صالون “التحالف” السياسي يناقش تطورات الأوضاع في سوريا وآثارها على القضية الفلسطينية
كتب – أحمد سلامة
عقد صالون “التحالف” السياسي، مائدة مستديرة بمقر الحزب في مدينة طلخا بمحافظة الدقهلية، لبحث تطورات الأوضاع في سوريا وتأثيراتها الإقليمية والدولية. افتتح النقاش المهندس حمدي قناوي، أمين الحزب، الذي أبرز العلاقة الوثيقة بين الأحداث الأخيرة في سوريا والنهاية الدراماتيكية لقوات بشار الأسد، مؤكداً على الصلة العميقة بين ما يحدث في سوريا وما يعانيه الشعب الفلسطيني في إطار مشروع “الشرق الأوسط الجديد”، الذي تسعى الولايات المتحدة وإسرائيل إلى تطبيقه، بهدف إعادة تشكيل منطقة الشرق الأوسط بما يتوافق مع مصالحهم وحلفائهم الإقليميين.
وشهدت المائدة المستديرة محاور نقاش شاملة حول التطورات في الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، حيث أشار الأستاذ أحمد البغدادي، القيادي وعضو اللجنة المركزية بالحزب، إلى أن العالم العربي يمر بنكبة جديدة في صراعه مع العدو الصهيوني. وأوضح أن عملية “طوفان الأقصى” التي وقعت في السابع من أكتوبر 2023 كانت محاولة من الفصائل الفلسطينية للتصدي لهذا التدهور، إلا أن التخاذل العربي الرسمي وتواطؤ القوى الغربية ساهم في تحوّل موازين القوى لصالح المعسكر الاستعماري. ورغم هذه التحديات، أكد البغدادي على ضرورة التحلي بالأمل والاستمرار في معركة التحرير، مشدداً على أن النصر لن يتحقق إلا بالتمسك بالحقوق والمقاومة المستمرة.
كما تناول الأستاذ طلعت مأمون، مؤسس اللجنة الشعبية لدعم الانتفاضة الفلسطينية، أهمية دعم القضية الفلسطينية باعتبارها قضية مصيرية لمصر والعالم العربي. وأشاد بالبطولات التي يسطرها الشعب الفلسطيني، مؤكداً أن الأبطال الفلسطينيين يواصلون مقاومتهم في ظل التحديات القاسية، ويسعون بكل جهد للحفاظ على كرامتهم وكرامة الأمة العربية بأسرها.
وفي إطار تعزيز الجبهة الداخلية العربية، أكد الأستاذ طارق البربري، عضو اللجنة المركزية والمكتب السياسي بالحزب، على ضرورة بناء القوى الديمقراطية في المجتمعات العربية من خلال دعم التنظيمات الحزبية والنقابية. ولفت إلى أن غياب هذه التنظيمات سيؤدي إلى استمرار المجتمعات العربية في دائرة مفرغة بين أنظمة استبدادية وجماعات متطرفة، مما يعوق التقدم نحو الديمقراطية والتنمية.
من جانبه، شدد الأستاذ كريم، عضو الحزب، على أهمية التمسك بمشروع المقاومة كأداة أساسية في مواجهة المشروع الصهيوني الذي يهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية. وأكد أن المقاومة هي السبيل الوحيد لتحقيق العدالة في فلسطين ولبناء جبهة عربية موحدة قادرة على التصدي للمخططات الخارجية.
وتناولت المائدة المستديرة كذلك الدور التركي في الأزمة السورية، حيث أشار المهندس حسن، عضو صالون التحالف، إلى دعم تركيا للجماعات المسلحة في سوريا، في إطار مشروع أردوغان التوسعي الذي يتناقض مع مصالح الدول العربية. وأكد أن التدخلات التركية في الشأن السوري تعقد الأوضاع وتزيد من تعقيد المشهد السياسي في المنطقة.
كما تناول الأستاذ محمد حليم، عضو اللجنة المركزية وأمين التثقيف بالحزب، الأحداث الجارية في سوريا من زاوية الجهود الإقليمية والدولية لتسوية الصراع. وأوضح أن وصول أحمد الشرع ورفاقه من تنظيم القاعدة إلى سوريا كان مخططاً له منذ سنوات، بمشاركة دول عربية وإقليمية بالتنسيق مع الولايات المتحدة وإسرائيل. وأكد أن هذه الأطراف دعمت التنظيمات المتطرفة بالمال والسلاح، بينما تم تهميش المعارضة السورية المسلحة والمقاومة الشعبية. وحذر حليم من خطورة وصول الجماعات المتطرفة إلى الحكم في سوريا، مشيراً إلى أنها تعد أدوات استعمارية تعمل لخدمة الأهداف الغربية في العالم الإسلامي.
واختتمت الفعالية بتأكيد المتحدثين على ضرورة مواجهة المخططات الاستعمارية الغربية من خلال بناء تنظيمات حزبية وشعبية تعبر عن مصالح الجماهير العربية. وأشاروا إلى أن رفع الوعي السياسي والتنظيم الفعّال سيكونان أساسين لمواجهة التحديات التي تواجه المنطقة. كما شددوا على أن سوريا لن تكون المحطة الأخيرة للمخططات الاستعمارية في المنطقة ما لم تتسلح الشعوب العربية بالوعي والتنظيم المستمر.