ضحايا لم يصبهم الفيروس.. مصانع الملابس بالأحياء الشعبية (عمال وتجار معا في مواجهة كورونا والجوع): بنحاول نساعد بعضنا
صاحب مصنع بإمبابة: بقالنا أيام طويلة في طلبية واحدة بعد طلبيتين وتلاتة في الأسبوع.. ومش عارف هعمل أية
الحاج محمد السيد: المحلات وتجار التجزئة حالهم وقف وبطلوا يطلبوا مننا بضاعة.. والأسابيع الجاية مش عارف هنصرف أزاي
عامل: بنحاول نساعد بعض.. والـ500 جنيه دعم الحكومة يعملوا أية وأنا بنتي اللي عمرها سنة مصاريفها أدني أنا وأمها
كتب- أحمد رمضان
“مش عارف أعمل أية، صعبان عليا أقطع عيش العمال، وفي الوقت نفسه مش قادر اتصرف”.. بهذه الكلمات بدأ الحاج محمد السيد، صاحب مصنع لتصنيع الملابس الجاهزة في أحد المناطق الشعبية بالقاهرة، حديثه عن معاناته ومعاناة صناعته بسبب فيروس كورونا.
يروي صاحب المصنع الصغير، معاناة مواطنين أخرين من إجراءات مواجهة كورونا، وأزمته بين عدم قدرته على تلبية احتياجات العمالة لديه وفي نفس الوقت شعوره بالضيق كلما فكر في احتمالية الاتجاه ناحية تقليل العمالة أو تخفيض الرواتب.
يقول السيد: “خلال أسبوعين فاتوا، خسرنا كتير بسبب وقف الحال اللي حاصل، بعد ما كنا بنشتغل طلبيتين و3 طلبيات أسبوعيا، بقالنا يجي 10 أيام مش شغالين غير على طلبية واحدة، والله أعلم هنعمل أية في الأيام الجاية”.
وعن أسباب هذا التراجع في طلبيات الملابس، يقول صاحب المصنع: “تجار التجزئة والمحلات الصغيرة اللي بتشتري مننا وبتبيع بالقطعة، مفيش عليها بيع ولا شراء والناس بتقفل، وحتى الفرش (جمع فرشة) للبيع في الأسواق الشعبية، الشرطة بتيجي تفضها بعد ساعات الحظر”.
ويضيف: “مابقاش في بيع وشرا، بالتالي مابقاش في طلبيات جديدة، والحال صعب عند الكل، ولما بطلب فلوس طلبيات متأخرة من ناس، بيعتذروا عن الدفع عشان هما كمان مش معاهم يدفعوا ولا عارفين يسدوا احتياجاتهم”.
وعن أزمة العمالة لديه، يقول “عندنا 17 عامل وعاملة، أغلبهم بنات مش في التعليم وسنهم صغير وبيتشغلوا عشان مساعدة أسرتهم، وطبعا المرتبات بتتصرف بالأسبوع مش بالشهر، وحاليا قدرت أغطى مرتبات الأسبوعين اللي فاتوا والأسبوع اللي احنا فيه، بعد كدة مش عارف”.
وأضاف: “خايف أوصل للنقطة اللي ماقدرش اوفي بها مرتبات الناس لو الحال طول، أنا بصرف دلوقتي من رأس المال، على أمل أن ربنا يفرجها أو الحكومة تدعمنا بأي شيء نقدر نغطي به اللي علينا، ولكن مش عارف أية اللي هيحصل بكرة”.
من ناحية أخرى، كان لنا حديث مع أحد العمال في مصنع أخر يقدم نفس المنتج، ويعاني من نفس الأزمات الخاصة بقلة الإقبال على الطلبيات وغياب أي رؤية حقيقية لمواجهة الأزمة التي قد تتصاعد.
يقول “محمد عبدالمنعم” شاب 26 عاما، يعمل على ماكينة تقفيل البناطيل الجينز في أحد مصانع الملابس الجاهزة، إنه يحاول الفترة السابقة الترشيد من استهلاكه ومصاريفه ومصاريف أسرته قدر الإمكان حتى تمر الأزمة.
ويضيف الشاب “ماعرفش شغلانة غير الشغل ده، وشغلنا من زمان قايم على العرض والطلب، كل ما يكون في شراء كتير المحلات تطلب واحنا نبيع، دلوقت الحال واقف وبنحاول نساعد بعض”.
وفي معرض رده على ما توفره الدولة من دعم 500 جنيه للعمالة غير المنتظمة، يقول الشاب “500 جنيه يعملوا أية؟ أنا متجوز وعندي طفلة عمرها سنة، مصاريفها لوحدها أد مصاريفي أنا وأمها، محتاجين حل للي بيحصل ده عشان نقدر نعيش”.
وكان وزير القوى العاملة، محمد سعفان، قد وجه في 17 مارس المنصرم، بصرف منحة استثنائية للعمالة غير المنتظمة المستفيدة والمسجلة بقواعد بيانات مديريات القوي العاملة بالمحافظات، قدرها 500 جنيه تصرف من خلال مكاتب البريد التابعة لمحل إقامة كل عامل، في إطار الخطة الشاملة لحماية المواطنين من تداعيات فيروس كورونا.
ووافق سعفان، على صرف إعانة وفاة لصالح ورثة العمالة غير المنتظمة المتضررين من جميع حالات حوادث الطرق التي أدت إلى الوفاة، من وإلى العمل، فضلا عن شمول هذه الفئة المسجلة المستحقة التي تم حصرها في حملة “حماية”، وكذلك العمالة غير المنتظمة بالقري الأكثر احتياجا بوليصة التأمين على الحياة “أمان.
وذكر بيان للوزارة أن ذلك يأتي تحقيقا للعدالة الاجتماعية السلامة والأمان للعمالة غير المنظمة ومشاركة في الوزارة في تنفيذه مبادرة رئيس الجمهورية” حياة كريمة”.
ووجه سعفان كذلك الأمين العام لصندوق إعانات الطوارئ بإعداد مذكرة عاجلة للعرض على رئيس مجلس الوزراء بشأن إعداد التدابير والترتيبات اللازمة لمواجهة أوضاع العاملين بقطاع السياحة عقب صدور قرار تعليق حركة الطيران، وما اتخذ من تدابير في إطار خطة الدولة الشاملة لحماية المواطنين من أي تداعيات محتملة لفيروس كورونا المستجد.
حكايات المتضررين لا تنتهي، بين مطالب عادلة بتدخل الدولة لحل أزمة الطبقات الأكثر تضررا، وتجاهل رسمي والاكتفاء بمطالبة المواطنين بالبقاء في منازلهم لحين عبور أزمة انتشار الفيروس.
Pingback: لماذا يفكر الملياردير في الانتحار وقت الحظر؟ – اندو مندو (من هنا وهناك)