طارق الشناوي عن تكريم «ريش» في مهرجان قرطاج: حلق عاليًا بسمعة مصر.. وصوتي داخل لجنة التحكيم ذهب للفيلم لأنه الأجمل
الناقد الفني: لا أنكر حق الجميع في الاختلاف.. والمستهجن إلقاء ماء النار بوجه من نختلف معهم ونعتهم بتلويث سمعة الوطن
كتب: عبد الرحمن بدر
اعتبر الناقد الفني طارق الشناوي أن فيلم ريش حلق عاليًا بسمعة مصر بعد تكريمه في مهرجان قرطاج السينمائي بتونس.
وقال الشناوي، إن هذه هي المرة الأولى في تاريخنا السينمائى التى ننال فيها 4جوائز رئيسية من مهرجان (قرطاج)، عن فيلم واحد، وعلى رأسها (التانيت الذهبى) أفضل عمل فنى، الذى كان من نصيبنا فقط مرتين طوال تاريخ هذا المهرجان العريق الذى انطلق عام 66، أخذنا الجائزة عام 1970 بفيلم (الاختيار) يوسف شاهين، ثم فى 2010 (الميكروفون) أحمد عبدالله.
وأضاف في مقال بصحيفة (المصري اليوم)، بعنوان (ريش يحلق عاليًا بسمعة مصر): “جاء صوتى لصالح (ريش) لأنه الأجمل، حظى الفيلم بثلاث جوائز رئيسية فى المسابقة الرئيسية التى شرفت بعضويتها، وهى (التانيت الذهبى) لأفضل فيلم، وأفضل سيناريو عمر الزهيرى وأحمد عامر، وأفضل ممثلة دميانة نصار (أم ماريو )، شاركت فى اللجنة مع ستة من خبراء السينما مارسوا المهنة فى العديد من المهن المختلفة”.
وقال الشناوي: “السيناريو يبدو وكأنه قطعة من الحياة، هكذا رأيته وهو يقتطع جزءًا من الدنيا يحيله إلى شريط سينمائى يقول الكثير، المخرج عمر الزهيرى فى مطلع الثلاثينيات من عمره، قدم من قبل فيلمين قصيرين، ومن البداية يطل على الجانب الآخر من الدنيا وهى المهرجانات العالمية خارج الحدود”.
وتابع: ” تم توجيه ضربات متلاحقة، لا أنكر حق الجميع فى الاختلاف، البعض يراه فيلمًا مملًا أو حتى سخيفًا أو أنه يقدم الفقر برؤية مقززة، تظل قراءات أختلف معها، ولكنى لا أجرمها أو أحرمها، فقط ما هو مستهجن ومرفوض إلقاء ماء النار فى وجه من نختلف معهم ونعتهم بأبشع اتهام، تلويث سمعة الوطن”.
يذكر أنه حصد فيلم “ريش” للمخرج عمر الزهيري، جائزة التانيت الذهبي لأفضل فيلم روائي طويل بأيام قرطاج السينمائية، في دورتها الثانية والثلاثين التي اختتمت مساء السبت الماضي.
وحظي فيلم “ريش” الحائز على الجائزة الكبرى لأسبوع النقاد في مهرجان “كان” بأول جائزة يحصل عليها فيلم مصري طويل في تاريخ المهرجان.
فاز فيلم “نار الربيع الدائمة” من ليسوتو بجائزة التانيت الفضي فيما ذهبت جائزة التانيت البرونزي للفيلم التونسي “عصيان” للمخرج الجيلاني السعدي.
ونوهت لجنة تحكيم الأفلام الروائية الطويلة بفيلمي “فرططو الذهب” للمخرج عبد الحميد بوشناق من تونس و”أميرة” للمخرج محمد دياب من مصر.
يذكر أنه استطاع فيلم ريش السينمائي انتزاع جائزة نجمة الجونة لأفضل فيلم عربي طويل، رغم الضجة المثارة حول الفيلم واتهامه بالإساءة إلى سمعة مصر من قبل عدد من الفنانين، مقابل دفاع نقاد وفنانين وشخصيات عامة عن العمل، وأكدوا أن الحملة على الفيلم تكفير على الطريقة الفنية، وأنه لا يجب الحجر على الإبداع.
والفيلم يقدم قصة أم تعيش في كنف زوجها وأبنائها، حياة لا تتغير وأيام تتكرر بين جدران المنزل الذى لا تغادره ولا تعرف ما يدور خارجه ذات يوم يحدث التغير المفاجئ ويتحول زوجها إلى دجاجة، فأثناء الاحتفال بيوم ميلاد الابن الأصغر، يخطئ الساحر ويفقد السيطرة ويفشل فى إعادة الزوج، الذي كان يدير كل تفاصيل حياة هذه الأسرة، هذا التحول العنيف يجبر هذه الزوجة الخاملة على تحمل المسؤولية بحثا عن حلول للأزمة واستعادة الزوج، وتحاول النجاة بما تبقى من أسرتها الصغيرة.