صلاح الأنصاري يكتب: الحديد والصلب هوية”
عندما يقولون أن الحديد والصلب حالة عاطفية تاريخية .
نقول نعم حالة عاطفية تاريخية واعية بأهميته ورمزيته ودوره ومهمته، فقرار إقامة المصنع الذى تم اتخاذه عام 1954 بعد قيام ثورة يوليو بسنتين؛ كان قرارا بتحويل مصر من البلد الزراعى الى البلد الصناعى؛ وعندما تم الاعتداء على مصر من فرنسا وابريطانيا واسرائيل فى 1956 ” العدوان الثلاثى” كان المصنع في مرحلة استكمال بنائه ؛ لكنه ساهم بعدها فى بناء السد العالى .
نعم حالة عاطفية تاريخية ووطنية مرتبطة بدور المصنع فى الامن القومى المصرى ؛ بمساهمته فى بناء منصات الصواريخ ودشم الدبابات وملاجىء الجنود فى حرب الاستنزاف وحرب اكتوبر .
نعم نحب الحديد والصلب ونتعاطف معها ونؤيد استمرارها من أجل التنمية ومن أجل تغذية المصانع القائمة على ما تنتجه ؛ حتى القطاع الخاص الذى يعمل فى هذا المجال قائم على الانتاج غير التام الصنع من البلاطات والمربعات والخردة. وعندما يضلل الرأى العام بمقولة أن أحمد عز وأبو هشيمة بيكسبوا والحديد والصلب بيخسر؟
هنا تصبح المقارنة غبية وغير منصفة؛ لأن الحديد والصلب المصرية هى الصناعة الوحيدة التى تقوم على صناعة الصهر من المكونات الرئيسة من خام الحديد والحجر الجيرى وفحم الكوك، ولكل هذه المكونات أعباء فى صناعاتها ونقلها .. نتعاطف معه لأنه المصنع الوحيد القائم على استخدام مكونات مصرية؛ نتعاطف معه لأنه ليس فقط قائم على صناعة الحديد والصلب بتشكيلاته المتعددة ؛ولكن انظر إلى محطات الأكسجين النقى الذى يمد وزارة الصحة والمستشفيات بالأكسيجن ليساهم فى علاج الوباء “كورونا”، نتعاطف معه لانه المصنع الذى أمد مصر بأعمدة إنارة الريف أو كهرباء الريف بقطاع الهياكل المعدنية نتعاطف مع القطاعات المتنوعة من انتاج قطع الغيار .
نتعاطف معه لأن عماله هم رواد رفض التطبيع عندما رفض عمال الحديد والصلب زيارة رئيس الكيان الصهيونى فى نوفمبر 1980 .
نتعاطف معه لانه كان يصدر منتجاته إلى الدول العربية، ولانه ساهم فى بناء وإقامة وتدريب الليبيين لإقامة مصنعهم فى مصراته
نتعاطف معه لاننا ايضا كنا نحقق ارباحا واذكر وأنا من عمال الحديد والصلب أننا صرفنا أرباح ومكافأة إنتاج تعادل 14 شهرا عام 2005 وهو تاريخ قريب .
نتعاطف معه لأنه حقق الأمان الوظيفى والإجتماعى لعماله ” تأمينات اجتماعية وتأمين صحى واسكان وعلاج وترفيه .
نتعاطف معه لأنه كما قال زميلى كمال عباس ” الحديد والصلب هوية”.