاج للمصابين منهم، حتى وصل عدد الشهداء إلى تسعة عشر طبيبا كان آخرهم الطبيب الشاب/ وليد يحيى الذى عانى من ذلك حتى استشهد، هذا بالإضافة لأكثر من ثلاثمائة وخمسون مصابا بين الأطباء فقط”.
وأضافت بيان النقابة أن نقابة الأطباء إذ تحمل وزارة الصحة المسئولية الكاملة لازدياد حالات الإصابة والوفيات بين الأطباء نتيجة تقاعسها وإهمالها فى حمايتهم، فإن النقابة ستتخذ جميع الإجراءات القانونية والنقابية لحماية أرواح أعضاءها، وستلاحق جميع المتورطين عن هذا التقصير الذى يصل لدرجة جريمة القتل بالترك.
ودعت النقابة جموع الأطباء للتمسك بحقهم فى تنفيذ الإجراءات الضرورية قبل أن يبدأوا بالعمل، حيث أن العمل دون توافرها يعتبر جريمة فى حق الطبيب والمجتمع، وعلى الأخص الإجراءات الآتية:
أولا: توفير وسائل الوقاية الشخصية الكاملة.
ثانيا: تلقى التدريب الفعلى على التعامل مع حالات الكورونا سواء في مستشفيات الفرز أو العزل.
ثالثا: إجراء مسحات حال وجود أعراض أو حال مخالطة حالات إيجابية دون وسائل الحماية اللازمة.
رابعا: توفير المستلزمات والادوية اللازمة لأداء العمل، بحسب البيان.
وقالت النقابة إنها “تدعو جموع الأطباء لإخطارها عن وجود أى مشكلات فى وسائل الحماية أو تقاعس فى سرعة علاج المصابين حتى تقوم النقابة بواجبها فى مساندة الطبيب، وكذلك حتى يتم تقديم بلاغ للنائب العام تتصدى له الإدارة القانونية بالنقابة بكل واقعة على حده (واتساب لجنة الشكاوى 01095111247 – واتساب اللجنة الإجتماعية 01008447501)”.
وطالبت النقابة “جميع الجهات التنفيذية والتشريعية والرقابية بالقيام بدورها فى حمل وزارة الصحة على القيام بدورها فى حماية الطواقم الطبية، وسرعة توفير مستشفيات عزل خاصة لأعضاء الطواقم الطبية لضمان سرعة علاجهم لأن هذا حق أصيل لهم وأيضا حتى يعودوا لتحمل المسئولية فى الدفاع عن سلامة الوطن”.
كانت نقابة الأطباء نعت أمس الأحد، كل من د.محمد عبد الباسط الجابري، أخصائي الحميات بإمبابة والذي توفي متأثرًا بإصابة بفيروس كورونا المستجد، كما نعت د.أحمد النني، طبيب النساء والتوليد ويعمل بتأمين صحي بنها والذي توفي متأثرًا بإصابة بالفيروس، حيث رحل الأطباء الثلاثة في أول أيام العيد.
أيضًا نعت النقابة د. وليد يحيي عبد الحليم، طبيب مقيم نساء بمستشفى المنيرة والذي توفي متأثرًا بإصابة بفيروس كورونا.
يذكر أن وزارة الصحة لا تعلن عن إصابات الأطقم الطبية أو عن خريطة انتشار الفيروس في المحافظات.
كانت نقابة الأطباء طالبت المسؤولين في وقت سابق بضرورة تخصيص مستشفى لعزل الأطباء وباقى أعضاء الفريق الطبي.
وقالت النقابة إنه تفاقمت فى الآونة الأخيرة مشكلة التأخير فى نقل الأطباء وأعضاء الفريق الطبى المصابين بفيروس كورونا لمستشفيات العزل وبالتالى تأخر تلقيهم للرعاية الطبية اللازمة لضمان سرعة شفاءها حتى تستطيع العودة بسرعة لممارسة دورها فى مكافحة الوباء.
وفي وقت سابق نعت نقابة الأطباء 16 طبيبًا رحلوا بكورونا وهم:
عبد اللطيف عبدالحميد، مدير الإدارة الصحية بههيا بالشرقيىة.
عمرو عبيد، أستاذ الكلى بطب الإسكندرية
صلاح عبد ربه، رئيس قسم الأطفال بطب الأزهر.
حسن جمال الدين فرحات، أستاذ طب الرمد بكلية طب شبين المنوفية.
فكري منير عزيز.
سونيا عبد العظيم.
ياسر عثمان، استشاري الصدر بمستشفى صدر المعمورة.
أحمد اللواح، أستاذ الباثولوجي بطب الأزهر ببورسعيد.
طارق شكري، استشاري الأمراض النفسية والعصبية وعلاج الإدمان، ووكيل مستشفى العباسية للصحة النفسية.
محمود الهنداوي، أستاذ جراحات المخ والأعصاب بطب الأزهر بنات، ومدير مستشفى الزهراء الجامعى سابقا.
هشام الساكت، وكيل كلية الطب جامعة القاهرة.
محمد الشحات، أخصائي الأنف والأذن والذي كان يعمل بمستشفى المطرية.
كارم محمود رئيس قسم الباطنة بمستشفى الأقصر الدولي.
أحمد عزت دراز، مساعد مدير الإدارة الصحية بمنيا القمح بالشرقية.
ممدوح السيد، مدير إسعاف سوهاج السابق.
وفي آخر حصر رسمي أعلنت وزارة الصحة والسكان أمس الأحد، اكتشاف ٧٥٢ إصابة جديدة بفيروس كورونا، إضافة إلى ٢٩ حالة وفاة، بينما تم خروج 179 من المصابين بفيروس كورونا من مستشفيات العزل والحجر الصحي، ليرتفع إجمالي المتعافين من الفيروس إلى 4807 حالات حتى اليوم.
وقال الدكتور خالد مجاهد، مستشار وزيرة الصحة والسكان لشئون الإعلام والمتحدث الرسمي للوزارة، إن عدد الحالات التي تحولت نتائج تحاليلها معمليًا من إيجابية إلى سلبية لفيروس كورونا (كوفيد-19) ارتفع ليصبح 5366 حالة، من ضمنهم الـ 4807 متعافيين.
وأضاف أن إجمالي العدد الذي تم تسجيله في مصر بفيروس كورونا المستجد حتى اليوم، الأحد، هو 17265 حالة من ضمنهم 4807 حالات تم شفاؤها وخرجت من مستشفيات العزل والحجر الصحي، و764 حالة وفاة.