شيرين راغب تكتب: أنقذوا القيم التي اختفت.. الذين يستكثرون الشهادة
تشوهت قيم الوطنية لدى الكثير من الشعب المصري في تلك الأيام فيستكثرون على من ضحى بحياته في حماية وطنه أو رعاية وحماية المواطنين لقب شهيد يحصرون هذا اللقب في المعنى الديني ضاربين عرض الحائط بقيم الوطنية التي تعتبره شهيداً للوطن جندياً كان أو طبيباً شهيداً لمهنة ملئوها الرحمة والمحبة والمساعدة للجميع دون النظر إلى دين أو عرق.
ينطلقون في تحليلات دينية غيبية حول جواز حصوله علي هذا اللقب لأنه مسيحي يستكثرون الترحم عليه لأنه مختلف دينياً ظناً منهم ان الترحم سيدخله الجنة.
فقد الكثير من المصريين احساسهم بالذوق العام والرقي في التعامل ومراعاة شعور الأخرين لا أحد منا يعرف مصير الانسان بعد وفاته إلا الله، من فعل الصالحات أو السيئات ذهب باعماله إلى الله والترحم لن يغير في مصيره شيء لكن الترحم على الشخص وفقاً لقيم الاخلاق والاداب ومرعاة مشاعر الأخرين هو نوع من طمئنة أهل الفقيد ومنحهم العزاء في الافتخار به كشهيد للوطن، وتمنيات الرحمة له ما هى إلا اظهارمحبة للمتوفي ولأهله وذويه. لكن فقدنا هذه المشاعر وهذه القيم واصبح وفاة طبيب مسيحي أو ضابط مسلم لكن توجهاته لا تعجب الجميع يتم التشكيك في منحهم لقب الشهيد أو حتى امكانية الترحم عليه.
اصبحت البديهيات مسار جدال وسفسطه لا طائل منها سوى حصرة من أهل المتوفي وحزن ممن ينتظر دوره في الوفاة نتيجة تأدية عمله بأمانة لصالح هذا الوطن وشعبه الكريم.
يكفي ان تتابع تعليقات كتبت على مرض الدكتور مجدي يعقوب أو تعليقات كتبت على وفاة الطبيب مايكل وجية عضو مجلس نقابة الاطباء باسيوط بوباء الكورونا اثناء تأدية عمله ورفض العديد منحه لقب شهيد. متى فقدنا قيمنا الوطنية واصبحت الشهادة للوطن أو المهنة حكراً على ابناء دين معين أو المعارضين للدولة وقد يصل الأمر لاحتكار الشهادة لاصحاب مواقف مؤيدة لانهيار الدولة.