صديق نجيب محفوظ يروي تفاصيل محاولة اغتياله: كتمت الجرح بيدي وأسرعت بسيارتي عكس الاتجاة لمستشفى العجوزة
فتحي هاشم: كنت أنقل أديب نوبل كل جمعة لكازينو قصرالنيل.. ومحفوظ كان رقيقيًا ومتواضعًا وتنبأ بالثورة وانحاز للفقراء
كتب: عبد الرحمن بدر
منذ 10 سنوات روى لنا فتحي هاشم، صديق نجيب محفوظ، مشاهد مما جرى وقت تعرض أديب نوبل لمحاولة اغتيال على يد أحد المتطرفين، وكيف أنه نقله في سيارته إلى مستشفى الشرطة، وكتم جرحه النازف بيده، وأن نجيب محفوظ الذي ولد في مثل هذا اليوم عام 1911 دخل المستشفى واقفًا، واليوم ونحن نحتفل بذكرى ميلاد نجيب محفوظ نعيد نشر تصريحات فتحي هاشم عن الواقعة.
يقول هاشم في تصريح خاص، إن علاقته بمحفوظ بدأت عام 1982لأنه كان ومازال من قراء محفوظ ومحبيه الذين يحضرون ندواته وصالوناته الأدبية.
وأضاف: كنت أنقل أديب نوبل كل جمعة لكازينو قصرالنيل، وبعد ركوبه السيارة يوم حادث الإغتيال الذى تعرض له، فوجئت بشاب يجرى بسرعة بعد طعن محفوظ فى رقبته بمطواة قديمة، حاولت اللحاق به لكن صغر سنة مكنه من الهرب بسرعة.
وأوضح أنه طمأن أديب نوبل بعدما كتم الجرح بيده اليمنى، وأن محفوظ تحامل على نفسه وعلى آلامه، ولم يتعرض للإغماء ودخل المستشفى واقفا.
وقال هاشم إنه قاد السيارة فى عكس الاتجاة مسرعًا ليتمكن من الوصول بسرعة لمستشفى الشرطة بالعجوزة التى كانت تبعد عشرات الأمتارعن منزل محفوظ.
وأكد فتحي هاشم أن محفوظ تنبأ بالثورة فى كتاباته، وانحازلها وللطبقات الفقيرة، وكان حزين فى فى آخر أيامه على ما يحدث فى البلد، ومتابع جيد لكل الأحداث رغم مرضه، وأنه لم يكن راضيا عن إحتكار بعض رجال الأعمال للسياسة والاقتصاد في زمن مبارك.
ووصف هاشم أديب نوبل بأنه كان رقيقا ومتواضعا إلى أبعد الحدود، كما أنه كان مشهورا بإطلاق النكات والقفشات أثناء الحديث .
وأضاف: محفوظ كان يقف مع أى شخص يقع فى أزمة، وحينما عرف أن أبنى يعانى من مشكلة فى عملة كان يسألنى عنه بشكل متكرر، وكان يفعل ذلك مع كل الأصدقاء.
ويقول هاشم إن أكبر تكريم حصل عليه نجيب محفوظ هو حب الناس له لأنه أعظم من كل الجوائز التى حصل عليها.
يذكر أنه يحل اليوم السبت 11 ديسمبر، ذكرى ميلاد الأديب العالمي نجيب محفوظ، الذي ولد في 11 ديسمبر عام 1911، ورحل عن عالمنا في 30 أغسطس عام 2006، عن عمر يناهز 95 عاما، تاركا خلفة عشرات الروايات السيناريوهات والمقالات، وحصد العديد من الجوائز أبرزها جائزة نوبل في الأدب وقلادة النيل.