ضريح «رب السيف والقلم» ينضم لقائمة لقائمة المقابر المُهددة بالإزالة.. وأسرة محمود سامي: هدمها أمر سيء نرفضه جميعًا.. أبحثوا عن حل
ألطاف البارودي تستغيث بالسيسي: اعملوا التطوير وشوفوا مخرج بديل من فوق المقبرة أو جنبها
كتب: عبد الرحمن بدر
انضم ضريح الشاعر والسياسي الكبير الراحل محمود سامي البارودي، رب السيف والقلم، لقائمة المقابر المهددة بالإزالة، وتداول بعض مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي صورة لضريح الشاعر الكبير، وعليها علامة إزالة.
وقالت الدكتورة ألطاف البارودي من عائلته، إنها لم تتلق أي إخطارات بهدم المدفن سوى شخص واحد من العائلة تلقى هذا الإخطار، ولكن يوجد علامة إزالة على المقبرة.
وتابعت في مداخلة هاتفية ببرنامج (كلمة أخيرة)، المذاع عبر فضائية (أون إي)، الثلاثاء، أنها لم تكن تتوقع ذلك، والجميع كان يتوقع أن جدها رمز وتراث وتاريخ وقد تكون مقبرته مزاراً للسياحة، مؤكدة أنه هناك مخارج أخرى بدلاً من نقل رفات الموتى وهدم المدفن.
وفي رسالة للرئيس عبد الفتاح السيسي، قالت: “الناس والشارع المصري والعربي اللي حافظين أشعار محمود سامي البارودي اتعمل عليها دراسات عليا ماجستير ودكتوراه، هل يعقل أن يتم هدم مقبرته، اعملوا التطوير وشوفوا مخرج بديل من فوق المقبرة أو جنبها، لكن هدم المقبرة أمر سيء ترفضه الأسرة جميعًا”.
والشاعر الكبير محمود سامي البارودي لقب رب السيف والقلم وهو من مواليد إيتاي البارود بمحافظة البحيرة، تولى البارودي العديد من المناصب العسكرية، وشارك في ثورة أحمد عرابي.
ومؤخرًا، تجددت الاعتراضات على إزالة مقابر شخصيات عامة وتاريخية تقع في نطاق حي الخليفة جنوب العاصمة القاهرة، بدعوى المنفعة العامة. في وقت تقدم برلمانيون بطلبات إحاطة لوقف هدم المقابر وتطويرها لتصبح نقطة جذب سياحي.
وترتبط المقابر المُعرضة للهدم بأسماء عدد الشخصيات العامة والمشاهير، مثل شيخ الأزهر الأسبق محمد مصطفى المراغي، والشاعر والسياسي محمود سامي البارودي، وعميد الأدب العربي الأديب طه حسين، فضلا عن مقابر لعدد من الأمراء والمماليك.
ويضم حي الخليفة العديد من المقابر، تعرف باسم مقابر الإمام الشافعي والليثي. سبق أن أصدرت محافظة القاهرة قرارًا بإزالة 2700 مقبرة ونقلها إلى أماكن جديدة في مدينتي 15 مايو والعاشر من رمضان، وأخطرت الأسر لنقل رفات موتاها. وسيتم استخدام المنطقة بعد إخلائها في توسعة طريق صلاح سالم، وإنشاء جسر مروري لتسهيل الحركة المرورية، حسب تصريحات حكومية رسمية.
وقالت شيرين تحسين، حفيدة رجل الدين الراحل محمد مصطفى المراغي، أحد شيوخ الأزهر، إن الأسرة تلقت قرارًا من محافظة القاهرة بنزع ملكية مقبرة جدها، ونقلها إلى منطقة العاشر من رمضان لاستخدامها في المنفعة العامة، موضحة أن الأسرة لا تعترض على تحقيق المنفعة العامة، إلا أن جدها الراحل يعتبر أحد رموز الأزهر الشريف، وأحد من تولى مشيخة الأزهر، كما له إسهامات عديدة في تطوير المؤسسة الدينية.
وتولي مشيخة الأزهر الشريف، مرتين؛ الأولى في ل الفترة من عام 1928 حتى استقالته 1930، والثانية من 1935 إلى وفاته في 1945.
وقالت حفيدة المراغي، في تصريحات نقلها موقع (CNNبالعربية)، أن أسرة الشيخ الراحل لا تقبل بأي حلول بديلة لنقل مقبرة جدهم، وتطالب بإلغاء القرار الحكومي بإزالتها، تكريمًا لتاريخ ومساهمات المراغي.
وأضافت تحسين أن الأسرة تنتظر ردًا من الحكومة على مناشدات وقف قرار إزالة المقبرة، مضيفة أنه حال تنفيذ القرار فعليًا فسيتم نقل رفات المراغي إلى مسقط رأسه في مركز المراغة بمحافظة سوهاج بدلًا من مدينة العاشر من رمضان، البديل المطروح من الحكومة.
وقالت الحكومة إنها تعمل على “تطوير” منطقة القاهرة التاريخية بهدف استعادة الوجه الحضاري للعاصمة. وتشمل خطتها على تطوير المناطق التاريخية والتراثية، وتحسين شبكة الطرق وتوفير مناطق انتظار للسيارات لتحقيق سيولة مرورية، وإزالة المناطق العشوائية ونقل سكانها إلى شقق سكنية بديلة.
من جانبها، قالت مها عبد الناصر، عضو مجلس النواب نائب رئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، إنها تعد للتقدم بطلب إحاطة جديد بالبرلمان اعتراضًا على إزالة مقابر لشخصيات عامة وتاريخية، آخرهم محمود سامي البارودي، الشاعر وزير الحربية رئيس وزراء مصر في عام 1882، بهدف الحفاظ على المقابر التراثية والتاريخية، والمطالبة برؤية مختلفة من الحكومة لتحقيق تطوير المنطقة، وفي الوقت نفسه الحفاظ على المقابر دون التأثير عليها.
كانت محافظة القاهرة أصدرت من قبل بيانات رسمية نفت فيها إزالة مقبرتي الشيخ محمد رفعت، والأديب الراحل طه حسين، رغم تأكيد أسرتهما تلقيهم قرارات إزالة كغيرهم من أصحاب المقابر بحي الخليفة.
وأضافت مها، أنه تم بالفعل نقل رفات شخصيات عامة وأدباء كبار، من بينهم الروائي يحيي حقي، وفي الوقت الحالي تواجه مقابر طه حسين والبارودي والشاعر حافظ إبراهيم نفس المصير، مما يتطلب ضرورة التدخل السريع لتحقيق المنفعة العامة بتوسعة الطرق وإعادة تخطيط القاهرة التاريخية دون إزالة المقابر، التي تعتبر تحفة معمارية وتراثية لا يجب إزالتها، لافتة أن الحكومة استجابت ووقفت إزالة مقبرة طه حسين، وكذلك حافظ إبراهيم، حسب قولها.وقالت إنها تقدمت بأربعة طلبات إحاطة للبرلمان لوقف قرارات الحكومة بإزالة المقابر، وتضمنت هذه الطلبات بدائل لتحقيق المنفعة العامة، وفي الوقت نفسه الحفاظ على المقابر، واستخدامها كمزار تاريخي بعد تطوير المنطقة، وجعلها نقطة جذب سياحي.
بدوره أكد المهندس جمال عامر، الخبير المعماري ومصمم مركز الخزف والحرف التقليدية بالفسطاط، أن أي منطقة قديمة من الممكن أن تكون منطقة تاريخية كعدد من الأماكن المشهورة في القاهرة التاريخية، مشددًا على أنهم درسوا في الكلية فكرة الحفاظ على الأماكن التاريخية.
وأضاف “عامر”، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج “حديث القاهرة”، مع الإعلامية كريمة عوض، المُذاع عبر شاشة “القاهرة والناس”، أنه يجب الحفاظ على المقابر القديمة، لأنها جزء من تاريخ وهوية مصر، موضحا أنه من الممكن أن يكون الغرض نبيل، لكن لابد أن يتعامل مع هذه الأماكن بشكل جيد، ومقابر الرموز جزء من تاريخ وهوية مصر ويجب الحفاظ عليها.
وأشار جمال عامر، مصمم مركز الخزف والحرف التقليدية بالفسطاط، إلى أن هناك اقتراح بمد أنفاق في المناطق التاريخية بدلًا من إزالتها، مؤكدًا أن نقل الأثر بالكامل هو الأفضل حال من بداية الإزالة.