«صحفيون بانتظار نيل حريتهم»| الصحفي إسماعيل الإسكندراني يقترب من 7 سنوات في السجن وسط مطالب بالإفراج عنه.. الصحافة ليست جريمة (9)
لا يملك الصحفيون سوى أقلامهم وكاميراتهم لتنوير المجتمع وتسليط الضوء على قضاياه؛ ومع ذلك يقبع ما يقرب من 25 صحفيا مصريا في السجون رهن الحبس الاحتياطي بسبب ممارسة عملهم الصحفي.. هؤلاء الصحفيون يجب أن يكونوا أحرارا ليتمكنوا من أداء واجبات مهنتهم.
عبر سلسلة “صحفيون بانتظار نيل حريتهم” يرصد لكم “درب” صحفيين يقبعون خلف القضبان ويتوقون إلى نسيم الحرية.. وفي هذه الحلقة نسلط الضوء على الصحفي والباحث إسماعيل الإسكندراني.
قبل نحو 7 سنوات تم القبض على الإسكندراني في نوفمبر ٢٠١٥ من مطار الغردقة أثناء عودته من برلين، وعرض على نيابة أمن الدولة العليا، التي اتهمته بالانضمام إلى جماعة إرهابية ونشر أخبار وبيانات كاذبة وقررت حبسه على ذمة تحقيقات القضية رقم 569 لسنة 2015 حصر أمن دولة عليا.
ثم تم إحالة القضية إلى القضاء العسكري وحملت رقم 18 لسنة 2018 جنايات شمال القاهرة العسكرية والتي قضت فيها المحكمة العسكرية في مايو 2018 بحبسه 10 سنوات حضوريا.
وفي مايو من العام 2021 توفيت والدة الإسكندراني دون أن يودعها بسبب عدم استجابة السلطات المصرية للمطالبات عدة بالسماح له بزيارة والدته في ظل التدهور المستمر لحالتها الصحية.
وقال المحامي الحقوقي خالد علي، عبر حسابه على موقع “فيسبوك” في مايو 2022 إن إسماعيل الاسكندرانى “باحث في الاجتماع السياسي وصحفي استقصائي، متخصص في مناطق الحدود المصرية وخبير في شؤون سيناء. يدرس الحراك الشعبي والشبابي والحركات الإسلامية وعلاقة الدولة بالمجتمع، وناشط في مجال الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية”.
وتطرق خالد علي إلى دور الإسكندراني كصحفي في الكشف عن قصة هشام عشماوي، حيث أشار إلى أنه “أثناء عمله الصحفي حول سيناء والأنشطة الإرهابية في المنطقة استطاع الإسكندراني الكشف فى تحقيق صحفي نشره موقع المدن عن وجود ضابط صاعقة مصري منفصل من الجيش المصري يقوم بقيادة العمليات الإرهابية في سيناء ويدعى هشام عشماوى، وقتها شكك الكثيرون فى صحة التحقيق ولكن بعد شهور طويلة اعترفت الدولة المصرية بوجود هشام عشماوي لتصدق على كل المعلومات الواردة في تقرير الاسكندراني”.
وخلال فترة حبسه، أصيب الإسكندراني بمرضي السكري والنقرس، ويستلزم ذلك رعاية طبية خاصة، كما توفت والدته دون قدرته على وداعها. وصرح فريق دفاع الإسكندراني بتدهور حالته النفسية نتيجة لاستمرار حبسه، ما دفع مؤسسة حرية الفكر والتعبير، لمطالبة السلطات المصرية في يوليو الماضي بإطلاق سراحه، خاصةً أنه سيكمل ثلثي العقوبة المقررة في نوفمبر المقبل.
وقالت “حرية الفكر” إن إسماعيل الإسكندراني نشط في الدفاع عن قضايا المجتمعات المهمشة في مصر، ومنها تحليل الأحداث في شبه جزيرة سيناء، مما تسبب في إحالته للمحاكمة العسكرية، حيث اعتبرت سلطات التحقيق نشاطه في ملف سيناء “إفشاءً لأسرار عسكرية”.
ودعا مكتب “فريلانس” في لندن، يوليو الماضي، السلطات المصرية إلى سرعة إطلاق سراح الصحفيين المحبوسين في السجون المصرية، ومن بينهم الصحفي إسماعيل الإسكندراني.
وقال المكتب في بيان صحفي إن الإسكندراني كان معارضًا قويًا لسياسات الإخوان المسلمين في مصر، بينما يقبع الآن في السجن متهما بالانتماء إلى الجماعة ذاتها، لافتا إلى أنه خلال فترة سجنه حُرم من حقه الإنساني في توديع والدته التي توفيت بعد صراع مؤلم مع مرض السرطان.
يذكر أن إسماعيل الإسكندراني من مواليد الإسكندرية عام 1983، وكان يعمل باحثاً متطوعاً في المركز المصري للحقوق الاجتماعية والاقتصادية، وصحفيا حرا بجريدة السفير العربي، وباحثا زميلا لمبادرة الإصلاح العربي في باريس، وهو متخصص في شؤون سيناء.
وطبقا لمنصة دفاع للقانون وأعمال المحاماة فقد تخصص الأسكندراني في مناطق الحدود المصرية وكان خبيرا في شؤون سيناء؛ يدرس الحراك الشعبي والشبابي والحركات الإسلامية وعلاقة الدولة بالمجتمع، وناشط في مجال الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
وهو باحث زميل لمبادرة الإصلاح العربي (باريس) منذ 2013، كما حصل على زمالة الصحفي العربي الزائر بمركز وودرو ويلسون وزمالة ريجان – فاسيل للديمقراطية بالمنتدى الدولي للدراسات الديمقراطية بواشنطن العاصمة . كما فاز بجائزة العين المفتوحة – هاني درويش للمقال الصحفي الاستثنائي (ألمانيا) ، والمركز الأول عالمياً في مسابقة مقال الشباب العالمية عن الديمقراطية (2009).
وشارك الاسكندراني بفصل عن “العنف في سيناء: حرب الدولة على المجتمع وصناعة الإرهاب” في كتاب برنارد روجيه وستيفان لاكروا المسمي ثورة مصر ‘l’Egypte en revolution(s)’ الصادر بالفرنسية (2014) ، وكذلك بفصل عن “المواطنة بين الإسلاموية الجديدة وما بعد الإسلاموية” في كتاب مؤتمر المعهد الهولندي الفلمنكي في القاهرة عن “الإسلام والمواطنة والإعلام الجديد. ونشر أبحاثه في العديد من المنابر العالمية والإقليمية.