شيرين راغب تكتب: أخطاء رجال الدين والدولة في التعامل مع كورونا
تعاملت الدولة مع وباء كورونا منذ ظهوره في البلاد، في شهر فبراير الماضي، طبقاً لما وضعته منظمة الصحة العالمية من تعليمات للتعامل مع الوباء، ومنها ما يخص تتبع المخالطين، فعندما تُكتشف اصابة شخص، كان ما يجري هو البحث عن المخالطين للمصاب، والتقصي عن من تعامل معهم، بما يعرف بخطة التتبع التي نفذها الطب الوقائي، تنفيذاً لرؤية المنظمة المتبعة في أغلب الدول، هو الأمر الذي بث الذعر في نفوس البعض، ففكرة التتبع والتقصي وكشف خط سير الشخص، اعتبره البعض تهديداً للخصوصية، بل وتشكك البعض انه متابعة أمنية، الأمر الذي تسبب في الحاق الوصم بالمصاب، فضلا عن أن الكل يهرب من المٌصاب، ويتبرأ من معرفته ويرفض التعامل معه خشية العدوي.
ورغم أن وزيرة الصحة أكدت في بداية ظهور الوباء في مصر أن التعامل بهذا الشكل يتم لمحاصرة المرض وأنه عند الوصول للإصابة 1000 سيكون من الصعب التعامل بهذه الطريقة نظراً لانتشار المرض وصعوبة تحديد المخالطين إلا ان المواطن المصري ظل راسخاً في عقله ووعيه ان الاصابة بكورونا جريمة، من يفصح عنها يصبح ملاحقاً ويجب ألا يعلن عنها.
أما عن رجال الدين فقد تعاملوا بمنطق ان هذا الوباء اصاب البشرية لشرورها وان كل من يصاب به “مارق- شرير- كافر- فاسد- خاطي” كل هذه الصفات التي اطلقها رجال الدين على اختلاف معتقداتهم سواء قالوها ضمنا أو صراحة دفعت أهل المتوفي بكورونا للنفى بانه انتقل إلى رحمة الله بسبب هذا الوباء اللعين، رغبة منهم في الدفاع عنه انه ليس شرير ليموت به.
والآن بعد ان انتشر الوباء وأصبح في كل بيت فقيد أو مصاب به وأصبح قريباً جداً لكل منا هل يمكن اصلاح ما افسده رجال الدين والدولة في نفسيه وعقل المواطن المصري.؟