شكرًا لتخليكم عنا: إيطاليون يحرقون ويزيلون علم الاتحاد الأوروبي احتجاجا على خفض دعمه لمواجهة كورونا
نائب رئيس البرلمان يزيل علم الاتحاد ويستبدله بالعلم الإيطالي كرد فعل على إحباطه من موقف الاتحاد في دعم بلاده
ألمانيا ودول أوروبية ترفض مناشدة 9 دول بالاتحاد بينها إيطاليا للاقتراض من خلال سندات كورونا لتخفيف الضربة الاقتصادية للوباء
كتب – محمود هاشم
أزال مواطنون إيطاليون علم الاتحاد الأوروبي، وبعضهم أحرقه، اعتراضا على خفض الاتحاد دعمه لمواجهة فيروس كورونا المستجد في البلاد، التي تشهد أكبر موجة وفيات وإصابات داخل القارة، فيما ينتشر الوباء بها بسرعة متزايدة.
واستبدل المواطنون الطليان علم الاتحاد الأوروبي، بأعلام الصين كتعبير عن تقديرهم للدولة الآسيوية في دعم بلادهم، على الرغم من معاناتها بشكل واسع من تداعيات الفيروس، حيث كانت موطن انتشاره.
كما رفع آخرون العلم الروسي بدلا من علم الاتحاد الأوروبي، التي أرسلت إلى روما طائرات عسكرية تنقل فرقا طبية وتمريضية، وخبراء في علم الفيروسات، مع تجهيزات طبية وكمامات، ومختبرات نقالة ووحدات تعقيم.
وفي أعقاب موجة الكراهية المتزايدة للاتحاد الأوروبي في إيطاليا، أزال نائب رئيس البرلمان علم الاتحاد الأوروبي واستبدله بالعلم الإيطالي، كرد فعل على إحباطه من موقف الاتحاد في دعم بلاده.
كان رئيس الوزراء الإيطالي جوسيبي كونتي، حذر الاتحاد الأوروبي، السب الماضي، من “ارتكاب أخطاء فادحة” في مكافحة فيروس كورونا المستجد، مؤكدا أن التكتل الأوروبي بكامله “قد يفقد سبب وجوده”.
وأضاف: “التقاعس سيترك لأبنائنا العبء الهائل لاقتصاد مدمر”، متسائلا: “هل نريد أن نكون على مستوى هذا التحدي؟ إذاً لنطلق خطة كبيرة، خطة أوروبية للتعافي وإعادة الاستثمار تدعم وتنعش الاقتصاد الأوروبي كله”.
وتابع في مقابلة مع صحيفة “إل سول 24″، إنه خلال اجتماع المجلس الأوروبي، الخميس، حصل “أكثر من خلاف”، موضحا أنه حصلت مواجهة “شديدة وصريحة” مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل “لأننا نعيش أزمة تسفر عن عدد كبير من الضحايا من مواطنينا وتسبب ركودا اقتصاديا شديدا”.
وقال خلال الجلسة: “أمثل بلدا يعاني كثيرا ولا يمكن أن أسمح لنفسي بالمماطلة”، وأضاف: “في إيطاليا، وأيضا في دول أعضاء أخرى، نحن مرغمون على اتخاذ خيارات مأساوية، ينبغي علينا تجنب أن نتخذ في أوروبا خيارات مأساوية، إذا لم تثبت أوروبا أنها على مستوى هذا التحدي غير المسبوق، فإن التكتل الأوروبي بكامله قد يفقد بنظر مواطنينا، سبب وجوده”.
ورفضت ألمانيا ودول أوروبية أخرى مناشدة 9 دول في الاتحاد، من بينها إيطاليا، للاقتراض الجماعي من خلال سندات كورونا للمساعدة في تخفيف الضربة الاقتصادية للوباء.
كما اتهم سياسيون واقتصاديون في هولندا حكومة رئيس الوزراء مارك روت بإفراطها في رفض مساعدة الدول الأكثر تضرراً من فيروس كورونا، ومن خلال دعوة الاتحاد الأوروبي للتحقيق في سبب عدم امتلاك تلك الدول للحواجز المالية للتعامل بشكل أفضل مع الصدمة الاقتصادية.
وأثار الموقف الهولندي – والنبرة الحادة للقادة الهولنديين – غضب دول جنوب أوروبا مثل إيطاليا وإسبانيا والبرتغال ، مما أدى إلى إعادة فتح الجروح التي كانت لا تزال متأخرة من أزمة الديون في منطقة اليورو قبل عقد من الزمن. في الوقت الذي يموت فيه الآلاف ويطلب جنوب أوروبا التضامن الأوروبي ، يتهم الهولنديون بقول الأشياء الخاطئة في الوقت الخطأ.